ماذا يريدون من سوريا الأسد ..

ربما يمكن أن نتفق جدلا على النظام السوري لا يدعم المقاومة ، وان المنظمات الفلسطينية الموجودة على الأرض السورية هي مجرد ديكورات مقاومة ولا ترقى الى معنى المقاومة الشامل والكامل ، ولنفرض جدلا أننا اتفقنا على أن النظام السوري لا يدعم المقاومة اللبنانية وحزب الله ، ولنفرض أن النظام السوري تفاوض مع إسرائيل ، أو في طور المفاوضة لحل قضية الجولان المحتل ، وانه ساير الدول العربية التي هرولت الى المفاوضات وحصلت على ما حصلت عليه مما يسمى الحقوق والأراضي المحتلة والتي أصبحت تسمى محررة ؟!
لنفرض كل ذلك ، ولنفرض أكثر من ذلك مما يذهب إليه المشككين في كل أمر.. فهل اطمأنت إسرائيل وأوروبا وأمريكا ومن يقف معهم من العرب وغير العرب أن النظام السوري لا يمثل المقاومة .. أو لنقول لا يحمل شعارات المقاومة .. وهل شطب اسم سوريا من قائمة الإرهاب ومثلث الشر ( المصطلح أمريكي )

هل اطمأنت القوى المعادية للتحرر والحرية والاستقلال أن النظام السوري نظام مسالم ، وانه خرج من عباءة المقاومة والتصدي والردع ( دول الممانعة ) ودخل في جلباب الطاعة الأمريكية مع ما يسمى ( قوى الاعتدال .. ) .

موضوع الحراك الشعبي في سوريا ليس شعبيا خالصا .. وليس عملا وطنيا صافيا ، وثمة أيدي خفية .. كما كانت ثمة أيدي خفية في موضوع ليبيا .. قبل أيام سمعنا في الأخبار عن دعوة ( شمعون بيريز ) لحضور مؤتمر في قطر لغايات فتح ممثلية تجارية له في طرابلس ..

رائحة المؤامرة تفوح ، ورائحة الخيانات تزكم الأنوف إلا أنوف من أصيبوا بزكام دائم .. ولا يعني هذا تبريرا لاستخدام القوة ضد المدنيين والشعب .. ولكن ثمة أطراف أخرى في الحراك الشعبي السوري لا تريد الإصلاح حقيقة ولا تريد الخير .. وثمة من يريد الخراب ويسعى له ويخطط وثمة من ينفذ ..

حقيقة المعارضة السورية ليست سورية خالصة .. القيادة الاخوانية في العالم العربي ( اقصد الإخوان المسلمين ) دعمت وتدعم التغيير ، ولكن على حساب من سيكون التغيير ولمصلحة من ، ومن المستفيد الأكبر إذا كان هناك أكثر من مستفيد وما هي حجم التضحيات والخسائر مقارنة بالنتائج الايجابية ولن نقول الأرباح ، . قيادتهم في لندن ...وهذه الأخيرة أس الداء وبيت القصيد وأول الأعداء وآخر الأصدقاء .. فهل يأتي من الشيطان خير للإنسان ، وان جاء بلباس الخير فهو شر مستطير ، وما يعانيه العالم اليوم في كثير من الأماكن في العالم ما هو إلا نتيجة لسبب كانت بريطانيا المحرك الرئيسي له قبل أن تتسلم راية الشر والعدوان أمريكا هذه الأيام .

فهل نسينا ( سايكس بيكو ) اللعينين وهل نسينا ( مكموهان ) الغضيب وهل يمكن لعاقل أن ينسى ( بلفور )سيء السمعة والصيت وهل نسينا التحالف على العراق وقبلها مصر وسوريا ولبنان والصومال .. ام هل ننسى ما يحدث الى اليوم في أفغانستان ...

هل يصدق عاقل أن أمريكا وأوروبا يريدان للعالم العربي الخير والرفعة والازدهار والتقدم والحرية ...وإذا صدقنا ادعاءاتهم بالعدالة والحرية وحقوق الإنسان، لماذا ؟؟؟؟ لماذا لم يبادروا إلى التدخل لمصلحة فلسطين وأهل فلسطين على مدار أكثر من ستين عاما من القهر والاستبداد والظلم والاستعمار ..

لماذا لم يكن ثمة قوات دولية في غزة على غرار( اليونيفيل ) للفصل ما بين غزة وإسرائيل لحماية المدنيين ...
لماذا لم يبادروا الى تأييد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين كآخر شعب يقع تحت الاحتلال في العالم ..لماذا وقفوا مع جنوب السودان ..ولماذا ثمة قوات دولية بين إسرائيل ولبنان في الجنوب اللبناني ...
لماذا تقف أمريكا وبريطانيا ضد كل قرار يتعلق بفلسطين ..
لماذا أكثر القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة قرارات تتعلق بفلسطين والعرب والمسلمين .. ولماذا لا تتابع اتخاذ عقوبات اقتصادية بحق إسرائيل وهي تفعل ما تفعل بالشعب الفلسطيني كل يوم منذ أكثر من ستين عاما ..
هل ثمة كلام يقال ليدرك من أصابه الزكام ليعرف أن رائحة المؤامرة في كل مكان حتى لتكاد تزكم الأنوف برائحتها النتنة ..
من جاء على ظهر دبابة الى العراق ، هو ذاته من جاء الى ليبيا ، بغض النظر عن قناعاتنا بالقذافي وحاشيته .. وهو ذاته من يقف وراء الفوضى في سوريا .. نظام سوريا و شعب سوريا وارض سوريا مستهدف ومن ينكر ذلك أعمى وأحمق أو خائن وعميل .
يمكن الرجوع إلى مقالتي بعنوان ( السقوط في شرك المصطلح )
يمكن الرجوع إلى مقالتي بعنوان ( هلوسات القذافي )