لمادا نكتب ونكلف انفسنا عناء الكتابة ونحلم بغد مشرق مع انه لن يتغير اي شيئ ؟ فالمقصود ، او من يهمه الامر ، سيقرا الموضوع ، ثم "سيمصص" شفتيه ، و يقطب حاجبيه ، وسيقلب الصفحة ليقرأ صفحات الابراج والتسالي ، ثم سيكحل عينيه بصور العارضات والفنانات واسعار البورصة وكانه لم يقرا ولم يرا. ارجعوا الى ارشيف صحفنا ، قبل عدة سنوات مضت ، ماذا سترون ؟ المشكلات نفسها ، والعقبات نفسها ، و " البلاوي " نفسها ، اقرأوا عن جميع الظواهر التي طرات في العالم العربي وماكتب عنها لكي تتم معالجتها والتصدي لها ، ما الذي حصل ؟ لاشيء سوى انها ازدادت استفحالا وتعقيدا. اقرأوا ما كتب عن بطالة خريجي الجامعات والمعاهد العليا ، الدين شارف اغلبهم على التخرج من الحياة باكملها ، وهم الى الان يتأبطون ملفاتهم وطلباتهم ويتنقلون بين مختلف ردهات المكاتب و الاستراحة في غرف الفراشين ، يضحكون على اخوانهم وابنائهم اصحاب الدفعات اللحقة ، والدين سيمرون من المصير نفسه. اقرأوا ماكتب عن تفشي الواسطة المنتشرة في مجتمعاتنا كسرطان الثدي ،ما الذي حصل ، لاشيئ ، سوى تثبيث شعار " انسان لايملك واسطة هو نصف انسان". اقرأوا ماكتب عن ظاهرة نظرية السوق المفتوح ، او الحر ، او نظام العولمة ، والجات و..و..، ما الدي حصل ، لاشئ ، فالاسعار في ازدياد ومحافظنا اصيبت بنزيف حاد لايرجى شفاؤه. حتى عندما كتبتم عن اول كل شتاء ، وان شوارعنا وبلدياتنا غير مجهزة وغير مستعدة لاستقبال الامطار ، ما الدي حصل ؟ عاقبنا المطر وجاء بقوة فغرق الجميع . فلماذا تتعبون انفسكم وتستنزفون حبر اقلامكم ؟ فكل المطلوب هو الرجوع الى الارشيف ونشر المقال نفسه ، الذي نشر عن المشكلة نفسها ، قبل اربع او خمس سنوات ، مع تغيير صورة المسؤول بصورة احدث.
|
التعليقات (0)