انتهزت زعيمة اليمين المتطرف "الجبهة الوطنية" ماري لوبين تورط إرهابي مفترض متعاطف مع تنظيم القاعدة في الجرائم الإرهابية التي شهدتها فرنسا لتشن حملة ضد الجاليات المسلمة في هذا البلد الأوروبي رغم إجماع الطبقة السياسية الفرنسية على تفادي التوظيف السياسي للعقائد الدينية. وكانت ماري لوبين قد توارت عن الأنظار منذ الاثنين الماضي، تاريخ مقتل أربعة يهود تولوز في أعقاب طرح المحققين فرضية مسؤولية عضو نازي متطرف عن هذه الجريمة البشعة وكذلك مقتل ثلاثة جنود فرنسيين واحد منهم من أصل مغربي الخميس الماضي. ويعود تواريها عن الأنظار بسبب المسؤولية الأخلاقية للجبهة الوطينة في الترويح للتعصب. ولكن بمجرد التوصل الى أن القاتل الحقيقي وهو محمد مراح متعاطف مع تنظيم القاعدة وكان في باكستان وأفغانستان حتى وجدتها فرصة لتوظيف الخوف من الإسلام وسط الرأي العام الفرنسي. وأكدت ماري لوبين المرشحة للانتخابات الرئاسية في مايو المقبل في تصريحات مع تلفزيون BFMTV اليوم الأربعاء أنها تحذّر ومنذ مدة من خطر الإسلام والإسلاميين ولكن الطبقة السياسية في فرنسا لم تستمع إليها. وعادت لتؤكد على برنامجها الانتخابي الذي ينص على مواجهة الحركات الإسلامية ووضع حد للتقاليد المسلمة في فرنسا والتقليل من المسلمين عبر إجراءات الطرد. وتؤكد جريدة ليبراسيون الفرنسية في موقعها في شبكة الإنترنت أن ماري لوبين وجدت الفرصة سانحة للترويج لأفكارها مجددا. وتحتل ماري لوبين المركز الثالث في استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية المقبلة بحوالي 16%، وهي ابنة جان ماري لوبين مؤسس اليمين المتطرف في فرنسا. ويأتي توظيف الإسلام والمهاجرين المسلمين من طرف ماري لوبين في وقت طالب فيه رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي وعدد من قادة الأحزاب وممثلي مختلف الديانات السماوية اليوم الأربعاء ضرورة تفادي أي خلط بين الإرهاب والإسلام للحفاظ على تماسك المجتمع الفرنسي. وقام محمد أمراح يوم الخميس الماضي بقتل ثلاثة جنود فرنسيين من ضمنهم فرنسي من جذور مغربية سيتم دفه في المغرب غدا الخميس ونفذ يوم الاثنين الماضي عملية مسلحة ضد مدرسة يهودية متسببا في مقتل أستاذ وثلاثة من التلاميذ الصغار.
التعليقات (0)