ماذا لو أنشأنا منطقة حرة مشتركة بين مصر وشمال السودان

بين مصر والسودان علاقات تاريخية معروفة لكافة مواطني الشعبين لأن الأصل واحد تقريبا والجغرافيا لا تضع حدودا طبيعية بين الدولتين.. بل إن النيل العظيم يربطهما مثل الحبل السري في أجنة البشر...المناطق الزراعية الطبيعية في جنوب مصر وشمال السودان والمستنقعات التي تصلح لتربية الأسماك تمتد إلى ملايين الأفدنة أو الهكتارات أو الدونمات (حسب اختلاف الأسماء لمساحات الأرض عند العرب) كما تصلح لزراعة الأخشاب والمحاصيل الغذائية ..ونعتقد أن إنشاء المنطقة الحرة كمشاريع بين الحكومتين أو بين مواطني الشعبين سوف تكون حافزا لعودة الجنوب السوداني إلى الوحدة مع شماله حيث أن الشمال في هذه الحالة سوف يكون جاذبا لأهل الجنوب الذين فضلوا الانفصال عند أول بادرة للبترول تحسبا للغنى المنتظر وضنا به على الشمال ...كما أنه كان استجابة لمؤامرات حيكت لتقسيم السودان كي تسهل السيطرة عليه من الغرب...إن عودة الشعبين إلى سابق العهد حين كانتا تحت حكم واحد قد تكون مرفوضة بحكم التقسيمات التي ضربت الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ولكن الوحدة الاقتصادية ممكنة ومطلوبة ومفيدة لشعب مصر الكبير بعدد المواطنين والسودان الشاسع بأرضه الصالحة للزراعة والإنتاج الحيواني ...إن بعض المحافظات السودانية تزخر بأشجار المانجو والفاكهة التي لا تجد من يجمع ثمارها ....وببعض المعدات وإنشاء الطرق النهرية والبرية وشبكة من المواصلات يمكن تحويل هذا البقعة من الأرض العربية إلى جنة يهوى المعيشة فيها من يحبون الطبيعة ويتفوقون في الزراعة الحديثة فهل تتجه الحكومتان إلى التعاون المثمر؟ أم نظل معا في حالة التقوقع والفقر؟