مواضيع اليوم

 

مارس 

شهور السنة الميلادية فى مصر تمتلىء بالاحداث والذكريات التى تبقى بعدها ...  غير أن غلبة المصريين كحال جيرانهم من العرب مرضى بفقدان الذاكرة أو هى حالة   من " الزهايمر "  الدائمة غير أن الفارق يبقى أن الزهايمر "خرف الشيخوخة" بينما الزهايمر العربى خرف النخبة والشباب والمتعلمين خاصة.

بعد أكثر من عامين من الأنتفاضة الاحتجاجية ضد نظام مبارك ، وما تلاها من مؤامرات ونقاشات وتسيد فيها المشهد ورثة نظام مبارك ... فرض الجهل نفسه وسادت الجهالة لتهوى مصر بمن فيها إلى تلك الهوة السحيقة التى يعبر عنها تدنى الخطاب الرئاسى ، وتزايد المشاهد العبثية ، وكثرة الاكاذيب التى يروج لها أنصاف المتعلمين قبل الجهلاء وتناقض الحقائق التى تُنشر جنباً إلى جنب مع الاكاذيب غير أن هؤلاء الذين يعلمون بالكذب ويدركون حقيقته أصبحوا عاجزين عن كل شىء فلاذوا بتصديق الاكاذيب أعلانا منهم عن العجز ...

تخيل أن تشاهد مؤتمر "ميثاق شرف الآعلام" بين وزير الاعلام وممثلى القنوات الخاصة والدينية ، ويحضره نخبة ممن حاصروا مدينة الانتاج الاعلامى قبل اسبوعين .....  وعلى راسهم حازم ابو اسماعيل وعاصم عبد الماجد ... تخيل الحديث يدور عن السب والقذف ووجوب المهنية وتشاهد وتطالع خالد عبد الله ووجدى غنيم ضمن الحضور ... تسمع وتشاهد  عاصم عبد الماجد يحاضر فى وجوب البعد عن العنف والتزام الحوار وهو الذى لا تزال اياديه مخضبة بدماء المئات من الابرياء ...

تطالع ضمن الوزراء وأعضاء مجلش الشورى عدد لا بأس به من فاقدى الحقوق السياسية لسابقة الحكم عليهم فى جنايات ولم يُرد اليهم اعتبارهم أو يحصلوا على العفو الشامل ،  يتحدثون عن إحترام القانون والشرعية !!!!!!

تطالع على صفحات الصحف  تصريح للرئاسة وجماعتها  "  نحن مقبلون على نهضة صناعية كبيرة ان شاء الله  اذا قسمنا الانجاز الشهرى للصناعة على عدد الأيام ، فسيكون معدل الانجاز اليومى للشهور الماضية من عمل الحكومة كالاتى: كل يوم أعطينا 3 مصانع جديدة رخص تشغيل لأول مرة ، كل يوم شغلنا مصنع متعثر نتيجة أحداث الثورة ، كل يوم أسسنا ل10 مصنانع جديدة يتم افتتاحها على مدار العامين القادمين ان شاء الله.... فلنعمل بكل جد لخدمة وطننا و لا تثبط من عزيمتنا أية مزايدات أو مهاترات" .... وتطالع ايضاً تصريح وزير الطيران بوجوب أغلاق المطار ليلا لتوفير الطاقة تحسبا لتلك الازمة الطاحنة التى ستحل بالبلاد صيفاً ، وغضب وزير الطاقة لتصريحات وزير الصناعة التى تتحدث عن تصاريح وتراخيص دون مراجعة موقف الوقود والطاقة وإزدراء واستهجان وزير الكهرباء من تلك التصريحات وتهليل وتكبير على كافة مواقع التواصل وترويج لتصريحات النهضة اياها ...

تضحك كثيراً من عبث الأخوان الذين فاجئوا الصحف باعلان تأسيس جمعية باسم "جماعة الاخوان" يراسها إبن شقيق المرشد السابق وتضم ثلاثة عشر شخصا ليس من بينهم شخص ممن تطالع تصريحاتهم وندواتهم وظهورهم المتكرر فى مختلف وسائل الاعلام بل وعلى الانترنت .... لازال المرشد مرشد ... والمتحدث الاعلامى متحدثا .... ومفتى الجماعة مفتياً ... واعضاء مكتب الارشاد أعضاء ... ولا واحد منهم ضمن تلك الجمعية الزائفة !!!!!

يُصيبك الاكتئاب والضجر واليأس ... يُطالعك نصح الثائرين " اليأس خيانة للثورة " تسأل نفسك متعجباً ومؤمناً " أين هذه الثورة ؟؟!!

تشاهد حكومة تشكو لطوب الارض وتسعى جاهدة نحو الاقتراض وبيع كل ما تطول اليد أو تقع عليه وتنفق على شراء ملابس لأجهوة القمع ومعدات مصفحات بنادق غاز بل وقنابل غاز متطورة بالعملات الحرة التى يرتفع سعر صرفها كل ساعة وليس كل يوم ....

أنه " منحدر الصعود " كما قال هذا الرئيس الذى لازال الكثيرين بعد تسعة اشهر يطالبون الجميع " بإعطاءه فرصة" وكأن احداً يمنعه أو يمسك يدية ويربط قدمية أو يتعلق ببنطاله مانعاً اياه من السير والانطلاق ... ومناقضاً لرؤية هذا الرئيس نفسه الذى رأى أن معارضة زوبعة فى فنجان ولعب قردتى مات القراد  الذى يلاعبه أو سبعة عشرة شخص يشعلون اطارات السيارات ويقطعون الطرقات ويمنعون النهضة والرئيس من تحقيقها ....

يثق الرئيس وجماعته فى أصوات أربعة عشر مليوناً من فقراء القرى والنجوع والاحياء الاشد فقراً وهى التى تكفى لأغلبية مريحة تُشكل أكثر من 70% فى أى انتخابات وهى حقيقة ... يثق الرئيس فى أجهزة القمع التى ورثها بعقيدة "حماية النظام وأمنه " وليس حماية الوطن أو أمنه ... يثق الرئيس فى أن ترديد الاكاذيب يخلق من يصدقها وأن خنق الطبقة المتوسطة فى مشكلات الوقود والدروس الخصوصية والمرور والحصول على غذاء آمن بسعر معقول كاف لإسقاط تلك الطبقه وسحقها نهائياً فهى التى كانت  اساس ثبات نظام ناصر ، والتى عارضت السادات ومبارك وقد تؤدى إلى اسقاط الجماعة ومندوبها فى القصر الرئاسى ...

أنه ليس اليأس وأنما إدراك ما نحن فيه والذى أدى بالفعل إلى التهلكة ... تطالع وزير العدل بنفسك يرى أن قرار إقالة النائب العام خطأ وأنه قال ذلك للرئيس ، بينما تدافع الرئاسة عن القرار للنهاية ، تطالع النائب العام نفسه ينتقد علانية القضاء بأقالته ، ويؤكد أنه يحترم الشرعية ، تسمع عن ملفات تافهة محل اهتمام المحققين وأجهزة النيابة وملفات اشد اهمية كفتح السجون وموقعة الجمل وقتل المئات من المتظاهرين .. وتقارير تقصى الحقائق ... لاتزال حبيسة الادراج ....

تشاهد على مواقع التوصل غضب الشباب والكبار ... وتافهة وأكاذيب وشائعات الجماعة ومندوبها بالقصر الرئاسى وتتعجب من مقولة راسخة " أدوا له فرصة " .. ويسود الجهل الجميع ، ويتصدر الجلاء الموقف ... ويتمحور الحديث عن " المشروع الاسلامى" و " الدولة الاسلامية" .... ومن العجيب أن اكثر من ثلاثة ملايين مصرين يعملون بدول الخليج يسبحون بحمد الرئيس وعبقريته ويؤيدن جماعته التى تتواجه على خط هجوم على نظم تلك البلدان الحاكمة ، تمسكا بالمشروع الاسلامى والدولة الاسلامية !!!

فى  المحاماة تعلمنا من  القانون المدنى ، أنه  إذا تعاقدت مع مقاول يبنى لك بناء أو ينجز لك عمل وتبين لك كصاحب العمل أو البناء إن المقاول يقوم بالعمل على وجه معيب أو مخالف للعقد يجوز لك إنذاره بأن يعدل من الطريقة خلال أجل محدد فإذا انقضى الأجل دون تصحيح المقاول لمسار العمل جاز لصاحب العمل فسخ العقد وكمان الحصول على تعويض وتكلف مقاول آخر على حسابه ، وأنما إذا إصلاح طريقة التنفيذ أو العمل مستحيل يكون لصاحب العمل إتخاذ قراره بدون مهلة أو إنذار ..... كل القوانين فيها هذا النص الذى يحمل رقم  فى القانون المدنى المصرى  (مادة 650 ) أقصد أنها ليست بدعة ... فكرة إدوا له فرصه لو إن الرئيس وجماعته أنفسهم شافين أن المعارضين أقلية مندسة ومتأمرة وأنها تمثل "فلول النظام السابق" مع إن الرئيس وجماعته حصلوا على 51% أى إن 49% من الناخبيين منعوا عنه صوتهم وعارضوا انتخابه من البدايه ...

فى التاريخ أيضاً لا توجد دولة إسلامية ولا يوجد "مشروع اسلامى" هناك ممالك أموية وعباسية وفاطمية ومملوكية وعثمانية لا علاقة لها بالاسلام أو شريعته ، فقد أستباحت تلك الممالك القتل لترسيخ قبضتها والاستيلاء على مناطق بسط النفوذ وهوت ولم تهوى شريعة الله ودينة وجاء غيرها وهكذا ... أما " المشروع الاسلامى" فمنذ انتخاب الرئيس وجماعته لم نسمع عن "مشروع" أو برنامج ، وأنما كانت "النهضة" أفكار للنقاش ، وتصورت للإنطلاق ، ناهيك عن أن الحكومة والجماعة ليس لديهم أى رؤى أو برامج أصلا تحاسبهم عليها أو تتحدث عنها ...

تبقى شماعة الفشل الأساسية ... الميراث ... النظام الفاسد .... منظومة الدمار التى ورثها الرئيس وجماعته ... وهل كان فى ذهن الذى أحتجوا ضد النظام السابق أنه نظام ملائكى طيب نبيل !!!  لكن هذا النظام الفاسد المدمر ترك لك بالخزانة 36 مليار دولار إحتياطى نقدى وسعر صرف ثابت لأكثر من خمس سنوات وحجم دين خارجى 33 مليار دولار ودين داخلى 670 مليار جنيه ، ولم تكن أيام هذا النظام الفاسد ثمة ازمة وقود أو أزمة قمح أو أى أزمات فقط أزمة سوء توزيع الدخل والعدالة الاجتماعية والكرامة التى اهدرها النظام سيما مع المتأسلمين ...

وبقدرة النهضة تصاعد الدين الخارجى إلى 42 مليار والداخلى إلى تريليون و200 مليار وهبط سعر الصرف بأكثر من 16% ومازال يهبط  ، ومازال الرئيس وجماعته يروجون للأكاذيب التى تفضحها الحقائق ، وكل مالديهم السعى نحو الاقتراض ... والبحث عن ما تعويض به الخزانة العامة أفلاسها العاجل ،

إلى أين تذهب بنا الجماعه ، وشعب مغيّب تغيباً كاملاً ... ونخب  فوضوضية مريضة بداء الزعامة وقمع يتزايد ، الرئيس وجماعته بدأوا مبكراً .... ويستمرون ... وكسبوا ولم يخسروا لأن الكثيرين لازالوا مغييبن ومؤمنين بأنهم لا يكذبون وأنما الفلول والمفسدون هم الكاذبين !!!

تأملوا أيها المغييبن من استفتاء مارس 2011 قلنا الدستور أولاً قلتم الانتخابات أولا ومضى عاميين ولم تتم الانتخابات ضاعت فيها ثروة مصر وزاد الخلاف وفى المقابل زاد التمكين ، تأملوا معارضة وثيقة السلمى ثم ترسيخ نصوصا اشد فى دستور أم ايمن ... تأملوا معارضة حكومة الجنزورى وقروضها ثم متابعة الاقتراض بنهم ... تأملوا موكب الرئيس ، ومشهد خطابه فى التحرير ... تأملوا وعوده بألا تغلق قناة فضائيه أو تُصادر صحيفة أو يُحاسب صاحب رأى أو يقصف قلم وما تقوم به النيابة الخاصة ....

مارس  هذا العام أشد سواداً وأكثر ظلمة عن كل السنوات ...  مارس 1968 أعقب هزيمة ناصر ومشروعه وحلم شباب مصر لكنه أفرز بيان 30 مارس وأعاد محاكمة قادة الهزيمة ، وفى مارس التالى  استُشهد الفريق اول عبد المنعم رياض فى موقع المعدية نمرة 6 بالخط الاول بالاسماعيلية وسط جنوده وفى مارس اليوم العالمى للمرأة ، وفيه اُبرمت اتفاقية السلام مع اسرائيل ...   ... وفيه توفى الزعيم الكردى صلاح الدين الايوبى ، وفيه سُلمت بغداد لهولاكو ... وفيه توفى المناضل المصرى اليهودى شحاته هارون ... وفيه سُرقت "الثورة" المصرية ...

وفيه قررت ألا أضع أى بوست على فيس بوك أو أتحدث عن أكاذيب الرئيس وجماعته لأننا لازلنا نحرث ف البحر ، قررت ان أتحدث مع الشعب ، مع الذين يؤيدون ، ويطالبون المعارضين بالصمت ، اصحاب الجملة الشهيرة " أدوا له فرصه" لعلى أفهم منهم ما المطلوب بالضبط




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !