مواضيع اليوم

مالذي يتبقى من "الجزيرة" حين تتوقف عن مهاجمة السعودية؟

سلطان القحطاني

2010-06-13 22:10:03

0

 

 
في إحدى أيام شهر أكتوبر الماضي زار سعودي، وثيق الصلة والإتصال، مبنى قناة الجزيرة القطرية بعد نحو عامين من إتمام عملية المصالحة بين الرياض والدوحة، الأمر الذي وضع حداً لست سنوات من الجفاء سببتها "التغطية المعادية" التي كانت تنتهجها هذه القناة ذات الشعبية الكبيرة لكل ما يتعلق بالمملكة حسب ما يقول مسؤولون سعوديون في الرياض.


ولاحظ الزائر، الذي يعلم ما لا نعلم، أنه حين طلب رؤية كشف أسماء الضيوف في دليل التلفونات الخاص بالقناة، وهو الذي يوفر ضيوفا للقناة في أي برنامج يتعلق موضوعه بالمملكة، وجد أن كل أسماء قادة المعارضة السعودية، الذين كانوا ضيوفاً مستمرين على القناة فيما مضى، كان حولهم تنبيه بـ "عدم الإتصال بهم دون التنسيق مع مدير القناة".


وكان ذلك يعني أن السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين هاتين الدولتين اللتين تربطهما الحدود والصلات القبلية والوهابية الدينية والسياسية في آن واحد، قد ولى إلى غير رجعة، فضلاً عن أن ذلك كان الدليل الأبرز على عدم صحة الإدعاءات التي كان المسؤولون في الدوحة يروجونها بأن القناة تعمل في إستقلال عن توجيهاتهم.


وكانت الحكومة السعودية قد استدعت سفيرها في قطر حمد الطعيمي للتشاور بتاريخ 29 أيلول (سبتمبر) 2002 الذي يتزامن مع الذكرى العاشرة لحادثة اشتباكات الخفوس على الحدود الدولية للبلدين 29 أيلول (سبتمبر) من العام 1992، وذلك بسبب برنامج تلفزيوني أنتقد المشاركون فيه العائلة المالكة ومؤسس البلاد الراحل الملك عبد العزيز آل سعود.


وتشكل برامج قناة "الجزيرة" وتوجهات قطر السياسية منذ تولي الامير حمد بن خليفة ال ثاني مقاليد الحكم في قطر مصدر توتر في العلاقات بين الرياض والدوحة قبل أن تسهم جولة مفاوضات شاقة أستمرت نحو عام في إصلاح العلاقات بين البلدين بعد إتفاق لفترة تهدئة تم تجاوزها بنجاح.


وعينت الرياض سفيراً جديداً هو أحمد القحطاني، الدبلوماسي المعروف في أوساط وزارة الخارجية، الذي جاء من مهمة أصعب كسفير لبلاده في سوريا التي كانت إلى وقت قريب على رأس محور الشر بالنسبة للسعوديين.


ويقول مسؤول سابق الجزيرة، رفض الكشف عن هويته كونه يتحدث عن امور خاصة، إن القناة ليست سوى "عصى في يد الحكومة في قطر وتحديداً وزارة الخارجية التي تسهم تلفوناتها أحيانا في تغيير دفة الحوار في البرنامج قبل دقائق من بثه".


وأُسست في نوفمبر 1996 قناة الجزيرة بمشاركة 20 من محرري إذاعة الـ "BBC" وجميعهم من أصل عربي. وقناة الـ" BBC " السابقة كانت تقوم على أساس الخدمة المدفوعة حيث كان التشفير يحجبها عن العامة، أما الجزيرة فحالها أفضل، فهي تبثُ عبر القمر الصناعي أي ان حيِّزها أوسع تصل الى أقطار كثيرة.


وعلى مدار أكثر من عشرة أعوام حركت (الجزيرة) المياه الراكدة في العالم العربي وفتحت العديد من الملفات المسكوت عنها في أكثر من وطن عربي.


ومنذ عودة المياه إلى مجاريها بين الجارتين لم تعد "الجزيرة" تستضيف المنتقدين لسياسة المملكة لدرجة أنها لم تعد تختلف عن القناة السعودية الأولى، التي كان السعوديون يلقبونها بـ "غصب 1" قبل أن تداهمهم ثورة الصحون اللاقطة، إلا في أن مذيعاتها أكثر جمالاً وخصوصاً حينما يتعلق الأمر بالنشرة الجوية، وأخبار الأسهم.


وعلى الرغم من أن "الجزيرة" تحصل على حرية مطلقة في تناول الشؤون المحلية لأي دولة هي على خلاف مع دولة المقر، إلا أن ذلك لا يطبق على الأخبار التي تتناول الشأن المحلي داخل الدولة نفسها، بل أن ذلك تسبب في "خنق الإعلامي القطري" حسب ما قاله أحد الكتاب القطريين الذي لم يحبذ فكرة ذكر أسمه.


ويضيف القطري المتشاءم من إعلام بلاده المحلي: "نريد أن يمنحونا حرية مثل حرية قناة الجزيرة... لا نريد أكثر".


ويقود أمير قطر، المحبوب شعبياً، حملة تنموية لتطوير بلاده إقتصادياً، إلا أن الإعلام المحلي لم يتطور بما يليق بأمارة يصفها اقتصاديون بأنها "مستقبل الخليج العربي".


وبعد هدوء الحال على الجبهة مع السعودية تتفرغ "الجزيرة" حالياً لعملية قصقصة أجنحة قناة "بي.بي.سي" العربية التي كانت السبب الرئيس في ولادة الجزيرة، وذلك مخافة أن تتسبب في سحب ما تبقى من متابعي قناتها في الشرق الأوسط.


وتسببت "مصرنة" قناة (بي. بي.سي العربية ) و"لبننة" قناة (الحرة) في أن تنام الجزيرة قريرة العين سنيناً طوال لولا أن منافستها مع قناة (العربية) تزعجها من حين إلى آخر.

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !