عن بيلا نيوز - يواجه الأردن توتراً متصاعداً في علاقاته مع جارته سورية، في ضوء تزايد المعلومات عن دور مهم وكبير يقوم به في تدريب مقاتلي الجيش السوري الحر، الذي يقود المعارضة المسلحة لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وشددت السلطات الأردنية إجراءات مراقبة حدودها مع سورية، بعدما قالت وسائل إعلام سورية رسمية «إن الأردن يلعب بالنار بدعمه المعارضة، ويضع نفسه في فوهة بركان الأزمة السورية».
ووردت معلومات في الأسابيع الأخيرة أن الأردن سمح بنقل شحنات أسلحة إلى معارضي الأسد، الذين حققوا بعض المكاسب حول مدينة درعا في جنوب سورية القريبة من الحدود الأردنية.
ويقول معارضون سوريون، إن الوضع العسكري في سورية يعكس بصورة إيجابية تزايد الإمدادات العسكرية والتدريب إلى المسلحين السوريين. وتشير زيارة الرئيس الأميركي (باراك أوباما) إلى الأردن إلى أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يتعرض لضغوط متصاعدة حتى يدعم أكثر فأكثر المحاولات الهادفة لإزاحة الأسد عن السلطة.
واستناداً الى مراقبين في عمان ومسؤولين فإن الأردنيين لا يريدون الاكتفاء بوضع المتفرج إزاء ما يجري في جارتهم سورية، كما بينت تقارير ان قوات بريطانية وفرنسية خاصة تشارك في تدريب المقاتلين السوريين وتقديم المشورة لهم، إضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي الاستخباراتي لهم.
ونفى ناطق حكومي اردني تورط الأردن في أي عمليات تدريب او دعم لوجستي للمعارضة السورية المسلحة. وقال «إن الاردن ليس جزءاً من النزاع في سورية»، ودعا الناطق الى حل سلمي للأزمة في سورية.
وكان مسؤولون أمنيون أردنيون ذكروا في وقت سابق ان خطة لتدريب نحو 3000 من ضباط الجيش الحر قدمت إلى نهاية شهر الجاري بدلاً من التاريخ الأصلي الذي كان مقرراً في نهاية يونيو المقبل، وذلك على ضوء الانتصارات التي حققها المقاتلون في المناطق الحدودية.
وتقول شخصية سورية معارضة، إن «الأردنيين سعداء بتقديم الدعم، لكنهم لا يريدون أن يكونوا في الواجهة، فهم خائفون من مخابرات الأسد القادرة على الانتقام من الاردن وإلحاق الأذى به، لكن الاسد أصبح ضعيفاً، وبالتالي يشعرون بجرأة متزايدة حتى يضطلعوا بدور أكبر».
ويقول مصدر أردني مسؤول، إن «الأردن لا يمكن أن يبقى متفرجاً على ما يحدث وهو يرى تنظيم القاعدة والمتشددين الآخرين وهم يستولون على الحدود مع سورية، وانه يجب أن يتخذ خطوات استباقية لإحداث توازن في شأن البنية الأمنية في الحدود».
ويقول دبلوماسيون انهم ناقشوا خططاً لاحتمال إقامة مناطق عازلة في جنوب سورية، لتسهيل وتسريع عمليات تدريب مقاتلي الجيش الحر الجارية في الاردن، ويتكون الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب من تنظيمات اسلامية وجماعات سلفية بعضها يثير مخاوف الأميركيين والبريطانيين وقلقهم.
وتتحدث مصادر أردنية عن دور ريادي ومهم يقوم به عناصر الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) في نقل وتوصيل المساعدات من الاسلحة الى الجيش السوري الحر داخل سورية.
وتشير المصادر نفسها الى ان الاستخبارات الاردنية مشتركة في عمليات تنسيق وتعاون وثيق مع الـ(سي آي إيه) والاستخبارات البريطانية (إم آي- 6).
ومن مظاهر تفاقم الأزمة السورية إنسانياً استمرار تدفق اللاجئين السوريين على الدول المجاورة ومن بينها الاردن هرباً من جحيم الاقتتال، حيث بلغ عددهم في الاردن 460 الفاً ومن المتوقع ان يفوق عددهم المليون مع نهاية العام الجاري.
وحذر رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور من زيادة تفاقم الوضع الانساني لهؤلاء اللاجئين، منبها الى ان وضعهم في الاردن يتجه نحو الكارثة الحقيقية، ما ينعكس بالضرر على الأردن.
وفي ضوء هذا القلق المتصاعد تعالت أصوات أردنية تطالب بإغلاق الحدود مع سورية، لمنع تدفق اللاجئين السوريين، لكن هذه الاصوات تصطدم باعتبارات انسانية.
ويشتكي اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، أكبر تجمع لهم في الأردن من نقص المعونات والخدمات الأساسية، وافتقار المخيم للبنية التحتية. ويقولون ان الامم المتحدة لم تف بما تعهدت به بشأن تحسين الخدمات المقدمة لهم وتطويرها، وان حياتهم مازالت صعبة.
وفي وقت سابق دعا خبراء اقتصاديون أردنيون إلى ضرورة استثناء الأردن من العقوبات المفروضة على سورية، لأنها تؤثر بشكل كبير في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الجارين، وتنعكس بالضرر المباشر على الأردن. وليس هناك تصور أردني واضح حول ما يمكن ان يحدث في سورية، فمن قائل ان الصراع سيطول ويتفاقم ليسقط المزيد من الضحايا، ويتم تشريد آلاف اضافية من السوريين وتحويلهم الى مهجرين ولاجئين، الى قائل انه يتوقع تصدعاً في الجيش السوري الذي يبدو متماسكاً حتى الآن.
التعليقات (0)