مواضيع اليوم

ماذا لو ان المقتولة يهودية والقاتل عربي ؟ مروة الشربيني رحلت وتجاهلها الاعلام العالمي

اوس العربي

2009-07-07 22:56:11

0

الإعلام العالمي يصمت عن جريمة


يوم الأربعاء في الأول من تموز/يوليو، طعنت المصرية مروة الشربيني البالغة من العمر 32 عاما، 18 مرة حتى الموت في محكمة دريسدين الألمانية أمام عيني ابنها الأصغر في ما بدت جريمة كراهية واضحة.

لكن، وبعد خمسة أيام على مقتلها، قليلة هي الوسائل الإعلامية الدولية التي تناولت الموضوع. فانتاب الغضب المدونين المصريين بسبب هذا التعتيم الدولي.


مروة الشربيني قتلت وكان عمرها 32 عاما

انتقلت مروة الشربيني إلى ألمانيا قبل أربع سنوات حين حصل زوجها علوي علي عكاز، الموظف في معهد الهندسة الجينية في جامعة المنوفية في مصر، على منحة من معهد ماكس-بلانك في ألمانيا.

في 21 آب/أغسطس 2008، كانت الشربيني تمضي بعض الوقت مع ابنها البالغ من العمر سنتين في حديقة عامة في ضاحية دريسدين، خارج جوهانستاد. يومها حصل شجار بين الشربيني ورجل كان مارا بالمكان. إذ قام الرجل بشتم الشربيني لأنها ترتدي الحجاب، ووصفها بـ"الإسلامية"، "الإرهابية" و"الساقطة".

إثر غضبها من الحادثة، تقدمت الشربيني بشكوى رسمية ضد الرجل البالغ من العمر 28 عاما والمشار إليه باسم "أكسل و.". حكمت محكمة محلية بتغريم الرجل، وهو ألماني مبلغ 780 يورو بسبب وصفه الشربيني بـ"الإرهابية".

لكن أكسل و. أراد الاستئناف فقرر الاستماع للاستئناف في محكمة الدولة في دريسدين أوائل تموز/يوليو الجاري.

وفي تطور غريب للأحداث، قبل دقائق من تقديم الشربيني لشهادتها الأربعاء الماضي، قام "أكسل و." بمهاجمتها داخل قاعة المحكمة وطعنها 18 مرة أمام أنظار ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات. فذرفت الشربيني أنفاسها الأخيرة على أرض المحكمة.

يوم الجمعة الماضي، نشر مقال في صحيفة "بيلد" الألمانية جاء فيه أن الشربيني كانت حامل منذ ثلاثة أشهر عند مقتلها.

وكثرت التقارير عن حالة زوج الشربيني، . فذكرت وكالة أسوشيايتد برس أنه  "تعرض للإصابة" وهو يحاول وقف قاتلها، فيما تقول تقارير أخرى أن الشرطة أطلقت النار عليه عن طريق الخطأ.

وقال المدعون في دريسدين أن مقتل  مروة الشربيني كان جريمة عنصرية.

بحسب تقرير لوكالة أسوشيايتد برس، أعلن مدعي عام دريسدين، كريستيان أفيناريوس، أن المعتدي على الشربيني "كان يشعر بالكراهية العميقة تجاه الأجانب والمسلمين."

ويعتقد أفيناريوس أن أكسل و. كان يعمل وحده، قائلا أن الجريمة كانت "هجوما عنصريا لذئب أصولي وحيد".

في القاهرة، أعلن مجدي السيد، الناطق الإعلامي بلسان السفارة الألمانية لدى القاهرة، أن هذه الإدعاءات تؤكد على أن الجريمة كانت حادثة فردية ولا تعبر عن المشاعر الألمانية تجاه المسلمين.

وقال السيد لصحيفة "ذا إيدجيبشان غازيت" الرسمية "هذا عمل إجرامي، ولا علاقة له باضطهاد المسلمين".

لا يزال أكسل و. قيد الحجز، ويخضع للتحقيق في جريمة قتل، بحسب قول متحدث باسم مكتب مدعي عام دريسدين. وأفادت تقارير غير مؤكدة أنه كان يواجه المحاكمة بتهمة القتل.

أثارت هذه القضية المخاوف حول التدابير الأمنية المتخذة في المحاكم الألمانية.فبعد مقتل الشربيني، طالب رئيس اتحاد القضاة الألمانيين، كريستوف فرانك، بتعزيز التدابير الأمنية في المحاكم.

أين اختفى الإعلام الدولي؟

رغم طبيعة وظروف الجريمة، كان تغاضي الإعلام الدولي عنها كبيرا.

منذ يوم السبت الماضي، أي بعد ثلاثة أيام على الجريمة، لم تذكر أي وسيلة إعلامية كبرى غير وكالة أسوشيايتد برس الحادثة، عكس ما حصل مع حادثة مقتل الطالبة الإيرانية "نداء" التي قتلت خلال تظاهرة في طهران على يد أحد عناصر الباسيج. كما يدعى


فقد التقط أحد المتظاهرين اللحظات الأخيرة لنداء بواسطة كاميرا هاتفه النقال، وبث الشريط مرارا وتكرارا على جميع القنوات الإعلامية المهمة، مع نشر آلاف المقالات عن ذلك.

 

لكن، هذا لم يحصل مع مروة. فلمعرفة ما حصل مع الشربيني، يجب على المرء قراءة الإعلام المحلي المصري أو الألماني، أو قراءة تقرير أسوشيايتد برس حول الحادثة، عبر موقع تايوان تايمز.

ردود فعل المدونين المصريين

أثار السكوت الإعلامي الدولي عن القضية غضب المدونين المصريين.

فأعلنت مدونة بكيا مصر أنها كانت السباقة في نشر خبر قتل الشربيني يوم الجمعة، أي بعد يومين على الحادثة. وأضافت المدونة أن فشل الإعلام الأوروبي والشمال-أميركي في التحدث عن مقتل الشربيني، يعكس تحيز الإعلام الغربي.

وجاء على المدونة "كل الحديث عن الأخلاقيات والمساواة في الإعلام الغربي اختفى مع مقتل مروة الشربيني في دريسدين، ألمانيا. إن الفشل في الحديث عن الجريمة أظهر الثغرة العميقة الموجودة في الإعلام التقليدي في أوروبا وأميركا الشمالية. يجدون أنفسهم في موقع عصيب حين تكون مدونة هي أول مصدر ناطق بالانكليزية ينشر الخبر. هذا ما فعلناه يوم الجمعة قبل أن تجد وكالات الإعلام الوقت لنشر مقاطع محددة عن القضية".

تحت عنوان “لعبة، ماذا لو”، يعتقد المدون هشام ماجد أن قضية الشربيني كانت لتلقى اهتماما أكبر لو أن غربيا قد تعرض للقتل على يد مسلم أصولي.

"تخيلوا لو أن الوضع كان معكوسا، وأن الضحية شخص غربي طعن في أي مكان من العالم، أو –معاذ الله- في بلد شرق أوسطي على يد مسلمين أصوليين. لكنا سمعنا العالم بأكمله يتحرك.

أشعر بحزن عميق كيف أننا شارفنا على نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ولا زلنا لا نفهم اختلافاتنا. لذا، أتساءل عن التعامل مع سوء فهم الإسلام والمسلمين".

كذلك، تقول المدونة زنوبيا أنه لو كانت الضحية من أقلية أخرى، كالمثليين مثلا، لظهر الخبر أكثر في وسائل الإعلام العالمية.

"إنها جريمة تمييز عنصري لكنها عكس الجرائم العنصرية، مثل الجرائم الناتجة عن الخوف من المثليين أو جرائم معاداة السامية، لم تصل إلى وسائل الإعلام ولا أعلم السبب. إنها جريمة عنصرية: تقتل امرأة بهذه البساطة داخل قاعة محكمة، ولا يعتبر الأمر مهما كفاية ليغطيه الإعلام كما يجب"، كتبت زنوبيا في مدونة تحت عنوان "ماذا لو كانت مثلية؟"

في هذه الأثناء، يقول المدون صدفات أن الجريمة لو استهدفت يهوديا، لجاءت ردود الفعل مختلفة.

"لو تعرض يهودي في ألمانيا لهجوم، حتى لو بكلمة أو بمزحة، لبذل رئيس الوزراء كل الجهود، ولاتصل بفوكس نيوز وسكاي نيوز للدفاع عن السامية ولأعلن الحرب على معادي السامية. لكن أحدا لن يبكي المرأة المصرية التي قتلت هناك".

نقلت جثة الشربيني إلى مصر يوم الأحد الماضي وأقيم مأتمها في الإسكندرية يوم الاثنين بحضور أحمد عصمت، مؤسس مجلة "أليكس أجندة".

قال عصمت لمنصات أن الحضور المسلم والمسيحي كان كثيفا في المأتم، وقد بقي الكثير من الحضور في الشارع لضيق المكان.

"حضر حاكم الاسكندرية إلى جانب العديد من الطلاب والمواطنين. كان هناك الكثير من الناس".

لكن عصمت أعرب عن أسفه لأن قلة من المنظمات الحقوقية والمدنية أصدرت بيانات أو اتخذت مواقف مهمة من مقتل الشربيني.

"أين المنظمات الإنسانية والناشطون؟ لم يصدر أحد بيانات. لا أحد يقول أي شيء".

للحصول على صور لمأتم مروة الشربيني، زوروا مدونة:
http://www.alexhopealex.blogspot.com/

منقول

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !