مالذي يحرك الشارع الايراني ,هل هي مطالب الاصلاح ,ام محاولة الحصول على الوقت ؟. من يعتقد ان المتصارعين على الساحة الايرانية ممن يسمون اصلاحيين ومتشددين هما خصمان يحملان نظريتين مختلفتين لادارة البلاد قد تكون احداهما يصب تطبيقها في خدمة السلام في المنطقة واخراج ايران من دائرة التامر على الامة العربية و الاسلامية والعالم , فهو مخطيء فالطرفين يدوران حول نظرية الولي الفقيه التي اسست لمبداء تصدير الثورة الاسلامية هذا المبداء الذي يعتبر المحرك الاول والمهم لكل سياسات ايران منذ انطلاق ثورة الخميني في 1979 مرورا باشعاله الحرب على العراق التي انتهت بانتصار العراق الذي جعل هذه الثورة تنكفيء على نفسها لاكثر من عقد تلعق جراح الهزيمة التي الحقها العراق بها يوم اضطر قائدها لتجرع السم اذعانا لصوت الحق , فهؤلاء الطرفين لكل منهما خطه الخاص في تطبيق هذه النظرية وهذه الخطوط قد تتقاطع فيما بينها في مسائل ادارة البلاد الداخلية لكنها حتما تتفق وتلتقي بالنسبة للسياسة الخارجية التي يجب ان تتبعها الدولة الاسلامية وخاصة بما يخص الجوار الاقليمي الذي يريد الخطان منه ان يكون تابعا ومنفذا وخادما للسياسات التي يحددها الولي الفقيه والذي لاينطق عن الهوى بما يحقق مصالح الثورة الاسلامية التي يراد لها ان تتصدر لكل العالم انطلاقا من قم عاصمة الثورة الاسلامية وريثة المهدي المنتظر .
ان تعامل الغرب مع الاحتجاجات التي حدثت وتحدث اليوم في ايران على انها حراك سياسي شعبي للحصول على الحرية والديمقراطية على النموذج الغربي هو اكبر خطاء يمكن ان يقترفه العالم في التعامل مع نظام مغلق يحكمه اشخاص ظلاميون لايؤمنون الا بالسيطرة الدينية على كل شعوب الارض انطلاقا من ايمانهم بانهم ورثة الدين الاسلامي الذي يدعوا كل البشرية للايمان به وبتعاليمه . ان استغلال هؤلاء لهذه الفكرة يمكن ان يؤدي الى دمار العالم في اول ساعة من اليوم الذي يحصل فيه هؤلاء على الامكانية والقدرة على تدميره لانهم يعتبرون كل من هو خارج عن ما يؤمنون به هو كافر عدو مهدور الدم يستحق الموت بامر الاهي لانقاش فيه وهنا يكمن الخطر الذي يبدو ان العالم غافل عنه مشغول بامكانية استغلال مايحدث اليوم في طهران لتحقيق الاهداف المرجوة بتغيير النظام من الداخل ناسين ان هؤلاء المتصارعين كلهم ينتمون الى الحرس القديم المؤمن بصورة مطلقة باهداف ثورة الخميني "الاسلامية " ونحن نعلم وبحكم التجربة مع هؤلاء ان من يؤمن بمباديء هذه الثورة لايمكن له ان يغير ايمانه يوما ليكون مطالبا بحرية تقف كل اهداف ومباديء الثورة ضدها . .. اذا.
المطلوب وقفة حازمة من العالم تقول للفريقين ان لعبة تبادل المواقع هذه لا يمكن لها ان تنطلي علينا ولايمكن لها ان تعطيكم ما تحاولون الحصول عليه من الوقت للوصول الى ماتريدون الوصول اليه , وعليكم ان تعلموا ان الوقت ينفذ بسرعة وعليكم ان تدركوا ان العالم غير مستعد ليسلم مستقبله بيد اشخاص معممون ظلاميون مازالوا يخدعون شعوبهم بتصوير انفسهم بانهم رسل السماء والقائمين بامرها على الارض , فهذه الخزعبلات يمكن ان تنطلي على الشعوب الايرانية التي وضعتها سياسات الثورة " الاسلامية" في اسوء اشكال الجهل وهو الجهل بالحياة وتحريف العقائد , لكنها حتما اقل شانا من ان تنطلي على شعوب الارض وخاصة من التي تعرف مدى دجل هؤلاء و سحر ثورتهم الاسود ....
التعليقات (0)