ماذا يعني أن تكون داعشياَ
ماذا يعني أن تكون داعشياً يعني ذلك أنك تكره الحياة الدنيا وتعيش صراع نفسي شديد , ويعني أيضاً أنك تكره نساء الدٌنيا الجواري ويصبحن الحور العين شغلك الشاغل , ويعني أيضاً كٌره ما له صلة بالإنسان سواءً الفن أو الإنتاج العقلي المعرفي أو الآثار وكل المظاهر الإنسانية , ويعني أيضاً أن فكرة الخلافة الفكرة الهلامية ستتحول من مجرد فكرة إلى حلم يراودك لتحقيقه و المساهمة بأي شكل من الأشكال في تحقيقه فتبدأ بالبحث عن طٌرق ترشدك لمن يحمل نفس الهم والغاية , ويعني أيضاً أنك تكره كل شيء وتتمنى فرصة واحدة لتتمكن من رقاب بني جلدتك ومن خالفك في الفكر والتفكير قريباً كان أم بعيداً , كل تلك المعاني الداعشية لم تكن لتوجد لولا وجود روابط ومحفزات حولت الجسد والعقل من حالته الطبيعية إلى حالةٍ شاذة تصادم الواقع بشتى الطرق والوسائل , الداعشي لم يولد داعشياً بل ولد كأي طفل من الأطفال وترعرع وسط بيئة لها ظروفها وطبيعتها , كبر وأصبح يافعاً ووجد مذكرات جيل الثمانينات والتسعينات جيل الكاسيت والصحوة والوعظ والقصص والحِكايات المكذوبة المبررة بالغاية تبرر الوسيلة ووجد أدبيات احتضنتها كٌتب ومجلات ومواقع ومنتديات ووجد أمامه جبل كبير من الأفكار المتصادمة والمتعارضة ووجد المجتمع يعيش بعيداً عن الحقيقية فالعقل مصابٌ بالجهل يتغذى بجرعات الوعظ والتسليم فأخذ يقلب ناظريه حتى وقعت على خفافيش الظلام الذين ينشطون بين فينة وأخرى يدعون الخيرية تارة والنصرة تارة أخرى فأتجه نحوهم فوقع في شباكهم دون وعي ومسؤولية !.
الداعشي لم يهبط من الفضاء الخارجي وكذلك غيره فهو بشر ترعرع بيننا لكنه سلك طريقاً مختلفاً إما بحماسة أو عن جهل أو لأنه ضحية أدلجة الخطاب والصورة , داعش التنظيم الحديث الذي أكل الحراك الشعبي العراقي والثورة السورية وأجهض على ليبيا ليس تنظيم مصادفة بل هو تنظيم يتربع على رأس تنظيمات وأدبيات تكفيرية متطرفة شاذة يستغل الفوضى للدخول ويستغل مختلف الظروف لبث سمومه وتنفيذ أجنداته , ذلك التنظيم سيعقبه الكثير والكثير من التنظيمات والسبب فكرة واحدة خلافة دموية وفوضى إقليمية كل التنظيمات والقوى والحركات والمليشيات أهدافها سياسية بحته فالتنظيمات السٌنية تسعى لإقامة الخلافة وكذلك التنظيمات الشيعية تسعى للخلافة وحكم الإمام الغائب سعي من أجل السلطة مقحمةً الحقائق والنصوص الشرعية في مسعاها ذلك وصراعها مع المجتمعات والأنظمة , إقحام النصوص الشرعية بعد لي أعناقها الهدف منه جلب المزيد من الأتباع لحظيرة التسمين قبل الموت في سبيل الخليفة المختبيء والفكر الدموي !.
لتنجو المجتمعات من سكين داعش والفوضى الدموية يتوجب عليها التخلص من أدبيات الإسلام السياسي القائمة على أدلجة المذهب والطائفة وتسييس الدين والمذهب والقضايا الخلافية والاجتماعية والفكرية وعليها أن تٌعيد النظر في كل شيء يرتبط بالإنسان وبمستقبلة وبماضية فاليوم داعش وغداً مجهول خاصةُ وأن المنطقة ومنذ عدة عقود تعيش في دوامة العنف والصراع الطائفي والسياسي الدموي !...
التعليقات (0)