أربع دول عربية دخلت التيه التاريخي حتى الآن ...حدثت فيها ثورات أنتجت ضياعا وتيها ولم تحقق ما أرادته الشعوب!! لن نذكر أخبارا عن هذه الثورات فالأخبار تملأ الفضائيات وأكثرها أكاذيب سواء من جانب الثوار أومن جانب الحكومات التي تركت في كل ركن فسادا وأوضاعا متفجرة وأشباه حروب أهلية ....كما لن ننشر تحليلا عن هذه الثورات لاستحالة تقييم الأوضاع والنتائج...تبعت ذلك ثورة متعثرة في سوريا وقلاقل في الأردن والبحرين وتفجيرات اجتماعية وشبه فشل للجماعات الإسلامية حيث لم تحقق ما يصبو إليه شعب كل دولة على حده
إن هذه الأوضاع المتعثرة التي ليس لها لون واضح ولا طريق محدد تشكك في أصل الثورات أو على الأقل تشكك في انحرافها بفعل قوى مجهولة ويؤكد انحرافها ضياع الهدف وعدم تحديد خريطة للإصلاح ومحاسبة الفاسدين
البراءات التي فاز بها قتلة الثوار تشير إلى النتيجة المتوقعة في شأن محاكمة مبارك كما أنها أدت إلى تأمين عبد الله صالح ويجري تأمين بشار الأسد وكل ذلك بعد أن وصل زين العابدين إلى ملاذه الآمن في السعودية ...وهذا يعني أنه لا حساب على ما مضى وعفا الله عما سلف ومن عاد فسوف يؤمن له ملاذ آمن أيضا
يعني تقتل الشعوب وتنهب ولا تجد من يحقق لها العدالة!! لقد فطن الشعب الليبي إلى هذه الحقيقة قبل أن يجربها فحاكم القذافي وأصدر الحكم ونفذه فعلا لينتهى القذافي قبل أن يلجأ إلى أي مكان أو يحاكم محاكمة هزلية لا تفضى إلى أي عقاب أو جزاء
فهل نحكم على هذه الثورات أو نحكم لها؟ إن الأوضاع المعيشية في مصر ساءت أكثر من ذي قبل فغاب القانون وكثرت الجرائم وظهرت الأزمات واشتعلت الأسعار وصارت الحياة عسيرة على متوسطي الدخل فضلا عن المعدومين أصلا
....نجد في كل دولة من دول الربيع العربي موفدين من الدول الغربية تروح وتجيء وتبرم الصفقات المشبوهة بمساعدة حكام ما بعد الثورة لتؤكد أن الثورة كانت خيالا ووهما وأن حكومات ما بعد الثورة هي نسخة من مثيلاتها قبل الثورة فالعلاقة مع أمريكا ما زالت تبعية مقيتة فاضحة وأن ما جرى في ليبيا كان مؤامرة غربية بشهادة روسيا وسعيها إلى كشف الأهداف الحقيقية لغزو ليبيا
ومن العجيب أن يتحول حزب الإخوان المسلمين في مصر إلى مساند للسياسة الإسرائيلية كما ظهر في قضية الوقود المطلوب لغزة حيث ارتبط كالسابق بمعبر كرم أبو سالم!! أي لا بد من موافقة إسرائيل!!تماما كما حدث مع مبارك!! الغاز المصري ما زال يتدفق إلى إسرائيل العلاقات ليست سيئة لإن لم تكن حسنة!! تحركات قطر ضد سوريا لا تخلو من الريبة والشك ومن هي قطر لتحكم على أى قطر عربي وتقول نفد الوقت وتصدر أحكاما بالعقاب !! من الذي يزود المعارضين السوريين بالسلاح ولماذا؟ ماذا تريد الجامعة العربية حين تلجأ إلى مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لاستصدار قرار ضد بلد عربي؟ ماذا جنينا من الأمم المتحدة سوى إنشاء إسرائيل بقرار منها على حساب العرب الفلسطينيين؟ماذا فعلت الأمم المتحدة في العراق والسودان سوى تدمير العراق وتقسيمه وتقسيم السودان؟
التعليقات (0)