ماذا يحدث في السعودية ؟!
هل عادت النعرات والقبليات والأحساب والأنساب التي أبطلها الإسلام واستبدلها بمبادئ ألا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى .. وإن أكرمكم عند الله أتقاكم .. والناس سواسية .. والمسلم أخو المسلم ؟!..
هل عدنا إلى عصر الجاهلية الأولى وكأن الإسلام لم يمر بنا ولم يغشى ديارنا فضلاً عن قلوبنا وصدورنا ؟!..
طبيبة سعودية .. حصلت على الماجسيتير في الطب .. حازت على درجة (البورد ) البريطاني .. والبورد السعودي.. والبورد الكندي أيضاً في الطب .. هذه الطبيبة بلغت من العمر (42) عاماً .. وهي على هذا التفوق .. وهذه الدرجة العلمية الرفيعة وقعت أسيرة للعقلية الجاهلية .. جاهلية القرون الأولى .. وقعت أسيرة بين أب قاسي القلب.. وأخ جامد الفهم .. جعلاها كمثل العنزة لا وظيفة لها في الحياة سوى أن تدر اللبن ومن ثم فمآلها إلى الذبح و الشواء .. تروي الطبيبة مأساتها بحسب صحيفة الوطن فتقول ..
أن والدها كان يُصر على رفض تزويجها بأي شخص يتقدم لها، ويتعلل بأسباب تعود إما إلى عدم انتساب الخاطب إلى القبيلة التي تنتمي لها، أو عدم انتسابه لفخذ معين من نفس القبيلة في حال كان المتقدم قبيليا من نفس قبيلة الأسرة، فيما يبرر والدها وأسرتها في كل فرصة زواج أن المتقدم لها إنما هو راغب في الاستيلاء على راتبها، في ظل استحواذ والدها وإخوانها الذكور على جميع رواتبها ودخلها المالي.
وأفادت الطبيبة بأن والدها منذ فترة دراستها في كلية الطب كان يستحوذ على مكافأتها المالية، كما قام بالاستحواذ على مكافأة التخرج من كلية الطب، والتي بلغت20 ألف ريال دون أن تحصل منها على شيء، وأضافت" كانت الأمور تسير بالصبر ظنا مني أني سوف أتزوج في يوم من الأيام وأتخلص من العذاب، إلى أن حدثت المشكلة الكبرى، عندما عمدت إلى الاقتراض من البنك، في مرحلة الماجستير (البورد)، نتيجة لارتفاع مصاريفي الدراسية والمعيشية أكثر من 2000 ريال، المبلغ الذي يسمحون لي به من كامل راتبي الذي يتجاوز 11 ألف ريال، وأبقيت أمر القرض خفية عنهم، على أن يسترد البنك القرض على أقساط ميسرة، وتوقعت أن لا يلاحظوا ذلك عند سحبها من راتبي العالي، ولكنهم كشفوا قيمة القرض، وفي هذه اللحظة أخرجوني من البورد وعذبوني وحرموني من إكمال دراستي، وقاموا بحبسي وتعذيبي وجلدي بهوز الماء.
ومضت الطبيبة وهي تبكي ضياع عمرها قائلة "ولأن ذلك التعامل ارتبط بعضلي ورفض كل من يتقدم للزواج مني، حيث وصل عمري آن ذاك 34 سنة، توجهت إلى المحكمة العامة ورفعت شكوى عضل، فما كان منهم إلا أن ضاعفوا تعذيبي في سؤال ملح عن استرداد مبلغ القرض، فوعدتهم برد المبلغ من راتبي بعد ارتفاع راتبي حين حصولي على البورد البريطاني".
وأشارت الى أنه بعد حصولها على البورد، وصل عمرها إلى 37 عاما، وفي إثر إصرار والدها على رفض كل المتقدمين للزواج بها، قام بضربها بعد أن تقدم لها شخص حسن الخلق والدين ولكن ليس من ذات القبيلة، مشيرة إلى أن الشخص الذي تقدم للزواج منها، وحينما علم بظروفها السيئة، ومعاناتها، واستحسانه لما سمعه عن الطبيبة من أخلاق كريمة، تقدم لها مرة أخرى عطفا عليها لكنه تم رفضه مرة ثانية، مشيرة إلى أنها استجمعت شجاعتها وناقشت والدها حول موضوع الزواج في محاولة منها لإقناعه بالعدول عن عضلها وتذكيرها له بالله تعالى وغضبه لما يفعله بها وتمسكت برغبتها في الزواج ممن تقدم لها خاصة وقد مضت سنوات من عمرها، ولكن تلك المحاولة فتحت أمامها باب النار بحسب تعبيرها، واصفة التعذيب الذي تلقته بعد "المناقشة" بأنه وحشي وتواصل لأسابيع حتى إنه تم حبسها في الحمام بعد ضرب مبرح، إلى أن تم إنقاذها من قبل إمارة منطقة المدينة المنورة، بعد تواصل الخاطب الذي سمع عن حبسها وضربها مع جمعية حقوق الإنسان والشئون الاجتماعية وتبليغهم عما تعرضت له الطبيبة نتيجة تقدمه لخطبتها.
مضت خمس سنوات على وجود الطبيبة التي تجاوزت الأربعين عاماً، في دار للحماية الأسرية، إثر تعرضها لتعنيف أسري وضرب مبرح بأدوات صلبة، أدى بها إلى أسرة أحد المستشفيات.
قبل خمس سنوات رفعت تلك الطبيبة دعوى أمام القضاء السعودي ضد أبيها لنزع الولاية عنه متهمة إياه بالعضل ومنعها من الزواج و كانت آنذاك في الخامسة والثلاثين من عمرها .. واليوم وبعد أن بلغت الثانية والأربعين من عمرها وشارفت على سن اليأس وقاربت شمس عمرها على المغيب وليس من أمل في أبيها أن يقبل زواجها لا من قبيلته ولا من خارج القبيلة ولا حتى من (الفخذ)!!! ..
بعد ذلك كله أصدرت محكمة (المدينة المنورة) صكاً شرعياً (حكم) بصرف النظر عن دعوى الطبيبة !! أي برفضها وقد استندت المحكمة في حكم الرفض إلى عدم جواز عقوق الطبيبة لوالدها وأنها يجب عليها أن تطيعه باعتبار أبوته لها وولايته عليها!!! .. يعني من الآخر عليها أن تبقى عانساً بلا زواج لأن هذه هي إرادة الأب .. عليها أن تسلم راتبها "وهي امرأة" لصاحب القوامة والولاية عليها لينفق مالها كيف شاء ويحرمها هي ... عليها أن تنظر لأبيها وهو يزوج أشقاءها الذكور ويفرح بهم ويحمل ذريتهم في حجره بينما هي إذا جاءها من يحصنها فرفضه أبوها ولفظه فما عليها إلا الطاعة !!! ما هذا !! هل هذا هو الدين!! هل لمحكمة المدينة المنورة أن تنظر في واجبات البنت التي شابت دون زواج نحو أبيها ولا تنظر في حقوقها على أبيها ووليها !!
أوليس للقاضي أن يحل محل الزوج فيطلق الزوجة من زوجة جبراً وقسراً عن الزوج إذا أضر بها أو إذا تحققت موجبات الطلاق وامتنع الزوج عن تطليقها!!
أوليس من حق القاضي أن يحل محل الأب إذا عضل ابنته أو إذا ظلمها أو إذا رفض تزويجها من صاحب الدين والخلق ودون سبب شرعي !!
نتمنى من أولي الأمر أو أولي الفهم أو أولي المعرفة أن يجلوا لنا ما خفي في هذه الواقعة حتى لا نجهل على أحد خاصة وهناك شيء غريب في هذه القضية .. فالأب الذي سمح لابنته (الأنثى) أن تتعلم بل وتصل إلى درجة علمية رفيعة في دراسة الطب والجراحة فهو من هذه الزاوية أب مسلم عصري متحضر..
وهو نفس الأب الذي يرفض تزويج تلك البنت التي صارت طبيبة تحمل درجة "الماجيستير" ورفض جميع المتقدمين للزواج منها استناداً إلى سلطة ولايته عليها وعدم أحقيتها في الزواج دون إذنه وموافقته وشرطه ألا يزوجها إلا من عشيرته أو من قبيلته .. وحتى لو جاءه أحد من عشيرته أو قبيلته فيشترط أن يكون من (فخذه) !!!!!
وهو يرفض هذا وذاك حتى وصلت سنها إلى الثانية والأربعين و قد رفضت المحكمة استغاثتها ورفع هذا الظلم العنت والعضل عنها ..
فما طبيعة هذا الأب !!.. وما طبيعة هذه المحكمة !!. .
وما هو السند الشرعي الذي استندت عليه تلك المحكمة في إبقاء هذا الظلم وهذا العضل البشع وهذا الجور الشنيع دون أن تتدخل برفعه وإنصاف هذه المرأة المسكينة من هذا الأب الجائر!! وهل هذا هو حكم الشرع في قضية عضل المرأة ورفض إحصانها ؟!
ماذا يحدث هناك .. وكيف يحكمون ؟!!
التعليقات (0)