مواضيع اليوم

ماذا لو لم يكن امير؟؟..

جمال الهنداوي

2010-01-12 09:58:18

0

 لم تخيب دولة الامارات العربية المتحدة الظنون..ولم تشذ عن الناموس الازلي المتبع في بلداننا المعمورة منذ ان من الله علينا بالحكام الذين يتلقون كلمة السماء..وخصوصا في بلاد الرمل والبحر والبترول..فهناك القواعد اشد صرامة..والتباين ادعى للتسليم.. والمشكلة اكثر استعصاءً..فهناك ملك..وشيخ..وامير..وامراء..ومن ثم الطوفان..وشعب تساوت فيه الرقاب وانمحت الملامح..

هناك حكام اشتروا عروشهم برضا الاخ الاكبر ..ورشوة الناس بسيارات فارهة واجهزة تكييف وهواتف نقالة وعطل صيفية في بلاد العيون الزرق والبشرة الفاتحة..وبلاد تؤجر فيها حتى الحناجر التي تهتف للسلطان..فيأتي الزعيق هجينا ملحنا خليطا يشي بالتنافر والزيف..

ما كان للامير ان يزعج بالسؤال اصلا..فاين الامير البارز ابن الحاكم التاريخي لدولته من تاجر بسيط..وهو افغاني بعد..ولكنها حقوق الانسان اللعينة التي جعلت الامر يبدو محرجا..وما هذا التطفل الغريب الذي لدى الامريكان..فمالكم وما لنا..ولماذا تسببتم بكل هذه الضجة..فما كان للامر ان يوجد اصلا  الا بعد ان بث الكفار شريطه على الملأ..ذلك الشريط الذي سكتت عنه كل فضائيات العرب..ولم يجد فيه أي اعلامي عربي فيه سبقا يستحق القول..واكتفى اكثرهم جرأة على الاشارة الى انه خبر منقول من محطة امريكية..

ما على الامير من حرج..فبمجرد ولادته تسقط عنه"المسؤولية الجرمية"..ثم ماذا لو ضرب الأفغاني بعصا مليئة بالمسامير الحديدية، ثم قام بحرق أعضاءه التناسلية بصاعق كهربائي، وجلده بسوط، واطلاق النار باتجاهه لارعابه..ماذا لو سحقت عظامه تحت دواليب سيارته ذات الدفع الرباعي..وماذا لو حشا فمه ترابا..وصب الملح على جروحه..فبالنهاية هو امير..وذاك "الشئ "التافه مجرد تاجر افغاني..

نفس هذا "الشئ" كان ليقلب الارض عاليها سافلها ..ولكان جيش كل فضائيات العرب..وكل اقلامها..ولكان سيّر المسيرات الضخمة..لو قال انه رأى شيئاً ما في سجن افغاني منسي على اطراف قندهار..ولطوقت سفارات وحطمت متاجر..فلا شئ يعلو على صوت الكرامة..ولا امير عندها بالموضوع..

قد يثير الامر التساؤل..ماذا لو كان الامير ليس بامير..وماذا لو كانت كل تلك السادية المفرطة والتلذذ المرضي بالالم وتلك العدوانية السادرة صادرة من "شئ" لا يحمل تلك الصفة التي عزّت ان تكون في متناول البسيط من العباد..بالتأكيد..وبدون تردد..سيكون هذا المخلوق نزيلا دائما اما في السجون اوفي المصحات النفسية..ولكان المجتمع بادر الى حجره حتى يأذن الله امرا كان مفعولا..

 لم يكتف القاضي بالبراءة..بل قام بنفسه بتكليله بتاج القداسة والطهارة..فالامير كان ضحية ابتزاز..ومؤامرة دنيئة من ذئاب بشرية خدرته ودفعته الى ارتكاب ما لا يدري..وما لا يتوقع من علية القوم وسراة الناس..اي امير هذا الذي يخدر ويستدرج لتمثيل مثل هذا الفلم المرعب..وما بال رجل الامن يعينه على ما ابتلي به..اكان مخدرا ايضا..ام هو شريك في الجرم..

عراقيا..لقد مر علينا مثل هذا الامر سابقا..ولكن من الانصاف الاعتراف ان القوم وقتها كانوا اكثر واقعية من اشقائهم ..فلم يصل الامر الى ابعد من التوبيخ..والحجز لعدة ايام..فلا محكمة كانت ولا دفاع..وارسل المتهم المسكين حينها الى سويسرا لاستنشاق بعض الهواء والتخلص من الضيق الذي اعقب الحالة..فهي لم تكن وقتها سوى جريمة قتل عمد..

لم يكن الامر صادما..ولم نتوقع احسن مما كان..ولكن كان المخجل هو الظن..مجرد الظن..ان هناك ارض ما في بلادنا الواسعة قد تطبق فيها العدالة يوما..وان تحفظ فيها كرامة العباد..وان تعاد فيها الحقوق الى اصحابها..حتى لو كان صاحب الحق تاجر افغاني..وحتى لو كان الخصم امير..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !