كشفت مجلة باري ماتش (paris match) أن المغنية والراقصة ميلاني جورجيادس (Melanie Georgiades)الشهيرة بالديامس، (Diams) اعتنقت الإسلام، وقد نشرت المجلة صورتها وهي تخرج من مسجد (Aubervilliers )، محجبة بعد أن نطقت الشهادتين في المسجد نفسه. ونقلوا عنها قولها: "إن الأطباء النفسانيين لم يتمكنوا من شفاء روحي، لذلك التفت إلى الدين".
ولدت (الديامس) في اليونان من أب يوناني وأم فرنسية، ووصلت إلى فرنسا في سنتها الرابعة، ونشأت في ضواحي باريس، أصدرت ألبومها الأول عام 1999، ولكن ألبومها (brat de femme) الذي صدر عام 2003 هو الذي أكسبها شهرة واسعة، والذي اعتبر أفضل ألبوم (راب) سنة 2004. وقد وصفت نفسها بعد إسلامها بديامس الجديدة التي وجدت أخيرا السلام مع نفسها والتوازن في حياتها.
إن هذا الخبر السعيد يبين لنا مرة أخرى، أن السعادة الحقيقية إنما في الاستقامة على دين الله وليست في تضخم الثروات وقضاء الشهوات، أو بلوغ أعلى الدرجات في الشهرة والجاه؛ فها هي ذي هذه الأخت تصرح بأن هذه الأمور لم تزدها إلا تعاسة وشقاء، مما اضطرها للجوء إلى الأطباء النفسانيين، وأنها لم تجد السكينة والطمأنينة إلا في دين الله وحبه وذكره سبحانه، وقد قال علماؤنا: "القلب إنما خلق لمعرفة الله وحبه".
كما أن بعض الفرنسيين عبروا عن أسفهم صراحة لإسلام هذه الفنانة، وأنكروا عليها إعلان إسلامها فضلا عن إظهار حجابها، وأعربوا عن تخوفهم من انقلابها إلى داعية إسلامية لما لها من الأتباع والمحبين، ومن المتوقع أن تخضع لعملية تعتيم إعلامي وربما تشويه شخصي لينفروا الناس عنها كما فعلوا مع آخرين؛ وهذا يؤكد لنا مرة أخرى بأن دعوى الحرية والديموقراطية والمساواة التي ادعتها الثورة الفرنسية شعار زائف، وادعاء كاذب، وأن المراد به الحرية في كل شيء إلا في الاستقامة على الدين الحق والدعوة إليه، والمساواة المراد بها تلك التي تزعزع ثوابت الأمم وتقوض ركائزها كالأسرة مثلا، وأن الديموقراطية إنما يستحقها الغربيون وقناعاتهم فحسب؛ فمن تبنى رؤيتهم اعتبروه ديموقراطيا، ومن لا فهو متخلف أو ظلامي أو متطرف.
إن كثيرا من الساسة والمفكرين والحقوقيين الغربيين يؤرقهم تزايد أعداد المعتنقين للإسلام من أصحاب الشهرة وذوي الجماهير؛ كالفنانين والرياضيين الذين يتزايد بينهم عدد المشهرين لإسلامهم من أمثال مغني الراب عبد المالك، ولاعبي كرة القدم: (Frank Ribery)، و(Thierry Henry).
فلو كانت السعادة الحقيقية في المال و الجاه و الشهرة ، لما وصل مغني (البوب) مايكل جاكسون إلى حالته تلك ،والذي سعى لشراء السعادة بالأموال الطائلة والشهرة الواسعة فعجز، لذلك كان ينفق (50 ألف دولار) شهريا على عقاقير النوم والتهدئة النفسية، وكان يشتريها باسم شخص آخر ليستر حقيقة أمره ..
فالحضارة الغربية التي أوغلت في المادة ونسيت الروح، نتيجة جمود النصرانية المحرفة التي غلت في الروح إلى درجة تعذيبها وحرمانها من الحلال الطيب، لم تقدم للإنسانية شيء يذكر روحياً،اللهم الدفع بالكثيرين للغوص في عالم المخدرات و الزندقة .
وهذا يؤكد أن واجبنا الآن هو بذل الجهد في الدعوة إلى الإسلام الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه بالمحجة البيضاء، والذي بشرنا بأنه لن تزال طائفة من المسلمين قائمة عليه؛ وهو القرآن والسنة على منهاج سلف الأمة الذين شهد الوحي بصحة منهجهم في فهم الإسلام وتطبيق أحكامه.
التعليقات (0)