ماذا يراد بنا ..؟
للشاعر: محمد بن خليفة العطية
… وتشيخُ عند بلوغِنَا الأحلامُ وتنامُ بين جراحِنَا الآلامُ ونظل في عين الزمان قذىً فما ندري بما حَبِلَتْ لنا الأَّيامُ قد تهدأ اللحظاتُ في لفتاتنا لكنْ بما سنحتْ به الأوهامُ خمسونَ عاماً أرَّخَتْ أطوارَنا وتناسختْ في طَوْرِنا الأعوامُ كم لُوِّثَ التاريخُ من تحريفها وتَحَيَّرَتْ في وعيها الأفهامُ فالغربُ غَرْبٌ والمشارقُ غُرْبةٌ والسلم حربٌ والحروبُ سَلامُ والذُّلُّ وَدٌّ والإباءُ عداوةٌ يشقى بها مَنْ دينُه الإسلامُ وعلا الرؤوسَ سفاهةً جُهَّالُها إذْ نُكِّسَتْ من ظُلْمها الأحكامُ ماذا يُرادُ بنا وأيُّ خَديعةٍ نحيا بها فمصيرها الإعدامُ بتنا نُسيغُ الذُّلَّ صِرفاً بينما ضُربَتْ على نكباتنا الأزلامُ وطنٌ يُباعُ فأيّ سلمٍ يَدَّعي تحقيقه الأسيادُ والخدَّامُ سَلْخٌ يضر الشاةَ بعد مماتها ويُقال سلمٌ وهْوَ الاستسلامُ فَخُّ السياسةِ فتنةُ جَذَّابةُ يختص في (مكياجِهَا) الإعلامُ تُخفي الدمامةَ في بهارجِ لونها وتهيم في غَنَجاتها الأنعامُ كم رَكَّعَتْ شُمَّ الأُنوفِ وأرغَمَتْ من أمْرُهُ - في طاعةٍ - إرْغامُ كم شَوَّهت مُثُلاً لِخَلْقِ مبادىءٍ يقضي بها التغريبُ والإعتامُ فاستمرأتْ عجزَ العقول وضعفها واستُحقرت مِن فكرها الأقلامُ إذْ تُلبسُ الإسلامَ ثوبَ تطرفٍ ويُؤَسلَمُ الإرهابُ والإجرامُ ويُنَزَّهُ التدليسُ والأعداءُ مِن تدنيسها وتُقَبَّلُ الأقدامُ
لتضاف خيبتنا إلى أُكذوبةٍ كشفت محارمَ وطْئِها الأيامُ أوَ هكذا يُخْتَطُّ تاريخٌ بلا قِيَمٍ وتُمحَى دونه الأَعلامُ فنظل تسحقنا رحى العمر التي دارت بها الآمالُ والأحلامُ وتُغَلَّقُ الشرُفاتُ في أبراجنا ويذوبُ فوق شموعنا الإظلامُ وطنُ الجهاد قد انتخْت حُرُماتنا وتداخلتْ - في روحها - الأجسامُ فالمسلمون بكل أرضٍ نُكِّلوا وتخاذلت عن نصرهم أقوامُ أقوامُ شرٍّ قد تآزرَ كيدها وتبرَّأت من إثمها الآثامُ كم يُعلفون الوِزْرَ من أحقادهم وتقيحُ في أكبادهم أورامُ تخذوا طقوسهمُ مجازرَ كُفرهم وبها القويّ مع الضعيف يُسامُ أين السلام وأين من نادى به فالعدلُ ضُيِّعَ والبريءُ يُضامُ أين الحقوق وأين من نادى بها إذْ باتَ في قانوِنهَا الإعجامُ أمْ أنه موتُ الضمير فليس في هيئاتهم حِسٌّ به استرحامُ كم ذَللوا سُبُلَ الطغاةِ وزيَّفَتْ أحلافُهم ما في الحقوقِ يُرامُ قد شَفَّتْ الغاياتُ عن مكنونِهم ولهم بكل مكيدةٍ إلمامُ فالغربُ غربٌ والمشارقُ صَحوةٌ والسلمُ ما نادى به الإسلامُ |
التعليقات (0)