جريدة الدار الكويتية الثلاثاء, مايو 25, 2010 العدد/721
علي البحراني
الخط الشيعي الجعفري الاثني عشري خط التسامح والاعتدال واحترام النفس والمال والعرض، ورغم كل ما حدث ويحدث لهذا الخط من تقتيل وتشريد وتهجير وتنكيل وتعذيب وتفجير وتكفير، فإن ضبط النفس والتحلي بخط الاسلام والتسامح هو سيد الموقف لدى أتباع هذا الخط الذي تكمل رسم لوحته ريشة السيد السيستاني ومن هو على خطه، والذي لا يزال، رغم مئات الشهداء في كل محرم ناهيك عن باقي الشهور، يدعو للتسامح والرحمة والألفة والمحبة، ويعتبر كل العراقيين أبناءه لا يرضى أذيتهم، فضلا عن قتلهم أو التفجير فيهم.. كل العراقيين، ولكن، ورغم أن الشيعة هم الأكثرية في العراق.. ماذا لو كان العكس ما يحدث؟ هل ستكون النداءات للتسامح والمحبة وحقن الدماء هي نفسها؟،إذا كان الوضع كما هو حاصل ولا يزال التكفير والتفسيق وصولا إلى التفخيخ والتفجير حتى اللحظة مستمرة.. فماذا لو قلب الحال مع هؤلاء التكفيريين الذين لا يضعون حرمة لدم مسلم، وأطلقوا العنان لأحكامهم بالكفر على الآخرين لتتم تصفيتهم هذا في العراق.. ماذا عن الأقليات الشيعية في مختلف بلاد العالم إذا كانوا أكثرية العراق.. وهذا ما يحدث لهم.. فماذا عن أقليتهم في الأقطار الأخرى؟
إن ما يراه كل طرف من معتقد يتعبد به حتما يراه هو الحق، وقد تفسر الأمور بغير ما يفسرها غيرك، ووجهات النظر مكفولة للجميع فعلى الجميع وعي ذلك والتصرف وفقه، فليس مطلوبا ذوبان طرف في طرف آخر ولا التنازل لطرف على حساب الآخر وإنما القناعة أن هذا الكوكب وما يتجزأ منه من أوطان تتسع الجميع، بل تضمن له طيب العيش بكامل الحقوق والواجبات.. هكذا هي صورة الإسلام الحقيقية وليس التصفية بالتفجير والقتل فليست هذه صورة الإسلام ولا اقرها، ولا صورته بهذه البشاعة والفظاعة فلم يأت الإسلام إلا لكرامة الإنسان واحترامه بعيدا عن إهانته أو قتله من دون حق مهما كانت الأسباب أو الاختلاف في وجهات النظر أو القناعات بأن ما يحمله كل طرف هو الحق، ومن لم يتبعه أحل دمه وماله وعرضه.. فليس الإسلام هكذا.
قبلة على يدك قبل جبينك أيها السيد الجليل فلقد ضربت مثلا رائعا لتسامح الإسلام وتربية أجدادك أهل البيت، عليهم السلام، عندما دعيت بالمغفرة لمن أساء لك ودعوت الله له بالمغفرة والعفو إن صدق فيما يقول هكذا هو الإسلام وشخصياته فليتعلم الآخرون كيف يكون التسامح والعفو والدعوة للمحبة ولمّ الصف وهي رسالة لكل من شذ تفكيره بتكفير الآخرين واعتقد أنه سيلاقي رسول الله بقتله الناس فليقارن بين السيستاني المسلم وغيره القاتل أو الداعي للقتل أو المحرض عليه أو المرشد للضغينة والقطيعة والحقد.
Al2000la@hotmail.com
التعليقات (0)