تحركات سريعة في الوقت الضائع يقوم بها النظام السوري في المنطقة الكُردية السورية بالتنسيق مع حزب العُمال الكُردستاني بهدف منع المجلس الوطني الكُردي من الإنضمام إلى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة.
أولى هذه التحركات كانت في الإيعاز لحزب الإتحاد الديمقراطي (به يه ده) لإخراج الهيئة الكُردية العليا من القبر و عقد إجتماع لطرفيها بعد ستة أشهر من الإنقطاع، و المفاجأة كانت في حضور ممثل حزب آزادي في الإجتماع الأخير و هو الحزب الذي يتهمه الآبوجية بالخيانة و العمالة و القتل، و غيرها من التهم الثقيلة التي ما أنزل الله بها من سلطان، و قام بسببها بمنع الحزب من حضور إجتماعات الهيئة السابقة كما قام على وقعها بملاحقة أعضائه و إعتقالهم.
و هنا فإن تأجيل المجلس الوطني الكُردي لعملية التصويت على الإتفاقية الموقعة بالأحرف الأولى بينه و بين الإئتلاف يأتي ضمن هذا السياق، ذلك أن المجلس مُنقسم ما بين طرفين أحدهما يؤيد الإتفاق و قد وقع ممثليه عليه و الطرف الآخر محسوب على حزب العُمال و يدور في فلكه و يأتمر بأوامره و هو يقوم في مثل هذه المواقف بالدور المرسوم لهُ كأمتنان لذلك الحزب على القبول بوجوده كحزب لهُ صوت و صورة.
على صعيدٍ آخر أرسل النظام أحد أزلامه إلى أقليم كُردستان للطلب من الحزبين الرئيسين هناك الضغط على المجلس الوطني الكُردي للحؤول دون إنضمامه للإئتلاف و تغيير وجهته، تحت عنوان الهيئة الكُردية، نحو دمشق للحوار مع النظام المستعد للقبول ببعض الحقوق الكُردية لإظهار نفسه أمام العالم بمظهر حامي الأقليات و راعيها.
التحرك المضاد للنظام في الملف الكُردي رداً على توجه المجلس الكُردي نحو المعارضة وصل إلى إحداث بعض الإنفراجات على الأرض أيضاً من خلال إصدار الأوامر لحزب الإتحاد الديمقراطي لتوفير مادة المازوت و تخفيض سعرها إلى النصف في عامودا بعد أن سببت إجراءاته الأمنية و الإقتصادية حتى الآن في فرار عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج البلاد.
التعليقات (0)