مافيا الأسواق الاستهلاكية
الطفرة الاقتصادية التي عاشتها البلاد " السعودية " قبل حوالي ربع قرن دفعت بالمواطن للخروج من سوق العمل الحٌر والعمل بالمهن الحرفية واليدوية فالعمل الحكومي فتح ذراعية للمواطن بلا مقدمات فازدحمت المدن الكٌبرى جراء الهجرة من مدن الأطراف والقرى والأرياف ودخلت عمالة من الدول المجاورة وبلاد ما وراء الهند والسند سوق العمل بالقطاع الخاص محدثةً اقتصاداً سرياً صورته المصغرة أحواش للإنتاج بصورة مخالفة وغير صحية , لم ينجلي ربع قرن حتى تفاقمت البطالة بصفوف أبناء وبنات الوطن وتردت أحوال الناس المعيشية وازدادت نسبة الفقر وارتفعت نسبة الجريمة وكل ذلك بسبب البطالة الداء القاتل , للبطالة أسباب ولعل من أهمها عدم وجود وظائف مناسبة لطالبي العمل سواءً بالقطاع الحكومي أو بالقطاع الخاص وهناك سببٌ أخر وهو ضعف رواتب القطاع الخاص والتي لا تكاد تغطي مصاريف الموظف العازب فكيف بصاحب الأسرة ؟
سيطرة العمالة الأجنبية على سوق العمل بالقطاع الخاص أفرز مافيا تٌسيطر على قطاع المال والأعمال تلك المافيا تسببت بشكل مباشر وغير مباشر في ارتفاع الأسعار خاصةً في الأسواق الاستهلاكية التي يملكها مواطنون بالاسم فقط وذلك ما يٌعرف بالتستر التجاري , التستر التجاري لم يكتفي بالتسبب في ارتفاع الأسعار بل تسبب في تهميش الطاقات البشرية الوطنية وزيادة نسب العمالة الأجنبية التي وإن كان لها الحق في العمل والإنتاج الإ أن وجودها يعني وجود تغيرات وظواهر اجتماعية وثقافية مفيدة وضارة ناهيك عن التحويلات المالية الخيالية الشهرية والسنوية لتلك العمالة والتي كان بالإمكان إعادة تدويرها داخل البلد .
غياب التنسيق وضعف التخطيط من أسباب تحول الأسواق المحلية الاستهلاكية إلى أسواق تٌدار بأيدي أجنبية مشكلةً مافيا بشرية واقتصادية , الأسواق الاستهلاكية يرتادها المواطن بشكل يومي وهي من عوامل التضخم فارتفاع الأسعار يعني ضعف القوة الشرائية للمواطن ويعني زيادة نسبة التضخم بدعمٍ من السلع الاستهلاكية خاصةً المواد الغذائية , التستر التجاري ظاهرة اقتصادية لها أضرارها على الاقتصاد الوطني وعلى أفراد المجتمع ويتوجب على الجهات المعنية التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصةً وأن تلك الظاهرة لها تداعيات سياسية وثقافية واجتماعية بالغة الخطورة فمتى يستيقظ المعني بالأمر ويقضي على المافيا وما أحدثته من ظواهر ومتغيرات على مختلف الأصعدة والمستويات ؟.
التعليقات (0)