في مقالات سابقة قلنا أن قاسم سلطاني قائد قوات القدس الايرانية , هو حاكم في المنطقة الخضراء , ويدخل اليها متى شاء , ويتدخل في شؤون حكومة المالكي , وله رأي في تعيين الوزراء وفي السياسات الداخلية , وله سلطة وسطوة في الشأن الامني , يقتل من يريد من الذين يعتقد انهم اعداء نظام الملالي في طهران , او انه معارض للعملية الساسية في المنطقة الخضراء , وبالذات ضباط الجيش العراقي الوطني صاحب الامجاد على المستوى الوطني والقومي , او من الاساتذة والعلماء الذين شادوا نهضة علمية , كانت احد دوافع الغرب والصهيونية الى شن العدوان على العراق عام 2003 .
اليوم وبعد مدة قصيرة على انسحاب القوات الامريكية اسفر وكيل " المرشد الخامنئي " في الارهاب الداخلي والخارجي , اسفر عن مهمته في العراق وفي المنطقة العربية عموما ,فاعلن أن النظام الإيراني يسيطر علَى كل من العراق والجنوب اللبناني مهددًا بأنه سيستخدم البلدين للحرب ضد المجتمع الدولي حيث قال: «إن العراق والجنوب اللبناني خاضعان لإرادة طهران وأفكارها» والنظام الإيراني «قادر على إثارة حركات لإقامة حكومات إسلامية في هذين البلدين لمكافحة الاستكبار العالمي».
فبذلك " لا يبقى أي شك في أنه وكما أعلنت المقاومة الإيرانية مرات عديدة أن الحاكم الحقيقي في العراق هو قوة «القدس» الإرهابية التابعة لفيلق حرس النظام الإيراني وقائده الحرسي قاسم سليماني وأن الحكومة العراقية الحالية هي صنيعة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران ومنفذة لأوامرها مثلما تكون قوة «القدس» هي التي تشرف على كامل التخطيط والتوجيه للهجوم على سكان مخيم أشرف وقتلهم وفرض الحصار اللاإنساني عليه ومشروع بناء السجن في مخيم ليبرتي لنقل سكان أشرف إليه ".
وأضاف قائد قوة «القدس» يقول إن نظام الملالي الحاكم في إيران قادر على «السيطرة على ثورات المنطقة وتوجيهها نحو العدو.. إن ثورات المنطقة راحت تتخذ أبعادًا إسلامية وتماثل الثورة الإيرانية».
لم استغرب هذا التصريح , لان الملالي في طهران عودونا من قبل على مثل هذه التصريحات العنجهية المستفزة , والتي اساءت الى سمعة ايران في الوسط الاقليمي والدولي , واكدت بالملموس ان نظام الملالي , نظام يهدد الامن الاقليمي والعالمي وهذا ما اكده المسؤولون الامنيون في دول الخليج في مؤتمر الامن الذي انعقد في المنامة مؤخرا , لانه يعتمد الارهاب اسلوبا لتحقيق مطامعه في المنطقة , في حين تتظاهر الدبلوماسية الايرانية بالمرونة واتباع العمل السياسي في معالجة الازمات .
ان تصريحات سلماني جاءت مصداقا للافعال الارهابية التي نفذتها قوات القدس ضد سكان مخيم اشرف طوال السنتين الماضيتين ,سواء بنصب اجهزة الازعاج , اي نصب مكبرات الصوت حول المخيم , او بمنع وصول الامدادات الدوائية والمشتقات النفطية الى المخيم , ومن خلالها تتصرف القوات التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي , اذ انها تأتمر بأوامر قاسم سلماني , ما دامت له كل هذه السلطة في حكم البلاد , وله القدرة على انشاء حكومات في العراق وجنوب لبنان , ولا احد يقدر على الرد عليه , او يشجب تصريحاته التي تعد خرقا لسيادة بلد يدعي انه مستقل وله سيادة يطالب الاخرين باحترامها .
وبات واضحا ان سلماني وراء كل المعيقات والعراقيل التي توضع اليوم بوجه الاتفاق الذي وقع بين حكومة المالكي والامم المتحدة , بشأن نقل الاشرفيين الى مخيم الحرية الذي ليس له من الحقيقة الا الاسم .وبأوامر من سلماني اقتطعت مساحات كبيرة من المخيم الجديد , ولم يبقى غير مساحة كيلومتر واحد لاسكان هذا العدد الكبير من الاشرفيين , بمعنى أخر يريده سلماني سجنا محاطا بالاسوار الكونكريتية , وعلى نزلاءه اثبات الوجود صباح مساء في مخفر الشرطة العراقي , ولا نستبعد ان يكون الحاكم فيه احد ضباط قوات القدس . ومن المعوقات عدم السماح لمهندسي مخيم اشرف بالذهاب الى المخيم الجديد للاطلاع على مساحته , وكيفية توزيع هذا السكن البائس على الاشرفيين . وزاد من هذه التعقيدات منع الاشرفيين من اخذ ممتلكانهم معهم مثل السيارات واجهزة الكهرباء وخزانات الوقود .
انتم ايها الاشرفيون ستطول مواجهتكم مع الارهابي قاسم سلماني , فهو متعطش ليشرب من دمائكم , حاله حال اسيادة الملالي الذين كانوا وما زالوا يتلذذون بتعذيب ابناء جلدتهم لانهم يخالفونهم في الرأي ليس الا . ولا تنتظروا غير المكر والخديعة خلال الاشهر الاربعة المقبلة . وليس امام الامم المتحدة الا ان تحترم تعهداتها ازاء المحاصرين في مخيم اشرف , وما على السيد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الا ان يكون بحجم الثقة التي اولاها اياها الدول في حمل امانة اقرار الامن والسلم في العالم , وحماية الانسان في اي مكان في العالم , من بطش المستبدين والطغاة في بلدان الجنوب المتخلف .
التعليقات (0)