ماذا يعني حريق المجمع العلمي المصري؟ بقلم د صديق الحكيم
18/12/2011
إن المجزرة التي نفذها أعداء الوطن بأيدي حماة الوطن وباعثها الظاهرهوالقبض علي البلطجية (بحسب رأي العقل المدبر) من أمثال الشيخ عماد عفت والطبيب علاء عبد الهادي (وهما عينة من الجمع المتظاهروهما من خيرة من أنجبت مصر هكذا أزعم ) وباعثها الباطن هو الخوف من أشياء كثيرة فأناس عاشوا الخوف طوال حياتهم وسمعوا ورأوا بل وشاركوا في جرائم ارتكبها النظام السابق أصبح الخوف جزء من شخصيتهم وأصبح طبعا لا يصلحه التطبع والإدعاء بحماية الثورة والثوار من يحكم مصر الآن تغلب عليهم نفسية الخائف من الغد القريب الخائف مما جنت يداه الخائف مما ينتظره بعد نقل السلطة الخائف من كشف المستوركما تهمين علي حكام مصر الآن نفسية (يالا حُسن الختام) علاج ظواهر المشاكل فلاوقت لديهم للعلاج الجذري وتقصير وقت العلاج واستخدام آخر الدواء مباشرة وهو الكي والكي يساوي الحرق والحريق هو من أصعب الإصابات التي تصيب الجسم البشري وألمه من أشد أنواع الألم علي النفس وخصوصا إذا كان في المناطق الحساسة من الجسم
حريق آخر هو أشد إيلاما هو حريق العقل حريق الذاكرة التي وعت تاريخ الوطن بجميع مافيه فماذا يساوي وطن بلاذاكرة ربما نكون شاهدنا معاناة مريض مصاب بالألزهايمر فكيف يكون حال وطن بلا تاريخ مكتوب لنهضته الحديثة منذ عهد محمد علي
إن توقيت حرق المجمع العلمي المصري فيه دلالة خطيرة خصوصا إذا رجعنا إلي التاريخ وتعرفنا علي الباعث على إقامة المحتل الفرنسي للمجمع وهما سببان؛ السبب الظاهر للعيان وهو العمل على تقدم العلوم في مصر، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية، فضلا عن إبداء الرأي حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، ولكن الهدف الحقيقي هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسي، ونتج عن هذه الدراسة كتاب "وصف مصر".
ومع التأمل في السبب الحقيقي لإقامة المجمع وهو بحث كيفية استغلال مصر وإنتاج كتاب وصف مصر نجد أن هذا هو الوقت الذي تحتاج مصر لوصف جديد يمكن أبناءها من استغلال ثرواتها لصالحها وهي المرة الأولي الذي يحدث فيها هذا الأمر منذ أنشأ المحتل الفرنسي المجمع فى القاهرة 20 أغسطس 1798 بقرار من نابليون بونابارت قائد الغزو الفرنسي لمصر ويؤيد وجهة النظر هذه معرفة محتويات المجمع حيث تضم مكتبته العريقة 200 ألف كتاب، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ( ليس له نظير في العالم) وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي العهد الأسبق،
ولعل مايخفف من حجم هذه الكارثة أمرين الأول هو إدخال مركز معلومات مجلس الوزراء هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي في وقت سابق والثاني محاولة دار الكتب المصرية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الضخم في الوقت الراهن وهكذا كان هذا الحريق هو تدمير لذاكرة مصر تدمير لوصف مصر حتي نتوه ونتخبط وهذا مايريده الصهاينة وحلفاؤهم داخل الوطن وكجزء من حل هذه المعضلة علينا إنهاء محاكمة مبارك وأنجال وأعوانه قبل انتخاب الرئيس الجديد فمبارك وفلوله مازالوا مصدر خطر يطل برأسه في كل كارثة تحدث للوطن فلا بد من بتر هذا العضو الفاسد ليصح بقية الجسد
حمي الله مصر من كل مكروه وسؤء ورد كيد أعداء الوطن في نحورهم وعاشت مصر حرة قوية
التعليقات (0)