مواضيع اليوم

ماذا لو تنحى خالد مشعل عن رئاسة المكتب السياسي!؟

حسام الدجني

2012-01-22 08:31:27

0

حماس مقبلة على انتخابات داخلية (برايمرز) لاختيار قيادتها، وهذا سلوك ليس جديداً على الحركة الإسلامية، بل اعتادت حماس منذ تأسيسها على عقد انتخابات دورية لاختيار هيئاتها الإدارية ومجالس الشورى ومكتبها السياسي، وقد يكون للسلوك الديمقراطي الذي تنتهجه حركة حماس أحد أهم أسباب قوتها، لأن الناخب الحمساوي لن يمنح صوته إلا لمن ربط الليل بالنهار من أجل خدمة شعبه ورفعة حركته، ومن هنا تأتي الانتخابات بدماء جديدة، وتكون أيضاً بمثابة محاسبة لكل قائد لم يحقق انجازات لخدمة الوطن والحركة ومشروعها الإسلامي الكبير...

وهنا ونتيجة لاقتراب موعد الحسم بدأت تتفاعل قضية الانتخابات بين أوساط القواعد التنظيمية للحركة الإسلامية، حالها كحال الانتخابات التشريعية أو الرئاسية، حيث يبدأ المرشحون للمناصب القيادية العمل بدون كلل من أجل إقناع من يحق لهم الانتخاب لمنحهم صوته، ويصاحب العملية الانتخابية إصدار العديد من بالونات الاختبار وآخرها قبل أيام عندما تحدث الكاتب مصطفى اللداوي في مقال له بعنوان "مشعل يودع رئاسة المكتب السياسي"، وربما استند اللداوي على معلومات ما، أو من خلال قراءته للنظام الانتخابي لحركة حماس والذي ينص على أن ولاية رئيس المكتب السياسي للحركة هي ولايتان، وقد تم استثناءً منح السيد خالد مشعل ولاية ثالثة نتيجة ما تعرضت له حركة حماس من اغتيال نخبة من قيادتها مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة وجمال منصور والقائمة تطول...

صحيح أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس هي شأن داخلي، وقد يكون الحديث بها محظور لأسباب خاصة تتعلق برؤية الحركة، ولكن اليوم حماس أصبحت حركة عابرة للقارات، وهي حركة تحصل على أغلبية في المجلس التشريعي الفلسطيني، وتقف على رأس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويلعب مكتبها السياسي دوراً بارزاً في الأزمة السورية، وإنهاء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي حركة نجحت في إبرام أقوى وأشمل صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي وهي صفقة وفاء الأحرار، وهي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين التي خرجت من طور الحظر إلى طور الحكم في العديد من الأقطار العربية، ولذلك لابد من تناول الموضوع من قبل الباحثين...

وربما أول ما يتناوله الباحثون هو الإجابة على تساؤل المقال: ماذا لو تنحى خالد مشعل عن رئاسة المكتب السياسي!؟ وهل سيؤثر هذا التنحي على ملفات المصالحة الفلسطينية مثلاً؟ وما هي انعكاسات الانتخابات الداخلية على وحدة الحركة الإسلامية؟
أسئلة مشروعة وتدور بين كل الأوساط ذات الصلة، ولكن اعتقد أن هناك محدد بالغ الأهمية عند الإجابة عن تلك الأسئلة ويتمثل في آلية صنع القرار داخل حماس، فهل لشخصية القائد الدور الأبرز في اتخاذ القرار، أم يعود الدور للمؤسسة، ومن خلال متابعتي البحثية لتلك الحركة فإن القرار لا ينفرد به القائد- ولكن قد يترك تأثير ما – وإنما يعود القرار للمؤسسة المعنية، وهذا أهم أسباب تجاوز حماس كل التباينات والاجتهادات والاختلافات بداخلها...

ولذلك سواء استمر خالد مشعل أو غيره من القيادة أو انتقلوا للعمل في أماكن أخرى، فإن ذلك لم ولن يؤثر على مواقف حماس من المصالحة على سبيل المثال، فإذا خرج خالد مشعل من قيادة المكتب السياسي فهذا لا يعني خروجه من الحركة، ولحماس تجربة تاريخية في ذلك، حيث انتقل السيد موسى أبو مرزوق في تسعينيات القرن الماضي من رئاسة المكتب السياسي ليعمل نائباً لرئيس المكتب السياسي السيد خالد مشعل...
وقد يتكرر ذلك، أو يتم تعديل النظام الانتخابي من أجل التمديد لخالد مشعل لولاية رابعة إذا اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، ولكن وبكل الأحوال رسالتنا للناخب الحمساوي، هنيئاً لكم ولديمقراطيتكم، وينبغي أن يسود العمل المؤسسي، فكل القيادات ما هي إلى أدوات لتنفيذ رؤية الجماعة، التي تعبر عن ثوابت الحركة الإسلامية وتنسجم مع رياح التغيير في المنطقة العربية...
أتمنى على باقي حركتنا الوطنية أن تتبنى العمل المؤسسي، وأن تكون الديمقراطية ليست شعاراً في المناسبات الوطنية وورش العمل، بل تكون سلوكاً داخل كل مؤسسات حركتنا الوطنية من أجل تدافع الأجيال، وصولاً إلى تعزيز ثقافة المشاركة السياسية والتداول السلمي، حتى نحقق مشروعنا الوطني ببناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف...

Hossam555@hotmail.com

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات