حينما شكى بنو اسرائيل لموسى عليه السلام
من الظلم الذي كان يمارس ضدهم من فرعون وأي ظلم
من تذبيح الأبناء حيث لم يقتصر الأذى على القتل بل يذبحون كما تذبح الشاه فضلاً عن استحياء نساءهم قال لهم: إصبروا ولو رجعنا الى القرآن
لوجدنا قصة مفصلّة عنهم لتكون قاعدة أساسية وسنّة من سنن الحياة
تستفيد منها البشرية
إدعى فرعون بأنّه إله من دون الله ..فأوحى الله الى موسى حينما أرسله اليه بأن يدعوه بقول ليّن لعلّه يتذكر أو يخشى مآأعظم رحمة الله وحلمه
وفيه درس عظيم الأثر لمن أراد أن يدعو الى الإسلام..
وتعليم لنا بوجوب أن نلتزم بخطابنا أمام الملوك والرؤساء بالقول اللّين
لأنّ الحديث معهم يختلف بلغة الخطاب عن غيرهم ولغة التخاطب
مهارة تحتاج أن نبرز أهميتها وقد أوضح أستاذنا د/محمد الحمّار
أهمية دراسة هذا الجانب وأرى أنّ هذا الأمر يحتاج لبحث مفصل
فالخطاب ينقسم الى أقسام وكل قسم تتفرع منه أقسام تجعل الرسالة
واضحة فضلاً عن معرفة الوسيلة ،وصفات المرسل حسب كل وسيلة
وتحديد لصفات المرسل اليه ولانريد أن نتوسع في هذا الأمر.
نعود فنقول: بأنّ الفتن أخذت تطّل على أمتنا بهالة سوداء ومصير مظلم
وخاصة حينما إبتعد العلماء ،والادباء عن تبصير الناس عن حجم الكارثة
التي تحّل على قوم خرجوا على الحاكم ولم يصبروا
تمنيت من شعب تونس الحبيب أن يلتحموا مع النظام حينما أعلن تفهمه
للإمور ووعد باصلاحات ولكن دعاة الشر والمتربصين والاعلام المشبوه
لايريدون الاّ إشعال الفتن حينما يتنحى النظام ويخلع وكانت الفاجعة
الكبرى حينما أجبر حسني مبارك على تخليّه عن الحكم تحت ضغط
الشارع وبعض الرموز التي أججّت الناس لتحقيق أهداف كثيرة مرسومة
ومنها تجميد الأموال تحت تأييد الشعب وبالتالي ضرب الاقتصاد القومي
وانهيار لشركات بها الآف الموظفين وستتضح الأثار الوخيمة التي
سيذوق مرارتها شعب أجبر حاكمه على هدم النظام ولم يصبر
مبتعداً عن التوجيه القراني والنبوي ..بخطابات مزخرفة
تثير عامة الناس وتؤجج روح الفتنة بينهم،لتحقيق مكاسب
أو رغبة في الإنتقام ولنا في ليبيا عبرة فحرب أهليّة ربما تحدث –وندعو الله أن يجنّبها اخوتنا -تأكل
خيرات شعب عربي مسلم وتدخل أجنبي مباشر أو من عملاء
لنهب عقول ،وأفكار،وأموال تحت مباركة شعب عانى من الإستعمار
وتأييد مقيت من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي
وكان الأولى بهم أن يتدخلوا ويطفئون نار الفتنة بدلاً من تأجيجها
ومطالبة المجتمع الدولي بإيقاف النزيف ،والضغط على الاعلام
بعدم إثارة الفتن نتمنى أن تكون جامعة الدول العربية قادرة
على حلّ مشاكلنا وما يطرأ من خلافات وأن تعمل بجد كل مامن شأنه
أن يساهم في تطوير الفكر العربي وزيادة الإلتحام بين الشعب والحاكم
وبين شعوب المنطقة العربية..وللإسف هناك أنظمة عربية تدلي بنصائحها
التي تزرع الفتنة وتزيد مساحة الجرح وكان لبعض علماء الدين مواقف
وبيانات تساهم في استمرار الخروج على الحاكم والاخلال بالأمن
فالحاكم يملك القّوة،والبطش ولن يتسامح مع مثيري الفتن ولن يتنازل
أو يترك المكان حتى يفقد الناس مقومات الحياة وكأنّهم يجهلون الأثار
الوخيمة التي سيجنيها الشعب ،أمّا دعاة الفتنة فيحققون أهدافهم بكل سهولة
تدخلات أجنبية،وعربية،وبعض الرموز المأجورة،ودعاة الفتنة يجب أن
تقف الدول العربية معهم موقف الإجتثاث دون رحمة أو هوادة مع تبصير
العوام بعواقب الأمور وكم أسعدتني كلمات الفيصل السياسي المحنك وهو
يتحدث بثقة عن بتر كل أصبع يحاول أن يتدخل في شأن المملكة أو يحاول
أن يبرز نفسه كوصي يتحدث في أمر لايخصّه..
جروح تنزف والآم تعصرني وأنا أتابع مشاهد دماء تنزف واقتصاد يخور
بسبب تأجيج بعض العملاء المزروعين في كثير من البلاد العربية لتحقيق
أهداف يجهلونها أو يعرفون بعضها لأعداء يحاولون إعادة الاستعمار
بأساليب جديدة والاستفادة من الظلم الذي يشعر به المواطن العربي
وانتشار الفساد بأنواعه..
وهاهم دعاة الشر المتربصين بأمن الحرمين الشريفين ،والحاقدين
على الشعب السعودي ،باثارة الفتن ومحاولة الاخلال بالأمن
وزرع بذور التفرقة والنفخ في بعض الأمور التي يعاني منها بعض المواطنين وكأنّ عجلة الحياة توقفت ..ولن تسير حتى تنقلب الأمور على عقب..يهدمون جسور الثقة بين الحاكم والمواطن ويرفضون مبدأ الحوار
ماذا يريدون ؟الإصلاح . بكلمة حب ،نحن معهم بخطاب صادق نابع من القلب يصل دون تشويه ،أو تحريف لمن يملك القرار ،ويرفع الظلم
ويحقق بعض المطالب التي تمسّ حياة المواطن بأسلوب لينّ ينفذ لمشاعر الحاكم.
أمّا زرع الفتن والتحريض عليها ،ومحاولة إشاعة الفوضى ،والإخلال بالأمن فنحن نرفض ذلك مهما كانت دواعيه،ومبرراته ،وإذا كان البعض يعاني
من ظلم فالصبر والدعاء بيقين سيكون العلاج الناجع لإنهاء المعاناة
بدلاً من ركوب موجة المظاهرات التي لآتؤدي إلاّ الى مفسدة أكبر
وهي تعريض الضروريات الخمس للحياة الى فقدانها وقدّ حث الشرع
على وجوب المحافظة عليها.
أعرف أنّ هناك فساد تتسع رقعته ،وظلم يقع على البعض،وحقوق تسلب
وامتيازات يستأثر بها الكثير ممن يقلدون بعض المناصب ،نتطلّع أن يتفهّم
والدنا خادم الحرمين الشريفين واخوانه هذا الأمر وأن يكون مبدأ العدل الأساس الذي تنتهجه الدولة بين المواطنين لقطع الطريق أمام الوسطاء
لسلب بعض حقوق المواطن ،التي وقف أمام تحقيقها عدد من المسئولين عنها ورغم حرمان قبيلتنا من عادة سنوية"أو شهرة" نتألم حينما تصرف
للجميع قبائل المملكة دون قبيلتنا رغم الحب الذي نجده في قلوبنا لولاة أمرنا ورغم الحاجة التي تجثم على نفوس الكثير من أفراد قبيلتنا وخاصة حينما نجد أنّ هذا الحق يمنع ولاندري عن الأسباب ولكن لانلوم حكومتنا
بقدر مانلوم مشائخنا اللذين طلبوا لأنفسهم وتركوا أفراد قبيلتهم
أقول رغم بعض الحقوق التي حرمت منها قبيلتي في بدر
ومن يسكن خارجاً عنها فنحن قلباً ،وقالباً مع قيادتنا يداً واحدة
أمام كل المتربصين ،والحاقدين،وسنكون جميعنا رهن الأوامر
ففي أعناقنا بيعة لهم،ولن نسمح في مدينتناالعريقة لأي ناعق
أو خارج على الحاكم وسنقف صفاً واحدة بكل مانملكه من مقدرة
وامكانيات حتى أرواحنا نقدمها لهذا الوطن ليعيش في أمن وأمان.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين واخوانه ذخراً لبلاد الحرمين
وأن ينفع بهم الاسلام والمسلمين ويرد كيد المعتدين وأن يحفظ
هذا الوطن ومقدراته من عبث العابثين وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن
التعليقات (0)