ماذا يُريد الله
يعتقد المسلمين أن الله يريد إقامة دولة إسلامية على منهاج النبوة وكأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي وملك!
ما يريده الله من المسلمين هو معرفته فقط، فإذا عرفناه كمسلمين انتهى كل شيء وبدأنا نتجه نحو الطريق الصحيح، هناك جملة من الأسباب التي جعلت المسلمين يظنون أن إقامة دولة إسلامية أيديولوجية مقدمة لمعرفة الله، تلك الأسباب والمتمثلة في ادلجة الدين وتسيسه وحمل الناس بأي طريقة على الإيمان بنظرية الخلافة والحكم الإسلامي للشعوب وأن الله يريد ذلك لم تكن لتوجد لولا الجهل وانتشار المواعظ والتي هي السلاح الذي استخدمته جميع الحركات الإسلامية لحشد الاتباع وتعميم الأفكار..
لنطرح تساؤل هل الدول الإسلامية التي أنشأها المسلمون الأوائل كانت بإرادة الله ام بإرادة البشر؟ بمعنى هل هي قامت على رغبه ربانية مثلما حدث مع اليهود قبل الميلاد أم أن هناك من فطن لوجود مثلث يتكون من الجهل والعصبية وحب السلطة!
بالتأكيد أن تلك الدول قامت بإرادة ورغبة بشرية مستفيدةً من الجهل والعصبية والتعطش للسلطة، فالخلافة الأموية والعباسية والعثمانية ودول المماليك والفاطمين الخ ماهي إلا أنظمة سياسية أيديولوجية سيطر عليها فكر واحد وهي امتداد طبيعي لفكرة الملك وبسط النفوذ ولا يوجد سلاح أفضل واجدى من استخدام الدين كوسيلة استقطاب للمؤيدين وقهر للمعارضين والمناهضين لفكرة الدولة المترامية الأطراف ذات الرأس الواحد..
في تاريخنا الإسلامي الكثير من القضايا والروايات والتي مع مرور الزمن أصبحت مقدسة وجديرة بالتطبيق كفكرة الخلافة التي تتعارض كلياً مع مفهوم الدولة الحديثة ومقوماتها..
الخلافة حقيقة تاريخية لا جدال فيها كانت مناسبة لفترة زمنية معينة، لكن تلك الحقيقة هناك من يحاول إعادة تكوينها على أرض الواقع من جديد مستفيداً من الجهل ومن العصبية ومن كتب التراث التي دونت في فترات تاريخية وكتبت لتناسب تلك الحقبة بكافة تفاصيلها..
لا يريد الله منا إقامة خلافة أو حمل الناس بالقوة على فكرة معينة بل يريد منا أن نعرفه على حقيقته ونقيم العدل في أنفسنا وفي الآخرين وما عدا ذلك لا يهم أبداً.
التعليقات (0)