اختتمت القمة العربية في الدوحة دون أن تحدث "المفاجئة" التي انتظرها البعض بحضور الرئيس المصري في اللحظة الأخيرة.
و من تابع الكلمة التي ألقاها المبعوث المصري للقمة يدرك لماذا تغيب مبارك ، حيث شددت الكلمة على مسؤلية "الإعلام الواعي" الذي "لا يلفق الأكاذيب".
بالتأكيد و بدون شك نعرف أن تلك العبارات قصدت بالتحديد قناة "الجزيرة"، و بالمقابل نعرف تماما من يلفق الأكاذيب و خاصة أثناء العدوان على غزة، فقد برع الإعلام الحكومي المصري في تجنيد ماكينة اعلامية كاملة مهمتها تلميع صورة مبارك و بالتالي أظهرت أن كل الملايين التي تظاهرت في الشوارع العربية و الغربية و التي نددت بتعاطي النظام المصري مع ما يحدث في غزة، كا تلك الملايين كانت على خطأ و أن "السيد الرئيس" دائما على صواب.
و صور أن تلك الحملة "المغرضة" ضد مصر كما يدعي، قادتها وسيلة اعلامية "غير واعية" هي قناة الجزيرة لغاية في نفس قطر و أميرها، و لذلك وبعد أن فشل في اقناع القطريين ل "لجم" تلك القناة التي "تأجج الخلافات العربية"، رأى مبارك أن يعبر عن استياءه بالغياب و هكذا كان.
ربما مبارك كان يتوقع من أمير قطر أن ينسج على منوال تعاطي دولته مع الإعلام، و يضع مكتب لمن يمثله داخل غرفة أخبار الجزيرة لكي يملي عليهم ما "يجوز" و ما "لا يجوز"، و يلغي هذا البرنامج و يدعم غيره كما تفعل الفضائية المصرية و لدينا مثال ليس بالبعيد جدا عندما "استغنت" عن الإعلامي الكبير "حمدي قنديل" بعد أن أزعج برنامجه "رئيس تحرير" الحكومة المصرية و أحرجها مع "حلفاءها".
هذه عقلية النظام المصري و هي العقلية التي يريد من الجميع أن ينسج على منوالها و خاصة أن قطر ليست الا دولة "صغيرة" يجب أن تكون "مؤدبة" و تسمع كلام "أبلتها الكبيرة".
و لكن يبدو أن "الصداع" المصري من الجزيرة سيتواصل لأنه على ما يبدو أن الدولة القطرية سلكت لنفسها طريقا آخر قررت فيه أنه لا تنمية بدون اعلام حر و محترف.
التعليقات (0)