مـــاذ لو يعتذر الحاكم العربي ؟
نحـــــــــــن العرب ،أو أكثرنا على الأقل يغرينا مركز القيادة
و يسيل لعابنا موقع الصدارة ، ندفع من الغالي و النفيس للوصول
و التشبث بكرسي الزعامة ...
نأخذ من الأمر جانب التشريف و نُهمل جانب التكليف .
زعاماتنا لا تحتاج إلى شهائد و لا إلى كفاءات و لا إلى خبرا ت
و لا إلى ماضي .
فقط ، يكفي وجود أحدنا في وضع استثنائي أو انتهازي أو انقلابي
أو في سلسلة وراثية من الدّم الأزرق ! حتى يُسند لنفسه( و في
حلقة ضيّقة من مقرّبيه و الطفيليين الذين يعيشون في ظلّه) كرسي القيادة
و يتبوّأعرش الزعامة ...
و الأدهى أنه لما يحوز ما يريد يقطع كل سبيل إليه و يدخل برجه
العاجي ثمّ يُضفي عليه مقرّبوه و أولي نَعمائه هالة من التقديس
و التنزيه و طقوس من الولاء المزيّف الخبيث ،،
فيصمّ أذنيه على أي بصيص من صوت ناقد يرى طريقا أصْوب
و أصلح , و ربما انفلت به غروره من مرحلة التقديس إلى مرحلة التّأليه !!
تتـــــــــــــــــــوالى الأيام و يُثبت هذا القائد عُقمه السياسي ، الإجتماعي
و الإقتصادي و يغرق البلاد و العباد في متاهات الفقر و الفساد و قد يبيعهم
في أسواق النخاسة الدولية...
و لكنــــــــه لا ينثني و لا يرجع ،،
لا يُقرَ بفشله ، لا يعترف بجهله و عقمه ، لا يتجرّأ عن الافصاح بظلمه و تعدّيه
لا يتواضع و يقرّ بما اقترف ،،،
و في أحسن الحالات قد يجعل من أحد خاصته كبشا للفداء و يحاول عبثا أن
يغسل به جرائمه ...
و يبقى الحال على ماهو عليه ، الى أن يؤول مصير هذا القائد الى مزبلة التاريخ !
لكــــــــــــــــــن ، ماذا لو خرق أحدهم السائد من الأمر ، و طالع شعبه ببيان كالذي
أذاعه يوم اغتصب الكرسي ،، بيان يضمّنه اعترافا صريحا بما كان عليه من غلط
و يعترف فيه بتعدّيه على الحقوق ،يتواضع ليطلب العفو و الصفح ثم يصدع بتوبة
نصوح !!!
أقــــــــــــــــــــــــول جازما أن هذا القائد سوف يتخاطفه شعبه على الأعناق
و يلهجوا باسمه أبدا ما حَيوا،، و سيخلّده التاريخ على صفحات من ذهب...
التعليقات (0)