مواضيع اليوم

ماردونـــا و تحيـــا فلسطين .

ماهر حسين .

2011-08-24 10:09:38

0

 ماهر حسين .

أثار تعاقد نادي الوصل الإماراتي في دبي مع ماردونا لتدريب الفريق الأول أسئلة كثيرة وواكبه أحاديث وتحليلات عن قيمة العقد وعن فائدة العقد وعن سلوك ماردونـــا فهذا الأسطورة واكب حياته العديد من الهفوات المرتبطة به سلوكيا" مما جعل هنـــاك حالة من الخوف من التعاقد مع هذا الأسطورة الكروية .
المكاسب التي حققها نادي الوصل بهذا التعاقد حتى الآن كثيرة ومتعددة وبل أنها تجاوزت النادي لتكون مكاسب لدولة الإمارات العربية المتحدة ولإمارة دبي فوجود لاعب ومدرب بحجم وشهرة ماردونا تجعله محط أنظار وسائل الاعلام في كل العالم مما يعزز من سمعة الإمارات العربية المتحدة ودبي باعتبارها مركز استقطاب عالمي ومركز استثماري بعدة مجالات يبدو بان المجال الرياضي سيكون أحد هذه المجالات الجديدة حيث لاحظنا الاهتمام بشراء بعض النوادي العالمية وبنفس الوقت العمل بكل جد لتعزيز الرياضة المحلية وتطويرها وبشكل خاص رياضة كرة القدم .
ماردونا تطارده الجماهير وتسعى لمشاهدته ووسائل الاعلام العالمية كلها غطت خبر انتقاله إلى دبي لتدريب نادي الوصل وهذا متوقع وطبيعي وبل أن وسائل الاعلام نفسها تتابع ماردونا الآن ومن الطبيعي كذلك أن تزيد معرفة ماردونا بالمنطقة والعادات والتقاليد التي تحكمها وبطبيعة الدين الإسلامي وأهميته للجمهور الذي يتعامل معه كل من ماردونا وفريق عمله .
الأسطورة مهتم بعمله ومهتم بتقديم أفضل ما يمكن لتمثل هذه المرحلة فرصه جديدة له في عالم التدريب بعد أن اثبت جدارته كلاعب كرة قدم أسطوري ويبدو أن حالة التفاعل الجماهيري مع ماردونا وصلت إلى حد التفاعل المشترك بينه وبينهم وتمثل هذا أخيرا" بحادثة (تحيا فلسطين ) حيث أن أحد مشجعين نادي الوصل أهدى ماردونا الكوفية الفلسطينية مما حدا باللاعب الأسطوري للهتاف (تحيا فلسطين ) وكما انه أشار للكاميرا (بعلامة النصر ) .
(تحيا فلسطين ) كلمات قالها أسطورة كرة القدم في دبي لتعبر عن قدرتنا كعرب على التأثير والتأثير هنــا قادم من دبي ومن أحدى المؤسسات الرياضية التي تعاقدت مع هذا النجم وبالتالي وبحكم هذا العقد أصبحت معرفة هذا الأسطورة للبلد وللمنطقة ولقضاياها محور هام بالنسبة له وواقعة (تحيا فلسطين ) وما حدث هنا بحكم تفاعل النجم الأسطوري مع الجمهور وبفعل حضور فلسطين لدى أحد مشجعين الوصل أدى الى تغطية عالمية فقول ماردونا (تحيا فلسطين) ليس أي قول وهذه الكلمات ذات مغزى كبير وخاصة بحكم الاستقطاب الحاصل الآن في العالم على موضوع الدولة الفلسطينية...وحتى لا تأخذا الأمور اكبر من حجمها وحتى لا نكون بموقع الاتهام بتضخيم الأمور فأنني أود التأكيد على علمي بان ماردونا لا يمتلك حق التصويت بالأمم المتحدة فهو ليس دولة وبالتالي فان حادثة (تحيا فلسطين ) ليست نصرا" دبلوماسيا" ولكنها موقف يستحق الاهتمام ويجب أن نعمل على تعزيز الموقف بما يفوق ما ستقوم به إسرائيل لو كان ماردونا قال (تحيا إسرائيل) ....يجب أن نمتلك عقلية البناء على الإيجابي والتوقف عن الشعور بالنقص فنحن أصحاب حق وموقف وهنا أدعو القارئ العزيز لنتفكر بما فعلته الدولة العبرية برئيسها شمعون بيريز من اجل استقطاب المغنية (شاكيرا) لتقوم بالغناء في (إسرائيل ) فما الذي حققوه من هذا الاحتفال وهل هو نصر دبلوماسي!!! وما الذي فعلوه من اجل إقامة هذا الاحتفال الغنائي!!!! وبالمقابل ما الذي نفعله فلسطينيا" من اجل استقطاب شخصيات مؤثره بالعالم لتكون معنا ومع قضيتنا العادلة وما الذي يمكن أن نستفيده من هذه المواقف !!!!إنها دعوة للتفكير وللعمل بايجابية مع كل ما هو أنساني ولصالح قضيتنا العادلة .
إن كل الشخصيات المؤثرة بالعالم تمتلك أهميتها لقدرتها على التأثير بجمهور واسع متابع لها وعاشق لها وبالتالي تنبع أهمية هذه الشخصيات من دورها المؤثر بجمهورها وللأسف فأننا في فلسطين نفتقد إلى المؤسسة التي تعمل من اجل هذا النوع من التسويق لقضيتنا والتعريف بها وخاصة بأننا أصحاب قضية عادلة وأصحاب حق ولدينا منطق نتعامل به مع الصراع القائم فنحن طلاب حق ودولة وسلام وبالتالي من الممكن لرسالتنا أن تصل للجميع .
لقد مثل الرمز أبو عمار رحمه الله بقدرته وتأثيره مدرسة في التعامل مع المشاهير وذوي التأثير فلقد عرف القائد أهميتهم ودورهم وتأثيرهم ولكن هذا العمل المبدع للقائد أرتبط به شخصيا" وبقدراته ولم يرتبط بمؤسسة مسئولة عن استثمار هذه العلاقات وتطويرها والآن فان الرئيس أبو مازن يبدى اهتماما" مميزا" بالتعامل مع كل ما يساهم بدعم قضيتنا وله لقاءات مع كتاب ومفكرين وفنانين من اليهود والعرب والأجانب وندعو لتعزيز هذه اللقاءات والاستفادة منها عبر مؤسسة مختصة يكون هذا هو صميم عملها.
نعود إلى ماردونا ونقول بان كلماته الداعمة لفلسطين جاءت بفعل وعيه لأهمية هذه القضية وعلاقتها بكل دول العرب وكما أننا يجب أن لا نتجاوز أن ماردونا عاش لفترة من الزمن في كوبا وبالقرب من الزعيم فيدل كاسترو وحتما" هذا أدى إلى تكوين رؤيته ومواقفه من العديد من القضايا .
إن قضية فلسطين عادلة وأهلها مظلمون وما يطالبون به من حرية واستقلال مرتبط بإيمانهم بالسلام والتعايش أسوة بكل الشعوب بالمنطقة وكل ما سبق يجعل رسالتنا للعالم مقبولة ومؤثرة ...فشكرا" لدبي ولنادي الوصل.... وشكرا" لماردونا و (تحيـــا فلسطين) .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !