.. رسم الزميل المبدع «علي فرزات» رسماً كاريكاتيرياً - خلال حرب تحرير العراق - نشرته «الوطن» يظهر فيه المشنوق «صدام حسين» يتحدث مع عدداً من الشحاذين والجوعى والعجزة يمثلون الشعب العراقي قائلا لهم - وهو يستحثهم على قتال الأمريكيين - «لقد جاؤوا لكي يسرقوا ثرواتكم وأموالكم»!! تسبب هذا الرسم الكاريكاتيري في مشاكل عديدة للزميل السوري «علي فرزات» اذ هاجمته الصحافة السورية واسبغت عليه من «نعم الأوصاف والألقاب» المعتادة في قاموسها البعثي مثل .. «ناكر لعروبته، عميل، إمبريالي، رجعي أحد أذناب الاستعمار الحديث».. الى آخره!! حكاية «ثرواتكم وأموالكم» التي نطق بها صدام حسين في ذلك الرسم الفكاهي، تكررت يوم أمس الأول على لسان المدعو «سامي العسكري» عضو البرلمان العراقي والقيادي في حزب الدعوة الحاكم، وهو حزب ولد من رحم إيراني ورضع من أثداء ثورته الاسلامية «المباركة»، ولو كسرت عظام رقبته فستجد نخاع «أبو لؤلؤة المجوسي».. بداخله، الذي قال.. «ان العراق قد أوفى بالكثير من التزاماته المادية تجاه الكويت وهو يحتاج إلى مبالغ التعويضات التي تستقطع من ميزانيته لبناء وإعمار العراق»!! هذا الحديث «مأخوذ خيره» والأموال التي يتحدث عنها لـ «إعمار وبناء العراق» ابتلعها اللصوص من أعضاء حزبه الحاكم من وزراء ومحافظين وضباط جيش وشرطة، وكذلك العديد من قيادات الميلشيات ذات العمائم الموالية لإيران، وبالتالي، فالشعب العراقي ما زال - على حاله - منذ أيام المشنوق صدام حسين، وكما رسمهم الزميل «فرزات»،.. جوعى وشحاذين وعجزة!! اعتادت الكويت - دولة وسياسة وحكومة على - ممارسة دور «خطيب المسجد في صلاة الجمعة» في تعاملاتها السياسية مع الدول الأخرى، أي.. سياسة «الوعظ والارشاد والدعاء الى الباري عز وجل بأن يصلح حال الجميع، و.. أستغفر الله لي ولكم وكفى الله المؤمنين شر القتال»!! هذه الطريقة تصلح لنيل الثواب في الآخرة والدخول الى الجنة، لكنها لا تصلح للتعامل مع الدنيا وأحداثها السياسية، ولو كنت وزيرا للخارجية لاستفدت كثيرا من تلك اللافتات المعلقة على ظهور ثلاثة أرباع نواب البرلمان العراقي المكتوب عليها.. «للبيع أو للايجار» ولاشتريت نصفهم وأستأجرت النصف الباقي أسوة بإيران وإسرائيل وسورية ودول خليجية أخرى، وبعدها، سيصبح هؤلاء النواب على استعداد لأن يصدروا قرارا بحل برلمانهم والدعوة لانتخابات جديدة متى ما أراد وزير الخارجية الكويتي الذي هو أنا.. ذلك! نسي هؤلاء النواب العراقيون كيف كان «عدي صدام حسين» يحشو أفواه أقرانهم في المجلس الوطني السابق بالأحذية ويختم على أقفيتهم بأسياخ الحديد المحماة المخصصة لمؤخرات الخيول والأبقار، وقتها كان أكثرهم رجولة من يكتفي بابتلاع الحذاء بدون رشفة ماء، والدعاء الى الباري عز وجل - مع «التهويسة» بأن.. «الله يخلي الريس الله يطول ` الكويتيون للأمريكيين وتوقف نواب البرلمان العراقي عن ابتلاع أحذية «عدي» و«دلاغات قصي» وملابس «ساجدة» الداخلية تحولوا الى «زلم»!! «أرانب» في مواجهة ملالي ايران وارهابهم الدموي في العراق، و«دجاج بصرى» أمام الارهاب السوري وسياراته المفخخة، «وجرذان» مجاري امام القصف الجوي التركي لإقليم كردستان، لكنهم يتحولون الى «سباع من ورق» أمام الكويتيين والسعوديين وبقية دول مجلس التعاون الخليجي!! ماذا ننتظر من قتلة الإمام الحسين وأهل بيته سوى الجحود والنكران؟!
فؤاد الهاشم - جريدة الوطن الكويتية 3-6-2009
من اكثر العوامل المدرة للضجر في الامور التي نجبر بين الحين والآخر الى مواجهتها.. القرف من خطل ولا جدوى المحاولات المتكررة لاسدال الستار على ذلك الماضي المقزز والمثير للغثيان الذي يجمعنا مع جيرة الكويت والعمل على الغائه من الذاكرة والتقاطع معه نهائيا..
والاكثر قرفا هو هوس التجاوزات المستمرئة من قبل البعض الذي يفترض ان نتشاطر واياهم غبن الجغرافيا والمشاركة القسرية لرغيف النفط المر المغمس بالدم والرمال.. حتى غدت تلك الهواجس تتخذ صفة الواقع المعاش الملموس ومشكلة ايحاءً مستمراً بالضغط العصي على التفهم و الحل وتقبل النصح...
..والمطلع على مستوى الطروحات الشوارعية التي يتبناها بعض السقط من الاعلام الكويتي يصاب بالحيرة بين نقيضي شعور يترجرج ما بين الاحتقار والشفقة على حجم الارتكاس في وهم الصوابية الذي تولده ابتسامات الامزجة التي دفعت بهم الى التسافل بالقارئ الى هذا الدرك الغير مطروق من انعدام البصيرة والحياء والمأزوم بذهان البذاءة الذي يعاني منه البعض من ممتهني حرفة الكتابة
لن نقوى هنا-وليس من الحكمة- ان نطالب الهاشم على استرجاع قيم لا يملكها..ولكننا يمكن ان نهمس باذنه –ولو من مسافة كافية-ان هذا القدر من السلبية لا يمكن التعايش معها لفترة طويلة ..ومن المقدر لهل بالضرورة ان تؤدي الى سلسلة تراكمية من الاخطاء التي تقود الى خسارة حتمية غير مأسوف عليها لانفسهم وللحظوة التي تحصلوا عليها من العاب الخفة الادبية التي يرفهون بها عن السادة الممولين للفساد الاعلامي الذي يمارسوه..
ولهؤلاء السادة نقول..ان السياسة المنتشية الطاووسية تكون اقرب الى المسخرة والتهريج اذا كانت لا تجد لها ما يدعمها ويبررها ويضفي عليها المصداقية والقبول..ولا نصيحة لكم الا ما جاء على لسان النائبة العراقية سناء الحربي "ليذهبوا و يطالبوا صدام في الجحيم بتلك الملايين من الدولارات التي أحرقها في جبهة الألف و مائتي كيلو متر .." ومن المستبعد ان تعود عليكم بالفلاح سياسة الزعيق الاجوف التي لن تنجح في دفع العراقيين الى الاساءة الى الشعب الكويتي الشقيق ولو بنصف كلمة.. ولكنها قد توفق في ديمومة احساس العراق دائما وبالحاح ان الجوار مع الكويت مشروع خاسر لا يرتجى منه خيرا..
التعليقات (0)