قرأت منذ أيام مقال مدهش للكاتب الصحفي الكبير الأستاذ إبراهيم عيسى بعنوان (ماذا لو فعلها الرئيس)..تحدث استأذنا عن خبرة الرئيس السادات – رحمه الله –وعن خياله السياسي ومواقفه البطولية الشجاعة وغيرها من خصال الزعامة الحقيقية وعن مواقف سياسية شجاعة للزعيم الراحل وطلب من الرئيس مبارك أن لا يخذلنا وأن يرتكب ولو لمرة واحدة شطحة سياسية أو أن يأخذ موقف زعامي تجاه إيران وأن لا يخيب ظننا في مقدرته على قلب موازين الحياة السياسية بأن يذهب إلى إيران وأن يذوب الجليد المتراكم منذ سنوات طوال على صندوق العلاقات المصرية الإيرانية..أن يفعل مثل ما فعل السادات – رحمه الله – عندما ذهب إلى القدس –رغم تحفظ استأذنا على هذه الخطوة - .
أعجبني المقال وأعجبتني الفكرة وتمنيت كما تمنى كاتب المقال أن يفعلها الرئيس وأن لا يخيب ظننا وأن يصالحنا وأن يسترضينا وأن يحملنا معه إلى عصر الزعامات والبطولات.. أن يجعلنا – كما كان آباءنا وأجدادنا يتباهون ويتفاخرون بقائدهم الزعيم الذي يقدروه ويمجدوه ويحبه كل العرب..صديقا وعدوا..قريب وبعيد..عربي وأجنبي..شرقي وغربي..أبيض البشرة والأسود.
تمنيت وتمنيت حتى ضاقت مني الآمال..ويأست وعجزت وأصبح الإحباط حليف كل أحلامي..حلمت منذ أن تفتح إداركي للحياة السياسية في مصر بأن يسمعنا الرئيس..مؤيدين ومعارضين..أن يتخلص من الأشخاص المحيطين به والذين يكرههم كل الشعب..أن يسترضينا..أن يمنحنا الأمان..أن يمنحنا الكرامة..أن يمنحنا الحرية..أن يوفر لنا الحياة الكريمة..أن يسعى إلى ذلك..وأن يوصل لنا حتى الإحساس بذلك..أن يخلصنا من المنافقين والكذابين وحملت المباخر المحيطين به..هؤلاء الأشخاص الذين ضللوه سنوات طوال وتاجروا بأحلامنا وأيامنا وآلامنا وصحتنا وأولادنا..أن يجعلنا أشقاء لعلاء وجمال..أن يحول المجتمع كله إلى أسرة كبيرة..أن يهتم بمشاعرنا وأحاسيسنا..أن يتواصل معنا..وأن وأن وأن وأن وأن....
تمنيت وتمنينا جميعا آلاف المرات..وفي كل مرة لم يفعلها الرئيس وأختار أن يستعدينا وأن يحتفظ بمن نكره حوله..جعل لنفسه ولأسرته ولمن حوله عالما خاصا ولبقية الشعب عالما آخر خالي من كل شيء حتى القليل.
الرئيس مبارك ولي أمرنا وقائدنا شئنا أم أبينا..له علينا حق الطاعة والاحترام..ونحن المصريين نحترمه ونطيعة..لكن أتمنى أن نحبه..أتمنى من كل قلبي وبإخلاص أن يكون زعيمنا..أن يجعلنا –وهو شرف لنا – من أسرته.. أن تتحول مصر كلها إلى بيته الكبير..أن يتخلص من هؤلاء المرتزقة والمضللين..أن يجعلنا أشقاء جمال وعلاء..أن يسترضينا –ولا مهانة أبدا في ذلك – أن يهتم بشأننا جميعا.صغير وكبير..أن يشقى مثل كل رب أسرة من أجل راحتنا..هذا حقنا عليه كأشقاء وأبناء وأحفاد..هو قائدنا وولي أمرنا..وجمال وعلاء أشقاءنا..بعد العمر الطويل لن نرفض أن يكون أحدهما قائدنا أبدا.
لكن المرفوض هو الاستعباد..الحكم بالكرباج..التعامل معنا بمنطق العبد والسيد..التعامل مع مصر وكأنها مملكة قابله للتوريث..التعامل معنا وكأننا قطيع من الحيوانات ليس من حقنا أي شيء ومن حق الرئيس أولادة ومن حولهم كل شيء..أن يأمرنا بالجوع والبطالة وبيع لحمنا للمحيطين به والتبرع بقوتنا من أجل القلة المنتفعة المحيطة وأن نوافق عن طيب خاطر!!.
أن ما يحدث حاليا هو المستحيل بعينة والمطلوب منا في المستقبل هو قمة المستحيل..لكن لو فعلها الرئيس..سوف تصبح النتيجة الحتمية والأكيدة هي الحب والتقدير ونقولها بكل حب وعن طيب خاطر وبكل صدق (بالروح بالدم نفديك يا زعيم).
لو على الأفعال..فنحن المصريين تمنينا كثيرا،وقلنا كثيرا (ماذا لو فعلها الرئيس) ولكن المحيطين به وبطانة السوء أحالوا بيننا وبين حب الرئيس..منعوه عنا ومنعونا عنه..أفعلها يا سيادة الرئيس..أفعل وأفعل وأفعل وأفعل..ونحن معك..وان لم تفعل،فالخاسر هو أنت ونحن ومصر..والرابح قله قليلة من المنتفعين الذين لم يحبوا إلا أنفسهم ومصالحهم ومناصبهم التي هي جزء من مصالحهم الشخصية وليس مصالح الشعب أو البلد.
أفعلها يا سيادة الرئيس ولك منا كل الحب والإخلاص والطاعة والاستعباد إن كان هذا يرضيك..وإن لم تفعل فسوف يفعلها غيرك..وأتمنى أن تفعلها ولا يفعلها غيرك..والله الموفق لما فيه الخير لوطننا وشعبنا.
التعليقات (0)