ماذا يريد العرب من تركيا؟!

 
العرب قوم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب. الشعب العربي متهم من قبل العرب أنه عاطفي تجاه تركيا، ولا يعرف نواياها تجاه المنطقة، وتركيا متهمة بدغدغة مشاعر الشارع العربي بالقضية الفلسطينية، وكأنها مصطنعة. السبب في هذا، من وجهة نظري، يرجع لمكانة تركيا الآن، كدولة علمانية إسلامية الهوية ديمقراطية النظام، والنمو الاقتصادي مع قلة مواردها الطبيعية، وقبولها من الغرب كنموذج إسلامي. وما يخيف الأنظمة العربية في ظل الثورات العربية، سواء كانوا حكومات أو أحزاب إسلامية أو أفراد، هو تغيير النظام القائم بعد أن انقلب العرب على الأتراك بمساعد الإنجليز وغيرهم مطلع القرن المنصرم.

وها قد مرات الأيام وشارفت على السنة التي خان فيها العرب دولة الخلافة لينالوا استقلالهم المزعوم، وها هم اليوم يسعون للتخلص من الأنظمة الاستبدادية التي وضعها الغرب بعد مرور قرن تقريبا.

شر البلية ما يضحك. رجعت تركيا في نظر الشعب العرب كمثال يحتذى به بعد أن طردت من بلاد العرب، التي كانت تحميه من العدوان الاجنبي، وطرد الشعب العربي من وضعهم الاحتلال بعد التحرير المزعوم من الدولة العثمانية.

والآن تؤلب هذه الأنظمة الشعوب على تركيا بتصوير أنها تريد أن تحتل المنطقة العربية من جديد، وأن ما تفعله من أجل القضية الفلسطينية ما هو إلا مجرد مناورات لكسب أرض في المنطقة.

ولكن الحقيقة على خلاف ذلك تماما، فالأنظمة العربية لا تريد ديمقراطية، ولا تريد علمانية، ولا تريد رفاهية لشعوبها، بل تريديهم مشغولون في انفسهم ومعاشهم والمشاكل الداخلية لإطالة عملية السلب والفوضى ليقولوا للعالم أن العرب لا يصلحون للديمقراطية، لأنهم عالم متطرف دينيا...الخ.

ولكن هذه الأماني ولت في ظل فهم الشارع العربي لحقيقة الأمور، فهو لم يعد جاهلا بما يحدث من حوله. والفرج قريب.