مواضيع اليوم

مافيا صناعة الدواء العالمية

سليمان الحكيم

2011-08-22 19:46:38

0

صناعة الدواء


في كتاب صدر مؤخرًا مؤخرًا بعنوان صناعة الدواء كشف المؤلف عن أن مافيا تلك الصناعة حولتها إلى وسيلة للنهب وليس الرحمة وتخفيف الآلام.


الرأسمالية هي أبشع أنواع النظم التي ابتليت بها البشرية، ذلك أنها بالضرورة متوحشة، وهى آلية لم يعد أحد قادرًا على السيطرة عليها ولا حتى الرأسماليون والقادة السياسيون، وبالتالي فضحاياها دائمًا مرشحون للاتساع، وهى التي ارتكبت جرائم الاستعمار والحروب والنهب والقهر.

وهي التي تهمش قطاعًا واسعًا من سكان العالم وستصل في النهاية إلى التهام الضحايا من أهل أوروبا وأمريكا والدول الصناعية الكبرى نفسها، بحيث تصل المسألة إلى مجموعة من أصحاب الشركات والبنوك والقادة العسكريين في جانب، وباقي سكان العالم في جانب آخر.

جرائم الرأسمالية ووحشيتها لا تقتصر على مجال تجارة السلاح ونشر الحروب أو إفساد البيئة، بل هي متوحشة في كل جزئياتها، حتى في الجوانب المرتبطة بالرحمة والإنسانية مثل قطاع العلاج مثلاً، وهو المفروض لهذا القطاع تخفيف آلام البشر لا زيادتها أو المتاجرة بها، وكل العلماء الذين أفنوا أعمارهم في البحث عن علاج أو دواء لم يفعلوا ذلك من أجل زيادة أرباح الرأسمالية.

وقد فضح كتاب "صناعة الدواء" مافيا تلك الصناعة في العالم وكيف أنها أصبحت وسيلة للنهب وليس الرحمة وتخفيف الآلام، وفي الكتاب عدد من الملاحظات

الهامة جدًا كالتالي:

ـ أن تجارة الدواء لم تعد خيارًا صحيًا أو إنسانيًا وإنما هي خيار اقتصادي يستهدف الربح.
ـ أن سعر قرص الدواء مثلاً ـ حتى في الدول الأوروبية ـ يساوي ألف مرة ضعف تكاليف الإنتاج.
ـ أن من المفروض أن تكون نتائج الأبحاث الطبية تراثًا إنسانيًا ليس من حق أحد احتكاره ولكن العكس هو الذي يحدث.
ـ شركات صناعة الدواء مثلها مثل شركات صناعة السلاح والبترول وهدفها فقط استغلال الإنسان.
ـ أن مقولات ميكافيللي في السياسة هي التي تحكم صناعة الدواء، فالغاية تبرر الوسيلة.
ـ أن الطبيب لم يعد يهمه علاج المريض بقدر ما يهمه السطو على مدخراته، وأن المريض أصبح رقمًا في سوق الطلب ليس إلا، وبهذا فإن الطبيب والصيدلي والممرض أصبحوا أعضاء في مافيا وليسوا ملائكة رحمة.
ـ أن شركات تجارة وصناعة الأدوية تحولت إلى وحش مفترس هذا شأن الرأسمالية التقليدية في أي مجال وزمان ومكان.
ـ تصل ميزانية تجارة الدواء في العالم إلى 400 مليار دولار سنويًا.
ـ أن هناك فسادًا متعمدًا في ذلك القطاع عن طريق دفع رشاوى للسياسيين وتمويل الحملات الانتخابية، وكذلك دفع عطايا ومنح وهبات ورشاوى لوسائل الإعلام للمساهمة في خداع المريض واستغلاله.
ـ أن الأمر وصل إلى حد التلاعب في الدراسات العلمية والمعملية وغياب الجانب الأخلاقي في التجارب الإكلينيكية، وأن هناك عمليات غش واسعة النطاق في هذا الصدد.
ـ أن غياب الحس الإنساني وصل في بعض الحالات إلى ترك الآلاف يموتون يوميًا مع وجود المصل الواقي لهم، وذلك حتى تستمر مبيعات الدواء لصالح الشركات الكبرى.
ـ أن صناعة الدواء أصبحت إحدى آليات الهيمنة الأمريكية

 

تجارة الدواء المغشوش من الدول المتقدمة

 

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 30% من الأدوية المغشوشة في العالم مصدرها الدول المتقدمة صناعياً. وكشفت صحيفة لوفيجارو عن أن تجارة الدواء المغشوش غزت أوروبا، معتبرة إياها إحدى الهدايا المسمومة للعولمة والنظم الخاصة بحرية مرور البضائع التي وقّعت عليها الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية ودول الاتحاد الأوروبي .

 

وقالت إن المشكلة الشائعة عالمياً خاصة في الدول الفقيرة، باتت تطرق أبواب أوروبا والولايات المتحدة. ولجأت الأخيرة في يوليو/تموز من العام الماضي إلى تشكيل قوة لمكافحة التهريب تابعة لإدارة الغذاء والدواء.

 

وشرعت هذه القوة منذ أيام قليلة في عملية مواجهة شاملة في كل الاتجاهات وباستخدام كافة التقنيات المتاحة بما في ذلك الفحص الإشعاعي.

 

وفي فرنسا نشطت كل الهيئات المعنية لملاحقة مهربي الأدوية المغشوشة. وشملت تلك الجهود وزارة الداخلية والجمارك والوكالة الفرنسية للأمن الصحي، فضلاً عن الفرع المحلي للإنتربول.

 

وأضافت لوفيغارو أن رئيس نقابة الصيادلة في غينيا فودي فوفانا فجر مفاجأة في اجتماع أخير نظمته نقابة الصيادلة الفرنسيين في العاصمة باريس حين قال إن 70% من الأدوية المضادة لحمي المستنقعات المستخدمة في الكاميرون وست دول أفريقية أخرى مغشوشة.

 

واستندت لوفيغارو إلى نشرة "لانست" المتخصصة التي ذكرت أن 64% من أدوية مكافحة الملاريا في فيتنام تفتقر إلى العنصر الفعال ضمن مكوناتها.

وأضافت الصحيفة أن 50% من أدوية مكافحة المستنقعات المتداولة في أفريقيا مغشوشة.

وفي فرنسا تم ضبط أدوية مغشوشة لتبييض البشرة في حي باربيس المعروف بوجود حركة نشطة للخارجين على القانون.

 

ونوهت الصحيفة إلى وجود مخاوف في أوساط الصيدلانيين الفرنسيين من أن نظم تسعير الدواء والعلامات الخاصة بشركات الدواء إضافة إلى عوامل أخرى لا تجعل فرنسا بمنأى من مافيا الدواء المغشوش.

 

ويضاف إلى ذلك بيع الدواء القادم من الخارج عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، مما يقلل من فرص مراقبته ومن ثم مكافحة الغش والتهريب.

ويشتكي أصحاب الصيدليات ـ كما قالت لوفيجارو ـ من سهولة ممارسة تجارة الأدوية، مما قد يسهل تسرب الأدوية المهربة والمغشوشة.

 

وفي الولايات المتحدة تضاعفت حالات الغش في مجال الأدوية وتتعلق هذه الحالات بصفة خاصة بأدوية غالية الثمن مثل الهرمونات وعلاج السرطان.

 

واستندت الصحيفة إلى خبراء قائلة إن محكمة العدل الأوروبية صرحت في الواقع بالتخزين الفاسد من خلال حكم بالسماح بالمرور الحر للبضائع يتناقض والصحة العامة في ظل إمكانية ورود أدوية فاسدة.

 

وقد دعت ألمانيا إلى الإيقاف الكامل لهذا النوع من المرور في الوقت الذي أصبحت فيه الحدود مشتركة مع دول تعد مصدراً لغش البضائع

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات