تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك وتويتر على الأخصّ) إلى محاكم علنية و"عالمية" لمحاكمة الأشخاص والهيئات والأنظمة وغيرها.. ومع غياب "ضمير الكلمة" وشرف "الكتابة" تتحوّل "المحكمة" إلى غرفة عمليات موبوءة، والمحاكمة تتحوّل إلى شطحات في فنون التجريح والقذف والتشويه و.. دون اعتبار للدليل والقيمة الأخلاقية واحترام "معايير رصف الكلام في بناء الجملة".
هكذا شاءت التكنولوجيا أن تهب الحرية الإلكترونية لكل من يمتلك حاسوبا وخط أنترنت ليمارس "حريّته" كيفما شاء دون ضوابط أخلاقية.. والنتيجة أنه صار في وسع "حشّاش" أن يكفّر عالم الدين أفنى سنينه بين كتب الفقه وعلوم القرآن والحديث وغيرها.. وصار في وسع أيّ كان أن يسفّه أيّ باحث في أيّ تخصّص علميّ.. وصار في وسع من لا يفقه "كوعه من بوعه" أن يجلد بسوط الكلام من لهم العلم والدراية والتجربة في أيّ مجال (من الطبخ إلى بكتيريا المرّيخ)..
وماذا لو كانت "الحرية الطبيعية" بمستوى و"مواصفات" الحرية الإلكترونية"؟ أو لنقل: ماذا لو "حصل" العربي على حريّة طبيعية تعادل الحرية الإلكترونية؟..
التعليقات (0)