عندما سمعت اليوم سؤال أساسى يتفرع منه أسئلة كثيرة فرعية والسؤال هو ماذا لو مات الرئيس السابق أو المُتهم الحالى محمد حسنى مبارك فى أيامنا هذه ؟! والأسئلة الفرعية كثيرة ومنها ما نوع الجنازة التى ستتم له هل هى جنازة عسكرية أم مدنية ؟! ، هل سيخرج أنجاله من السجن لحضور الجنازة ؟! وهل سيحضر الرؤساء والملوك الأجانب جنازة المغفور له مُقدماً ؟! .. تذكرت أننى وفى عام 2006 وبعد وفاة أديب مصر الكبير نجيب محفوظ وعمل جنازة كُتيمى له كتبت وقتها تلك المشاركة أو القصة الطريفة والتى فيها ما يتناسب مع إجابة بعض تلك الأسئلة...
(( المبتهل الإذاعي الشيخ وحيد أبوالحسن الشرقاوي ـ الله يرحمه ـ قال لوالدته المسنة مازحا.. أنا ح أعمل لك مأتم ولا مأتم السادات.. فاكراه ؟!! فقالت له ضاحكة انت بتهزأ مني يا واد يا وحيد.. فرد عليها تراهنيني ؟! .. والله أعمل مأتمك بكرة علشان تشوفي بنفسك الناس اللي حتحضر جنازتك ومأتمك!! ، وبعد عدة أشهر أوفي الشيخ بما قاله وكان مأتم والدته أقرب إلي الفرح منه إلي المأتم!! وفي أرياف مصر لو لم يحضر شخص واحد المأتم يعرفه أهل المتوفي بسرعة مع أن المعزين يصلوا لعدة آلاف..
ولأننا من الشعوب التي تتباهي بأعداد الحاضرين لجنازات ومآتم ذويهم فيحق لجمال عبدالناصر وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ أن يناموا مرتاحين في قبورهم نظراً لما حدث في جنازاتهم ـ العسكرية ـ قبل أن تتوحش الإجراءات الأمنية وهناك أيضا أشخاص محترمون غاضبون لما حدث لجنازاتهم في مصر ومنهم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي تبدلت جنازته من البرود في القاهرة إلي الغليان في رام الله وآخر هؤلاء الغاضبون هو أديب مصر نجيب محفوظ، الذي أوصي أن تخرج جنازته من مسجد الحسين ومع هذا تم أخذ جثمانه ـ عنوة ـ لجنازة ـ كُتيمي ـ لم يطلبها ولم يريدها..
يعتبر شيء جميل وعظيم أن يسير الرئيس في جنازة الأديب الكبير لمدة دقائق، ولكن بعد إنتهاء هذه المراسم لماذا لم تتم جنازة أخري شعبية كما طلب الأديب الكبير؟!! فهل يليق أن تتم جنازته ـ كٌتيمي ـ مثل جنازة كثير من الإرهابيين المزعومين ـ وما أكثرهم ـ أو حتي الحقيقيين!! فما هو الحل لتفادي هذه المشكلة في المستقبل؟، نعتقد أنه علي أي كبير في مصر فقط المحبوب منهم ـ ويتوقع أن تتم له جنازة «كٌتيمي» عليه أن يجهز مع الوصية كشفاً بأسماء محبيه، وأن يرسل لهم تذاكر مقدماً لحضور جنازته وعلي كل هؤلاء المحبين أن يقوموا بعمل فيش وتشبيه وإرفاقه مع هذه التذكرة وإرسالهما للجهات الأمنية للموافقة علي حضور الجنازة وختمها بختم النسر!! ويا حبذا لو قام الكبار كلهم بطرح تذاكر مقدما لحضور جنازاتهم وتكون بأرقام مسلسلة عند ذلك فقط سيعرف كل شخص حقيقة حب الناس له بعيدا عن النفاق والروح والدم!! طبعاً هذه مشكلة كبيرة للحزب الوطني ولكي يتفاداها سيخترع لجنه جديدة تٌسمي لجنة الجنازات لتقوم بشراء هذه التذاكر لأعضائه المرحومين مقدما وتقوم بعمل جنازات شعبية وهمية لهم بالتزوير أيضا،
وبذلك يصبح هناك لجنة للإنطلاق للآخرة لتتنافس مع لجنة الانطلاق للمستقبل ـ لجنة السياسات ـ والتي وصلنا معها إلي الإنطلاقة الثانية!! وأتمني أن أعرف أي شيء عن
الإنطلاقة الأولي؟!! وبالتأكيد ستقوم هذه اللجنة المستحدثة بتشفير الجنازات حتي لا يراها أحد كما لن يحضرها أحد . ))
رابط المشاركة فى المصرى اليوم www.almasry-alyoum.com/article2.aspx
التعليقات (0)