كان كثير من الفلسطينيين محقين في موضوع تشكيكهم بأن عودة منظمة التحرير الوطني الفلسطيني من المنافي الى أراضي فلسطين بعد مفاوضات مؤتمر مدريد وبموجب إتفاقيات غزة-أريحا وأوسلو والتي شملت لاحقا أجزاء من الضفة الغربية سوف لن تجلب الخير للشعب الفلسطيني وأن إسرائيل بذالك سوف تتخلص من مسؤولياتها تجاه الأراضي المحتلة وتقوم بتنصيب منظمة التحرير وأجهزتها الأمنية كحارس حدود لإسرائيل. وبعد فترة قصيرة من عودة القائد الرمز ياسر عرفات الى قطاع غزة وبيان المكتوب من عنوانه من فساد وتسلط الأجهزة الأمنية فقد تم سؤاله عن سبب إستعانته بالعناصر الفاسدة وإغراقها بالمال على الرغم من أن حركة فتح مليئة بالعناصر الوطينة والمخلصة فكانت إجابته بلهجته المصرية المحببة (يا بني دي مرحلة وسخة عاوزة رجالة وسخين). وقد كان ياسر عرفات رحمه الله متفوقا على ميكافيلي بأفكاره السياسية وكيفية إدارة علاقته مع المحيطين به من رجال فتح وحتى من الحركات الفلسطينية الأخرى.
لست أناقش مرحلة الرئيس الراحل ياسر عرفات ولست في موقع يتيح لي مناقشة طريقة إدراته للأمور فرحم الله إمرأ عرف قدر نفسه كما أنني لست أجلس في كرسي الحكم وقد يظن البعض أنه ما إن جلس في كرسي الحكم فسوف يمضي قدما في تنفيذ تطلعاته ولكنه سوف يصطدم بالواقع وقد كان الرئيس الراحل رحمه الله واقعيا في نظرته للأمور وكفاه فخرا أنه مات شهيدا كما تمنى وذالك بعد أن سمته إسرائيل بنظير اليورانيوم المشع الذي دسته له عن طريق عميل فلسطيني إما عن طريق الدواء أو عن طريق الشوكولاتة السويسرية التي كان يعشقها الرئيس الراحل في مصادفة غريبة كأن الزمن يعيد نفسه لأن الراحل وديع حداد رحمه الله تم تسميمه عن طريق تقديم شوكولاتة سويسرية له من قبل أحد قادة منظمة التحرير الذي مازال إلى اليوم يحتل مناصب قيادية في مايسمى السلطة الوطنية الفلسطينية ولعله قد ساهم في تسميم ياسر عرفات رحمه الله حيث حذره بسام الشريف من محاولة تسميمه عن طريق الأكل أو الدواء مع العلم أن طعام الرئيس الشهيد كان يتم تذوقه من قبل حراسه الشخصيين إلا الشوكولاتة.
إسرائيل إغتالت ياسر عرفات رحمه الله وإغتالت أحمد ياسين رحمه الله وعبد العزيز الرنتيسي وعقلاء حماس وقادتها العسكريين منهم مؤخرا أحمد الجعبري والذين كانوا أصحاب كلمة مؤثرة ونفوذ داخل فلسطين وخارجها والجعبري تم إغتياله ويا محاسن الصدف بعد زيارة أمير قطر وموزة لقطاع غزة وتسليمه هدايا مشبوهة لبعض قادة حماس وصل بعضها الى الجعبري الذي رفض القدوم وتلويث يديه بمن يعرفهم ويعرف نيتهم الخبيثة تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني.
فماذا كانت نتيجة الإغتيالات؟
صعود نجم أمثال إسماعيل هنية ومحمود ميرزا عباس وزيادة نفوذ خالد مشعل داخل الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة بعد تنصيب أزلامه لقيادته وبعد أن كان أيام الشهيد أحمد ياسين لا يسمح يتجرأ على فتح فمه.
إسماعيل هنية شخص تطاولت رقبته بعد إغتيال العظماء من قادة حماس وهو كان مجرد كويدر(تصغير كادر) في الحركة وقد كتبت عنه حين قام بتهديد إسرائيل بأن الشعب الفلسطيني لن يركع حتى لو أكل الزيت الزعتر وهو كلام فارغ للطحن الإعلامي والظهور بمظهر سوبرمان حيث أن الشعب الفلسطيني لم يجد حتى الزيت والزعتر ليأكله بل وجد بضائع مهربة من الأنفاق بمئات أضعاف سعرها الأصلي ويعجز المواطن العادي عن شرائها بينما قادة حماس وبينهم إسماعيل هنية لم ينقصهم شيئ لأن كل إحتياجاتهم اليومية تأتيهم عبر الأنفاق ولا عزاء للمواطن الفلسطيني المسكين في قطاع غزة.
هناك جدل ثار مؤخرا بخصوص تصريحات محمود ميرزا عباس بتسليم الضفة الغربية الى نتنياهو والرد الذي جاء من حزب إخوان أمريكا بقيادة الثنائي الراقص هنية ومشعل بأن الأقربون أولى بالمعروف وذالك بتغريدات لنائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق. وهناك مجموعة أسئلة سوف احاول الإجابة عنها وهي ماذا لو قام محمود ميرزا عباس بتسليم الضفة الغربية لنتنياهو وحل السلطة الفلسطينية؟ ماهي تداعيات تسلم حماس الضفة الغربية وآثار ذالك على الشعب الفلسطيني بشكل عام؟ لماذا جائت تغريدات موسى أبو مرزوق في هذا الوقت بالذات مع العلم أن الدعوة الى حل السلطة الفلسطينية وتسليم مسؤولية المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية الى إسرائيل ليست جديدة؟
حركة فتح إستنكرت على لسان احمد عساف، المتحدث باسم حركه فتح في الضفه الغربيه والذي تسائل ان كان يقبل ابومرزوق بان تحكم حماس الضفه في ظل استمرار الاستيطان وتهويد القدس. وهذا سؤال منطقي فهل سوف يكون برنامج حماس إذا إستلمت الحكم في الضفة الغربية تحرير القدس وتطهير المسجد الأقصى من رجس إخوان القردة والخنازير؟
هل سوف تدير حماس الحكم في الضفة الغربية بنفس الطريقة التي أدارة فيها قطاع غزة فتحفر الأنفاق وتفرض الحجاب وتفجر المقاهي وتضطهد المسيحيين وتلقي بمعارضيها من على أسطح البنايات وتطلق الرصاص على ركبهم لتفرض عليهم الإقامة الجبرية في بيوتهم؟ وماهي الأسباب الكامنة وراء تصريحات ليبرمان وزير خارجية إسرائيل ضد محمود عباس وهو الذي يتعرض هذه الأيام لتحقيق بخصوص فضائح فساد؟ وماهو البديل؟ أليس حماس هي البديل في تلك الحالة؟ أليست حماس حركة إرهابية ويد أعضائها ملوثة بدماء الإسرائيليين؟
تغريدات موسى أبو مرزوق جائت على هامش الربيع العربي وزيارة أمير قطر الى قطاع غزة ثم قيام إسرائيل بإغتيال قيادات فلسطينية مؤثرة بالإتفاق مع قطر لإفساح المجال أمام محور هنية – مشعل لتسلم زمام الأمور في قطاع غزة تمهيدا للقفز على الحكم في الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية تحت مسمى هدنة طويلة الأمد سوف يتم تبريرها بفتاوي من القرضاوي لأن الرسول عليه الصلاة والسلام هادن مشركي قريش مش برضو كده ولا إيه. محور هنية – مشعل شعر بالثقة بعد التطورات الأخيرة وقبضه مليار دولار من قطر مع وعود قطرية بمشاريع إعمارية وإستثنارية بمشاركة إسرائيلية وفتح المعابر وهو أمر تماطل فيه حماس لغاية في نفس خالد مشعل ورئيس وزرائه حتى القفز على الحكم بشكل كامل في الضفة الغربية وقطاع غزة وذالك لأن الضرائب التي تجمع على مرور البضائع في المعابر سوف تحول الى وزارة المالية في رام الله وليس الى حكومة مقالة غير قانونية تستند الى إنتخابات فازت فيها بالتزوير من أكثر من ستة سنين حيث صدرت الفتاوي بشكل مشابه لمصر بتحريم التصويت لمرشح لا يصلي أو علماني أو يساري وتوزيع طرود تموينية وهدايا مالية.
الخلاف بين حركتي فتح وحماس وصل إلى ذروته بإنقلاب حركة حماس على الشرعية وإستيلائها على قطاع غزة وتصفية خصومها من حركة فتح بإلقائهم من أسطح العمارات وفرض الإقامة الجبرية عليهم بإطلاق الرصاص على ركبهم ثم حصلت أزمة الحجاج سنة 2008 حين لم تسمح حماس لحجاج من قطاع غزة بالعبور الى الأراضي السعودية عن طريق مصر على الرغم من فتح المعابر وذالك نكاية بحركة فتح والتي زعمت حماس أنها إسولت على بطاقات الحج ووزعتها على محاسيبها وأزلامها في قطاع غزة وحرمت منها أصحاب القرعة الشرعية. موضوع المعابر هو أزمة أخرى لأن حماس التي تسيطر على تجارة الأنفاق سواء بإمتلاك بعضها من قبل محاسيبهم وأزلامهم وقادتهم أو بالشراكة مع آخرين وتحصيل ضرائب جعلت أسعار السلع المهربة عبلا الأنفاق تباع بمئات أضعاف سعرها مما تسبب في غلاء فاحش وذهبت الأرباح الى جيوب قادة حماس وأزلامهم ومحاسيبهم.
لو كان عباس صادقا فسوف يستقيل هو وقادة حركة فتح ويذهبوا كل إلى منفاه فمحمود ميرزا عباس وأولاده وكبار قادة فتح يحملون بزبورات قطرية وخليجية ويوقمون بحل السلطة الفلسطينية بشكل كامل وتسليم عتاد ومقرات الأجهزة الأمنية وتسليم إدارة المناطق الخاضعة لإسرائيل حتى تكون مسؤولة عن الأمن والخدمات والسكان مما سوف يشكل عبئا واسعا على إسرائيل يبدو أن حماس بالإتفاق مع إسرائيل على إستعداد لتحمله بالنيابة عنها وأن تكون شرطة حدود لإسرائيل فبماذا تختلف حماس عن حركة فتح؟ فحركة حماس قامت بدور شرطة لإسرائيل وحرس حدود بعد الحرب الأخيرة في قطاع غزة والتي إستولت فيها حركة حماس على النصر الذي زعمته على الرغم من أن الذي قاتل وأطلق الصواريخ هم حركة الجهاد الإسلامي والذي يلقبهم شبيحة حماس بأنهم شيعة فلسطين والحركات اليسارية والعلمانية مثل الجبهة الشعبية – القيادة العامة والتي كافئتهم حماس مؤخرا بإجتياح مخيم اليرموك تحت راية مايسمى جبهة النصرة وإغتيال قادة وكوادر القيادة العامة منهم أبو النورس وإقتحام مقر الخالصة ونهب مستشفيات ومدارس ومستوصفات المخيم. حماس كانت تمنع الفصائل من القيام بعمليات ضد إسرائيل في قطاع غزة قبل الحرب الأخيرة ولم يختلف الدور بعدها حيث كانت وماتزال حماس تقوم بإعتقال المقاومين المجاهدين ممن يحاولون القيام بعمليات عسكرية ضد دولة الإغتصاب الإسرائيلي وتتهمهم بأنهم ينفذون أجندات خارجية(رام الله) وأن لهم أهداف سياسية وسبحان مغير الأحول حين كانت حماس تبرر لنفسها أن تقوم بعمليات ضد دولة الإغتصاب الإسرائيلي وهدفها الحقيق هو التنكيد السياسي على حركة فتح ورئيسها الشهيد الراحل الرمز ياسر عرفات الذي داس شبيحة حماس وزعرانها على صورة الرئيس الراحل حين إقتحموا مقرات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
إذا تسلمت حركة حماس الحكم في الضفة الغربية فسوف تقوم بدور حرس حدود لدولة الإغتصاب الإسرائيلي تحت مسمى هدنة طويلة الأمد ويتم تبرير ذالك بفتاوي جاهزة من مفتي الناتو يوسف القرضاوي وسوف يتم إجبار الرجال على إطالة اللحى وحف الشارب وإجبار النساء على لبس الحجاب والنقاب ومنع النساء من تدخين الأرجيلة في المقاهي وتأنيث محلات تصفيف شعر النساء(الكوافير) وتحريم خروج النساء من المنزل بدون محرم وقد يطال المنع تصويتهم في الإنتخابات وقيادة السيارة أسوة بمهلكة آل سعود المرخاني. كما سوف تقوم حماس لأن من شب على شيئ فقد شاب عليه بحفر الأنفاق لتهريب البضائع وفرض جمارك تذهب الى جيوب قادة حماس وليس الى ميزانية الشعب الفلسطيني كما كانت حماس تستولي على المساعدات التي كانت ترسل إلى قطاع غزة من قبل منظمات ودول والتي كانت حماس تستولي عليها وتوزعها على محاسيبها وأزلامها وأنصارها في قطاع غزة.
هذا هو تعريف حركة حماس من خلال الويكيبيديا (حركة المقاومة الإسلامية اختصار حماس هي حركة إسلامية وطنية تنادي بتحرير فلسطين من النهر إلي البحر، وجذورها إسلامية حيث يرتبط مؤسسوها فكرياً بجماعة الاخوان المسلمين، تهدف الحركة إلى استرداد أرض فلسطين التي تعتبرها الوطن التاريخي القومي للفلسطينين بعاصمته القدس) فأين حماس الآن؟ وأين من دخل غزة بموافقة إسرائيلية؟ ولماذا منعت إسرائيل دخول رمضان شلح الى قطاع غزة؟ لماذا يتجول المناضل المتشرد خالد مشعل في عواصم العالم (بحماية عناصر بلاك ووتر)(كلام المعارض أشرف المقداد المنشور في عرب تايمز) ويقيم في فنادق خمسة نجوم؟ ولماذا لا يعود الى قطاع غزة ليعيش مع شعبه معاناته وبدلا من أن يقيم لإبنته عرسا أسطوريا في دمشق ويمتلك المزارع والبيوت لتتحول فيما بعد إلى أوكار لعصابات حماس التي تعمل في سوريا تحت راية القاعدة؟
تسلم حركة حماس الحكم في الضفة الغربية لا سمح الله سوف يؤدي الى حرب أهلية سوف تجعل مما حصل في قطاع غزة لا يقارن حيث أن الضفة الغربية تعد معقلا للتنظيمات اليسارية والعلمانية والشيوعية مثل الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية – القيادة العامة والجبهة الديمقراطية وكتائب شهداء الأقصى وفهود الكتائب والذي تكفرهم حماس وهناك إنتشار للسلاح بالإضافة الى ولاء أغلبية أفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية لحركة فتح من ناحية نهجها العلماني المتنور وهم من المعادين لأحزاب الإسلام السياسي ونهجها الطالباني القاعدي فالضفة الغربية ليس حاضنة لحماس وسوف تكون هناك صعوبة وتصاعد في الضربات العسكرية ضد جيش أحفاد القردة والخنازير مما سوف يؤدي الى إجتياحات إسرائيلية متتالية للضفة الغربية لتضفية نشطاء التنظيمات الفلسطينية المعادية لحماس تمهيدا لحماس وإستيلائها على الحكم في الضفة الغربية.
بصراحة, أنا مؤيد لخطوة الرئيس الفلسطيني محمود ميرزا عباس ولكنها كلمة حق يراد بها باطل ولو كانت بنية صادقة وأن يقوم بحل السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل كامل مع ضمان عدم تسليمها لحماس وتوعية الشعب الفلسطيني عن طريق المؤتمرات والندوات بطبيعة تلك الخطوة وآسبابها وآثارها والنتائج المترتبة عليها حتى يبطل الشعب الفلسطيني بوعيه مؤامرة حماس لبيع فلسطين من النهر الى البحر والتنافس مع البائعين الآخرين لفلسطين ليس في تحريرها بل في بيعها حتى آخر ذرة تراب. أنا مؤيد لخطوته ولكني أتسائل لماذا ذهب الى الأمم المتحدة ليستحصل إعترافا بفلسطين مما يعطيه الحق في ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين امام المحاكم الدولية؟ لماذا تقوم القيادة السياسية الفلسطينية بخطوة ثم تقوم بخطوة أخرى تعكسها؟هناك من يحاول إبتزاز مواقف سياسية من السلطة الفلسطينية وذالك لمرورها بأزمة مالية خانقة وعدم إيفاء الدول العربية بإلتزاماتها في محاولة لإبتزاز السلطة ورئيسها كمن يحاول أن يعصر حبة ليمون حتى آخر قطرة.
كل تلك التسائلات سوف تكشف عنها الأيام القادمة وإن غدا لناظره قريب.
تحية ثورة فلسطين
الوطن او الموت
التعليقات (0)