مواضيع اليوم

ماذا كتبت الاناجيل عن أب يسوع

www.lik.ps لايك

2009-12-12 12:20:52

0

شخصية الأب
شخصية الأب, أو الأُقنوم الأول, من الشخصيات المهمة في قوانين إيمان الكنائس المختلفة والأناجيل باعتباره الرب الذي جاء ذكره في العهد القديم,
وهذا التصور جاء بناء على نصوص في الأناجيل على لسان يسوع تتحدث عن أب يسوع باعتباره الرب, ونصوص أُخرى قيلت على لسان يسوع عن الأب الذي في السماء والأب السماوي, وكذلك نصوص تتحدث عن ان أب يسوع هو من يفعل المعجزات وغيرها من النصوص التي يستشف منها ان أب يسوع هو الرب الذي جاء ذكره في العهد القديم.
وقبل تفصيل القول فيما اذا كان أب يسوع هو الرب أم لا, أود ان أذكر عدداً من نصوص العهد القديم التي تتحدث عن الرب وعن صفاته لنرى ان استطاع كتبة الأناجيل ان يشكلوا شخصية أب يسوع بحيث تنطبق على الرب, أم أنهم كتبوا لنا شخصية تختلف في الصفات والأفعال عن الرب وصفاته وأفعاله بحيث نخرج بقرار ان أب يسوع ليس هو الرب الذي جاء ذكره في العهد القديم سواء من ناحية الصفات أو الأفعال التي تنسب لأب يسوع.
- لا يكن لك آلهة أُخرى أمامي,
لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من تحت وما في الماء من تحت الأرض,
لا تسجد لهن ولا تعبدهن,
لأني أنا الرب إلهك اله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ. (خروج20/3-5)
في هذا النص يأمر الرب سبحانه وتعالى ان لا يتخذ الإنسان آلهة أخرى معه, وان لا يصنع تماثيل وان لا يسجد لهن ولا يعبدهن, وهذا الأمر خالفته الأناجيل والكنائس المختلفة كلها إذ جعلت معه إلهين وهما الابن والروح المقدس وسجدت لهما وعبدتهما وان قالت أنهما من جوهر واحد, فمن يعبد آلهة أُخرى مع الرب لن يقول عنها سوى هذا القول وإلا كيف سيعبدها وهي ليست آلهة أو لا تحمل صفات إلهية!
كما ان الكنائس خالفت هذا النص وذلك بصناعة ملايين التماثيل والصور والقول انها ليسوع والروح المقدس ومريم, وقد تجرأت حتى على صناعة تماثيل وصور وقالت انها لأب يسوع, وقالت الكنائس ان مسح هذه التماثيل بزيت الميرون, وهو زيت تقول الكنائس انه زيت مقدس كالزيت المقدس الذي كان عند بني إسرائيل والذي تحدث عنه العهد القديم, مع قراءة بعض الصلوات والطقوس يؤدي إلى حلول جواهر الاقانيم الثلاثة في تماثيلها وصورها, فقامت الكنائس بصياغة الطقوس والصلوات لهذه التماثيل والصور والتبخير لها وطلب المساعدة منها.
- لا تصنعوا لكم أوثاناً ولا تقيموا لكم تمثالاً منحوتاً أو نصباً ولا تجعلوا في أرضكم حجراً مصوراً لتسجدوا له,
لأني أنا الرب إلهكم,
سبوتي تحفظون ومقدسي تهابون أنا الرب. (لاويين26/1-2)
في هذا النص يشدد الرب على النهي عن صناعة التماثيل والصور مطلقاً سواء للعبادة أو لغيرها من الأمور, كما انه يطلب من بني إسرائيل ان يحفظوا السبت وهو ما لم تلتزم به الكنائس المختلفة كلها فقد قامت باستبدال السبت بيوم الأحد الذي يعني باللغة الانجليزية يوم الشمس وهو اليوم الذي كانت تحتفل به الشعوب الوثنية بإلهة الشمس التي كانت تعبدها!
- احترزوا من أن تنسوا عهد الرب إلهكم الذي قطعه معكم وتصنعوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورة كل ما نهاك عنه الرب إلهكم, لان الرب إلهك هو نار آكلة اله غيور. (تثنية4/23-24)
في هذا النص يؤكد الرب على النهي عن صناعة التماثيل لأي سبب كان لأن الرب إله غيور ولا يحب هذا الأمر, ومع هذا النهي إلا أن الكنائس لم تلتزم به وتجاهلت كون الرب إله غيور وقالت ان أب يسوع ويسوع والروح المقدس قد سمحوا لها بصناعة التماثيل والصور, لا بل انهم يحلون في هذه التماثيل والصور وتستجيب لما تطلبه الكنائس منها.
- انك قد رأيت لتعلم ان الرب هو الإله ليس آخر سواه,
من السماء أسمعك صوته لينذرك,
وعلى الأرض أراك ناره العظيمة ,
وسمعت كلامه من وسط النار....
فاعلم اليوم وردد في قلبك ان الرب هو الإله في السماء من فوق, وعلى الأرض من أسفل,
ليس سواه, واحفظ فرائضه ووصاياه التي أُوصيك بها اليوم لكي يحسن إليك والى أولادك من بعدك, ولكي تطيل أيامك على الأرض التي الرب إلهك يُعطيك إلى الأبد. (تثنية4/35-40)
في هذا النص نقرأ ان الرب هو الإله وليس آخر سواه, وانه هو الإله في السماء والارض وليس سواه إله وليس معه إله, ويطلب من بني إسرائيل خاصة ومن الناس عامة ان يرددوا في قلوبهم انه لا إله سوى الرب, ومع هذا فالكنائس والأناجيل تقول انه يوجد آلهة غير الرب ولكنها تتشكل من جوهر إلهي!
- لا يكن لك آلهة أُخرى أمامي,
لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً صورة مما في السماء من فوق,
وما في الأرض من أسفل,
وما في الماء من تحت الأرض,
لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك إله غيور. (تثنية5/7-9)
في هذا النص يأمر الرب ان لا يكون معه آلهة أُخرى, وان لا يصنع الإنسان أي نوع من التماثيل سواء روحية في السماء أو بشرية على الأرض وان لا يسجد لها وان لا يعبدها, لأنه إله غيور ولا يرضى ان يكون له شركاء في الخضوع والسجود والعبادة.
ومع هذا النص الواضح إلا أن الكنائس جعلت معه شركاء وسجدت لها وعبدتها وصنعت لها تماثيل وصوراً في كل مكان وصلت إليه.
- لان الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب الإله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة. (تثنية10/12-12-18)
في هذا النص يقول الرب سبحانه وتعالى انه هو إله الآلهة المزعومة, ورب الأرباب التي تعبد من دونه, الرب العظيم الجبار المهيب.
فهل هذه الصفات هي التي دعت يسوع الذي ظل طوال الليل يدعو أبيه ان لا يصلبه قبل الصلب بليلة واحدة فلما ظهرت له هذه الحقيقة أن الرب هو إله الآلهة ورب الأرباب صرخ واعترف وقال إلهي إلهي لماذا تركتني, فلماذا ترك الرب, إله يسوع وإله كل شيء في هذا الكون, لمصيره عندما كان معلقاً على الصليب لو كان أبوه هو الرب وخاصة اذا تذكرنا قول يسوع عن أبيه انه يستجيب لكل ما يطلب منه؟
- ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي,
وأنا علمت انك في كل حين تسمع لي. (يوحنا11/41-42)
- واذا أغواك سراً أخوك ابن أمك ... قائلاً نذهب ونعبد آلهة أُخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب... فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه.... بل قتلاً تقتله,
يدك تكون عليه أولاً لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيراً,
ترجمه بالحجارة حتى يموت,
لانه التمس ان يطوحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.
(تثنية13/6-10)
في هذا النص حكم الرب على الإنسان الذي يعبد آلهة من دونه, فالرب يقول انه هو الإله الذي يجب ان يُعبد وأما باقي المخلوقات فهي ليست آلهة, فماذا فعلت الأناجيل والكنائس بأتباعها الطيبين وهي تأمرهم بعبادة آلهة مع الرب, يسوع وأبيه والروح المقدس وان قالت ان هذه الآلهة الثلاثة واحد وانها من جوهر إلهي؟
- اذا وجد في وسطك في احد أبوابك التي يعطيك الرب إلهك رجل أو امرأة يفعل الشر في عيني الرب إلهك بتجاوز عهده, ويذهب ويعبد آلهة أُخرى ويسجد لها أو للشمس أو للقمر أو لكل من جند السماء, الشيء الذي لم أُوص به,
وأُخبرت وسمعت وفحصت جيداً وإذا الأمر صحيح أكيد قد عُمل ذلك الرجس في إسرائيل,
فأخرج ذلك الرجل أو تلك المرأة الذي فعل ذلك الأمر الشرير إلى أبوابك الرجل أو المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت,
وعلى فم شاهدين أو ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل,
لا يقتل على فم شاهد واحد,
أيدي الشهود تكون عليه أولاً لقتله,
ثم أيدي جميع الشعب أخيراً فتنزع الشر من وسطك. (تثنية17/2-7)
في هذا النص تأكيد مرة أُخرى على حكم من يعبد من دون الرب آلهة أُخرى.
فهل يوجد في هذا النص أي إشارة للسماح بعبادة أي شيء سواء كان من جند السماء أو من مخلوقات الأرض, ألم يوص الرب بان لا يعبد معه أحد, أليس عبادة أحد مع الرب عمل شرير كما يقول الرب في هذا النص؟
- ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالاً منحوتاً أو مسبوكاً, رجساً لدى الرب عمل يدي نحات ويضعه في الخفاء. (تثنية27/15)
ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالاً منحوتاً أو مسبوكاً, رجساً لدى الرب عمل يدي النحات.
فلماذا تقوم الكنائس بعمل التماثيل المنحوتة والمسبوكة والصور المرسومة ولم تكتف بهذا بل قامت بعمل تماثيل وصور عبدتها وقدستها وبخرت لها؟
فهل هذه الأعمال تدل على ان أب يسوع هو الرب الذي تقول الكنائس انه سمح لها بعمل التماثيل والصور؟
- أنا أنا هو وليس إله معي,
أنا أميت وأُحيي وسحقت واني أُشفي وليس من يدي مخلص,
إني ارفع إلى السماء يدي وأقول حيّ أنا إلى الأبد. (تثنية32/39-40)
الرب ليس معه إله, الرب حيّ إلى الأبد, فهل من مات على الصليب ومعه أبيه بحسب قانون إيمان الكنيسة الأرثوذكسية, أو من مات وحده بحسب قوانين إيمان باقي الكنائس هو إله مع الرب الذي يقول انه ليس معه إله, وانه حيّ إلى الأبد؟!
وموت يسوع الجسد الذي حلت فيه الاقانيم الثلاثة أو على الأقل الاقنوم الثاني بحسب قوانين إيمان كل كنيسة من الكنائس المختلفة ألا يدل ويشير إلى ان هذا الجسد الميت ليس له من الإلوهية شيء سواء كانوا ثلاثة أقانيم أو أُقنوم واحد, لان الرب خالق السموات والأرض المحيي والمميت حيّ إلى الأبد؟
- فمن أجل كلمتك وحسب قلبك فعلت هذه العظائم كلها لتعرف عبدك,
لذلك قد عَظمتَ أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك,
وليس إله غيرك,
حسب كل ما سمعناه بآذاننا. (صموئيل الثاني7/22)
ليس إله مثلك يا رب.
ليس إله مثلك يا رب.
ليس إله مثلك يا رب, وكل من يقول انه هو مثل الرب فهو يخالف هذا النص, وكل من يقول عن انسان أو أي شيء آخر انه مثل الرب فهو يخالف هذا النص.
فمن هو مثل الرب, والرب يقول انه ليس إله مثله؟
وليس إله غير الرب, فكل من يقول انه توجد آلهة مع الرب فهو مخطئ حتى لو قال ان هذه الآلهة أو الاقانيم تشكل إلهاً واحداً لأنه ليس إله غير الرب.
- لأنه من إله غير الرب ومن هو صخرة غير إلهنا. (صموئيل الثاني22/32)
من إله غير الرب هذا النص يبين انه لا يوجد آلهة أُخرى حقيقية غير الرب وان قال عابدوها انها تتكون من جوهر إلهي.
- والبيت الذي أنا بانيه عظيم لأن إلهنا أعظم من جميع الآلهة,
ومن يستطيع ان يبني له بيتاً لان السموات وسماء السموات لا تسعه,
ومن أنا حتى ابني له بيتاً إلا للإيقاد أمامه. (الأيام الثاني2/5-6)
- والآن يا إله إسرائيل فليتحقق كلامك الذي كلمت به عبدك داؤد أبي,
لأنه هل يسكن الرب حقاً على الأرض,
هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك,
فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيتُ,
فالتفت إلى صلاة عبدك والى تضرعه أيها الرب إلهي,
واسمع إلى الصراخ والصلاة التي يصليها عبدك أمامك اليوم,
لتكون عيناك مفتوحتين على هذا الموضع الذي قلت ان اسمي فيه, لتسمع الصلاة التي يصليها عبدك في هذا الموضع. (الملوك الاول8/25-29)
هل يسكن الرب على الأرض؟
هل تسعه الأرض ليسكن فيها وينام على وسادة في قارب صغير؟
هل تسعه الأرض ليعلق على خشبة؟
هل تسعه الأرض ليجوع ويعطش؟
هل تسعه الأرض ليدفن في حفرة من حفر الأرض؟
هل تسعه الأرض ليبقى تسعة شهور في بطن امرأة يتغذى مما تأكل منه؟
هل تسعه الأرض والسموات وسماء السماوات لا تسعه, سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
- ليعلم كل شعوب الأرض ان الرب هو الإله وليس آخر. (الملوك الاول8/60)
لتعلم الكنائس كلها وأتباعها الطيبين ان الرب هو الإله وحده وليس آخر أو آخرين.
لتعلم كل شعوب الأرض ان الرب هو الإله وحده وليس معه آخرين وان قال البعض ان هؤلاء الآخرين هم من جوهر إلهي.
لا اله إلا هو وحده لا شريك له.
- وأنت ان سلكت أمامي كما سلك داؤد أبوك بسلامة قلب واستقامة,
وعملت حسب كل ما أوصيتك وحفظت فرائضي وأحكامي,
فاني أُقيم كرسي ملكك على إسرائيل إلى الأبد,
كما كلمت أبوك قائلاً لا يعدم لك رجل عن كرسي إسرائيل,
ان كنتم تنقلبون انتم أو ابناؤكم من ورائي ولا تحفظون وصاياي فرائضي التي جعلتها أمامكم بل تذهبون وتعبدون آلهة أُخرى وتسجدون لها فاني أقطع إسرائيل عن وجه الأرض التي أعطيتهم إياها والبيت الذي قدسته لاسمي أنفيه من أمامي ويكون إسرائيل مثلاً وهزأة في جميع الشعوب,....
فيقولون من اجل انهم تركوا الرب إلههم الذي أخرج آباءهم من ارض مصر وتمسكوا بآلهة أُخرى وسجدوا لها وعبدوها لذلك جلب الرب عليهم كل هذا الشر. (الملوك الاول9/4-9)
في هذا النص يبين الرب أن العهد مع بني إسرائيل سيبقى طالما بقوا محافظين على وصايا الرب وطالما بقوا لا يشركون مع الرب آلهة أُخرى.
فهل التزمت الكنائس بهذه الوصية وهذا العهد؟
ألم تنسلخ الكنائس من معظم الشرائع والتعاليم, وخالفت معظم الوصايا, وأهمها أن الرب واحد وانه لا شريك معه وانه ليس مثله شيء؟
ألم يتخذوا لهم آلهة أُخرى عبدوها مع الرب, وان قالوا ان هذه الآلهة لها جوهر إلهي؟
- ايها الرب إله إسرائيل لا إله مثلك في السماء والأرض حافظ العهد والرحمة لعبيدك السائرين أمامك بكل قلوبهم. (الايام الثاني6/14)
أيها الرب لا إله مثلك في السماء والأرض, لا إله إلا أنت.
فهل الروح المقدس الذي يرفّ في السماء ويسوع الذي كان ينام على الأرض هما مثل الرب؟
لا إله مثل الرب في السماء والأرض.
- لأنه هل يسكن الرب حقاً مع الإنسان على الأرض,
هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك,
فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت,
فالتفت إلى صلاة عبدك والى تضرعه أيها الرب الهي,
واسمع الصراخ والصلاة التي يصليها عبدك أمامك. (الايام الثاني6/18-19)
هل يسكن الرب مع الإنسان على الأرض؟
نحن نرى آلهة الكنائس لم تكتف بالسكن مع الإنسان على الأرض, لا بل لقد قام الإنسان بضربها وجلدها والبصق عليها وتعليقها على خشبة وطعنها في جنبها, ولم تكتف الكنائس بهذا حتى قالت أنها تأكل جسد هذه الآلهة وتشرب دمها فيما يعرف بسر التناول أو الافخارستيا! فهل هذه الأمور تحدث مع الرب الذي لا تسعه السموات وسماء السموات؟!
ألا يدعو هذا النص أتباع الكنائس الطيبين إلى مراجعة مع أنفسهم والتحقق من الآلهة التي يعبدونها مع الرب, أو دون الرب, والسعي لعبادة الرب الحق الذي لا يسكن مع الإنسان على الأرض ولا تسعه السموات ولا سماء السموات؟ آمين
- أيها الرب أنت إلهنا لا يَقوَ عليك إنسان. (الايام الثاني14/11)
أيها الرب أنت إلهنا لا يقو عليك إنسان.
أيها الرب أنت إلهنا لا يقو عليك إنسان.
وأما آلهة الكنائس فقدر عليها الإنسان وقام بضربها بالعصي, وجلدها والبصق عليها ومن ثم قام بتعليقها على خشبة وأخيراً دفنها في حفرة مظلمة.
من هو الإله الذي يستحق العبادة؟
الإله الذي لا يقو عليه انسان أم الآلهة المضروبة والمجلودة والمبصوق عليها ثم المصلوبة من الإنسان؟
ان قراءة العهد القديم بتأمل تعطي كل من يقرأها حقيقة صفات الرب المستحق للعبادة ومن ثم تظهر له حقيقة الآلهة المعبودة معه أو دونه, مما يستدعي مسارعة الإنسان للسعي لعبادة الرب الحق خالق كل شيء الذي لا يقو عليه انسان.
- وصلّى حزقيا إلى الرب قائلاً يا رب الجنود إله إسرائيل أنت وحدك الإله وحدك لكل ممالك الأرض, أنت صنعت السموات والأرض,
والآن ايها الرب, إلهنا خلّصنا من يده فتعلم ممالك الأرض انك أنت الرب وحدك. (37/15-20)
أنت يا رب وحدك الإله, أنت يا رب وحدك الإله, أنت الرب وحدك, أنت الرب وحدك.
هل في هذا النص إشارة واحدة الى أية آلهة مع الرب؟ سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
- فبمن تشبهون الرب وأي شبه تعادلون به,
الصنم يسبكه الصانع والصائغ يغشيه بذهب ويصوغ سلاسل فضة
الفقير ينتخب خشباً لا يسوس, يطلب له صانعا ماهرا لينصب صنما لا يتزعزع,
ألا تعلمون,
ألا تسمعون,
الم تخبروا من البداءة الم تفهموا من أساسات الأرض,
فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس,
ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه,
من الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء,
لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد احد,
لماذا تقول يا يعقوب وتتكلم يا إسرائيل قد اختفت طريقي عن الرب وفات حقيّ الهي,
اما عرفت أم لم تسمع اله الدهر الرب خالق كل أطراف الأرض لا يكلّ ولا يعيا,
ليس عن فهمه فحص, يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة شدّة. (اشعياء40/1-39)
فبمن تشبهون الرب وأي شبه تعادلون به, فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس؟
بمن تشبهون الرب وأي شبه تعادلون به؟ فبمن تشبهونه فيساويه يقول القدوس؟
تشبهون به يسوع وأب يسوع والروح المقدس, هل هؤلاء يعادلون الرب؟
أم هؤلاء يساوونه؟
أم تشبهونه بالتماثيل التي تصنعونها وتعادلونه بها؟
ألا تعلمون؟
ألا تسمعون؟
أرجو وأتمنى ان يكون أتباع الكنائس الطيبين من الذين يسمعون هذه الكلمات ويعلمون حقيقتها بأنه لا أحد يشبه الرب ولا أحد يساويه, ويسعوا إلى عبادة خالق السموات والأرض وحده دون شريك ولا وسيط.
- أنا الرب هذا اسمي ومجدي لا أُعطيه لآخر,
ولا تسبيحي للمنحوتات. (اشعياء42/8)
الرب يقول ان مجده لا يُعطيه لآخر ولا تسبيحه للمنحوتات, فهل ما تفعله وتؤمن به الكنائس يتوافق مع هذا النص أم ان مجد الرب أعطته لغيره وأصبحت تسبيحاته لكثير من المنحوتات من مختلف الأشكال والأنواع؟
- يخزى خِزياً المتّكلون على المنحوتات,
القائلون للمسبوكات انتنَّ آلهتنا. (اشعياء42/17)
سيخزى خزياً عظيماً المتكلون على المنحوتات القائلين للتماثيل انها آلهتهم.
- هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود أنا الأول والآخر ولا إله غيري,
ومن مثلي يُنادي فليخبر به,
ويعرضه لي منذ وضَعتُ الشعب, القديم والمستقبلات وما سيأتي ليخبروهم بها,
أما أعلمتك منذ القديم وأخبرتك,
فأنتم شهودي,
هل يوجد إلهٌ غيري. (اشعياء44/6-8)
هل يوجد إله غير الرب؟
هل تحدث العهد القديم عن أي شريك للرب في إلوهيته؟
ألم يقرأ كتبة الأناجيل والكنائس هذه الفقرات وهم يجعلون الإله الذين يعبدونه ثلاثة أقانيم متفرقة ومتحدة في واحد وقالوا أنها هي الرب الذي أنزل العهد القديم, والرب يقول بشكل لا يخفى على أحد انه لا إله إلا هو الذي خلق السموات والأرض وما فيهن.
- هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن,
أنا الرب صانع كل شيء,
ناشر السموات وحدي,
باسط الأرض,
من معي. (اشعياء44/24)
هكذا يقول الرب انه صانع كل شيء وناشر السموات وحده وباسط الأرض, من معي.
من كان معه عندما نشر السموات وبسط الأرض؟ كان وحده عز وجل.
هل تستطيع الكنائس المختلفة ان تقول ان كلمة وحدي تعني انه كان معه آخرين كما تحاول عندما تجد كلمات في العهد القديم تستخدم لفظ جمع التفخيم والعظمة فتقول ان هذا اللفظ يدل على التثليث لأنه استخدم صيغة الجمع, فهل كلمة وحدي تفيد الجمع أيضاً؟
لا بل ان النص أوضح بشكل لا يقبل المناقشة من انه يقصد الرب وحده سبحانه بقوله من معي, ام ان من معي تدل على الاقانيم الثلاثة أيضاً؟
- أنا الرب وليس آخر,
لا إله سواي,
نطّقتك وانت لم تعرفني,
لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها ان ليس غيري,
أنا الرب وليس آخر,
مصوّر النور وخالق الظُلمة,
صانع السلام,
وخالق الشّر,
أنا الرب صانع كل هذه,
ويل لمن يخاصم جابله,
خزف بين اخزاف الأرض,
هل يقول الطين لجابله ماذا تصنع,
أو يقول عملك ليس له يدان,
ويل للذي يقول لأبيه ماذا تلد وللمرأة ماذا تلدين,
هكذا يقول الرب قدّوس إسرائيل وجابله اسألوني عن الآتيات,
أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها,
يداي أنا نشرتا السموات وكل جندها أنا أمرت,
حقاً أنت اله محتجب يا اله إسرائيل المخلّص,
قد خرّوا وخجلوا كلها,
مضوا بالخجل جميعاً الصانعون التماثيل,
أما إسرائيل فيخلُص بالرب خلاصاً أبدياً,
لا تخزون ولا تخجلون إلى دهور الأبد,
لأنه هكذا قال الرب خالق السموات,
هو الرب مصور الأرض وصانعها, هو قرّرها, لم يخلقها باطلاً,
للسكن خلقها,
أنا الرب وليس آخر,
لم أتكلم بالخفاء في مكان من الأرض مظلم, اجتمعوا وهلمّوا تقدّموا أيها الناجون من الأمم,
لا يعلم الحاملون خشب صنمهم والمصلّون إلى اله لا يخلّص,
اخبروا قدّموا ليتشاوروا معاً,
من أعلم بهذه منذ القديم,
وأخبر بها منذ زمان,
أليس أنا الرب ولا إله غيري,
الهٌ بارُّ,
ومخلّص ليس سواي,
التفتوا اليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض,
لأني أنا الرب وليس آخر,
بذاتي أقسمت خرج من فمي الصدق كلمة لا ترجع,
انه لي تجثوا كل ركبة يحلف كل لسان,
قال لي انما بالرب البر والقوة إليه,
يأتي ويخزى جميع المغتاظين عليه,
بالرب يتبرر ويفتخر كل نسل إسرائيل. (اشعياء45/1-25)
ان هذا النص يغني عن أي شرح وهو يبين لمن شاء ان يخلص نفسه معظم الأمور التي تجول في رأسه والتي لا يجد لها إجابات شافية من خلال قوانين إيمان الكنائس المختلفة كلها!
- بمن تشبهونني وبمن تساوونني وتمثّلونني لنتشابه,
الذين يفرغون الذهب من الكيس والفضة,
بالميزان يزنون ويستأجرون صانعاً,
ليصنعها إلهاً يخرون ويسجدون له,
يرفعونه على الكتف,
يحملونه ويضعونه في مكانه ليقف,
من موضعه لا يبرح,
ينادي احد إليه فلا يجيب,
من شدّته لا يخلّصه,
اذكروا هذا وكونوا رجالاً,
رددوه في قلوبكم أيها العصاة,
اذكروا الأوليات منذ القديم,
لأني أنا الرب وليس آخر الإله وليس مثلي,
مخبر منذ البدء بالأخير,
ومنذ القديم بما لم يُفعل,
قائلاً رأيي يقومُ وافعل كل مسرّتي,
داع من الشرق الكاسر,
من أرض بعيدة رجل مشورتي,
قد تكلّمتُ فأُجريه, قضيتُ فأعله,
اسمعوا لي يا أشداء القلوب, البعيدين عن البرّ,
قد قرّبت برّي, لا يبعد,
وخلاصي لا يتأخر,
وأجعل في صهيون خلاصاً, لاسرائيل جلالي. (اشعياء46/1-12)
وهذا النص كسابقه فهو لا يحتاج الا لإمعان النظر في كلماته ومعانيه ليتبين للانسان مدى الاختلاف العظيم بين صفات الرب خالق السموات والأرض وما فيهن وما تقوله الأناجيل والكنائس المختلفة عن آلهتها التي تعبدها والتي تتشكل من ثلاثة أقانيم منفصلة ومتحدة, مختلفة ولكنها من جوهر واحد.
واختم هذه الفقرات بهذا الأمر من الرب خالق السموات والأرض وما فيهن لعله يكون باعثاً للكثيرين من أتباع الكنائس الطيبين كي ينتبهوا إلى أين هم ذاهبون بأنفسهم.
- ولا تسلكوا وراء آلهة أخرى لتعبدوها وتسجدوا لها,
ولا تغيظوني بعمل أيديكم فلا أُسيء لكم. (ارميا25/6)
بعد هذه النصوص وهي قليلة جداً بالنسبة للنصوص التي تتحدث عن وحدانية الرب خالق السموات والأرض المذكورة في العهد القديم نجد ان الأناجيل والكنائس المختلفة جاءت في آخر الزمان وقالت ان آلهتها التي تعبدها هي الرب الواحد الذي جاء ذكره في العهد القديم وان هذه الآلهة الثلاثة عبارة عن واحد وان هذا الأمر كان سراً حتى جاء كتبة الأناجيل والكنائس من بعدها فأظهروا هذا السرّ!
وقالت ان شخصية أب يسوع أو أُقنوم الأب تمثل الرب, فماذا كتبت الأناجيل عن أب يسوع وكيف أظهرت حقيقة هذا السر المخفي؟
إن من أغرب الملاحظات على شخصية أب يسوع, هو افتقاده شخصياً وافتقاد كلامه وأفعاله في الأناجيل وباقي رسائل العهد الجديد!
فلا يوجد له سوى جملتان يتيمتان قال كتبة الأناجيل انه تحدث بهما أو قالهما, إحداهما كررها مرتين وهي:
- وصوت من السماء قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. (متّى3/17)
- وكان صوت من السماء أنت ابني الحبيب الذي به سررت. (مرقس1/11)
- وكان صوت من السماء قائلاً أنت ابني الحبيب بك سررت. (لوقا3/22)
وتكررت هذه الجملة عندما صعد يسوع مع تلاميذه على جبل للقاء موسى وإيليا:
- وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيّرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت , له اسمعوا. (متّى17/5)
- فجاء صوت من السحابة قائلاً هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا له اسمعوا. (مرقس9/7)
والجملة الثانية التي قال يوحنا في إنجيله أن أب يسوع قالها هي:
- الآن نفسي اضطربت وماذا أقول,
أيها الأب مجد اسمك,
فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضا,
فالجمع الذي كان واقفاً وسمع قال قد حدث رعد,
وآخرون قالوا قد كلمه ملاك,
أجاب يسوع وقال ليس من اجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم... (يوحنا12/27-35)
فهل هاتان الجملتان تشيران إلى الرب وإعلان انه ثلاثة آلهة أو ثلاثة أقانيم وليس إله واحد وانه ليس معه آلهة أُخرى, وان إلهان يساويانه وانه يمكن تشبيهه بآلهة أُخرى وهو الذي سمعناه يقول انه لا يشبهه أحداً, وانه أصبحت تسعه الأرض وبطن امرأة وحفرة مع انه قال في العهد القديم انه لا تسعه السموات ولا سماء السموات, وانه سيموت مع انه قال انه الحي الذي لا يموت؟!
هل يمكن ان نستنتج من هاتين الفقرتين ان الرب غيّر صفاته التي ذكرت بعضها فيما سبق وأصبح كما تقول عنه قوانين إيمان الكنائس المختلفة ثلاثة أقانيم مستقلة ومتحدة في ذات الوقت؟
لماذا لم يكتب لنا كتبة الأناجيل أقوالاً عن الرب قالها مباشرة ليعلن هذا السر كما فعل في العهد القديم وأعلن سرّ التوحيد ولم ينتظر اليهود وغيرهم من البشر لكتابة قوانين عن صفاته, بل أعلن صفاته بكل وضوح وبنصوص قالها مباشرة؟
قد يقول بعض الطيبين من أتباع الكنائس ان من أظهر سرّ الثلاثة الذين هم واحد كانوا مسوقين بالروح المقدس وهو من أرشدهم إلى هذا السرّ.
ونحن بعد قليل سنرى حقيقة الروح المقدس, ولكن يبقى السؤال قائماً ألم يكن هذا السرّ من الخطورة والعظمة بمكان يستحق أن يُعلن من قبل الرب مباشرة كما أظهر سرّ توحيده في العهد القديم, وكما أظهره في كل مخلوقاته, فالمخلوقات كلها تشير في ذاتها إلى ان خالقها واحد وصانعها واحد ومنظمها واحد؟
وهنا لا بد من وقفة مع هاتين الفقرتين لنرى حقيقتهما ومدى صدقهما خاصة وأننا نقرأ في إحداهما وصف يسوع بأنه ابن لمن جاء صوته من السماء ومن السحابة الذي تقول الكنائس انه هو الرب, فأقول ان كلمة ابن الإله وكلمة سررت به ذكرت في العهد القديم في عدة مواضع وفيما يلي بعضها:
- فتقول لفرعون هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر,
فقلت لك أطلق ابني ليعبدني,
فأبيتَ ان تطلقه, ها أنا أقتل ابنك البكر. (خروج4/22-23)
- لأني صرت لإسرائيل أباً وأفرايم هو بكري. (ارميا31/9)
- ربّيت بنين ونشّأتهم وأما هم فعصوا عليّ. (اشعياء1/2)
- قدموا للرب يا أبناء الإله قدموا للرب مجداً وعزاً,
قدموا للرب مجد اسمه, اسجدوا للرب في زينة مقدسة,
ويجلس الرب ملكاً إلى الأبد,
الرب يعطي عزاً لشعبه,
الرب يبارك شعبه بالسلام. (مزامير29/1-11)
- أبو اليتامى وقاضي الأرامل في مسكن قُدسه. (مزامير68/5)
- يا اله الجنود ارجع اطّلع من السماء وانظر وتعهد هذه الكرمة والغرس الذي غرسته يمينك, والابن الذي اخترته لنفسك,
هي محروقة بنار مقطوعة, من انتهار وجهك يبيدون,
لتكن يدك على رجل يمينك وعلى ابن ادم الذي اخترته لنفسك,
فلا نرتد عنك,
أحينا فندعوا باسمك, يا رب الجنود اله الجنود أرجعنا,
أنِر بوجهك فنخلص. (مزامير80/14-19)
هذه بعض النصوص التي قال كتبة العهد القديم انها تتحدث عن أبناء للرب وهي كما نرى ان إسرائيل, أي الشعب كله, هم أبناء للإله وان سبط أفرايم هو البكر وان داؤد ابن للرب وأيضاً اليتامى أبناء للرب, كل اليتامى!
وهؤلاء جميعاً لا تختلف الكنائس معنا في أنهم ليسوا أبناء على الحقيقة وان هذه الصفة لا علاقة لها بالرب من حيث الإلهية, فذكر كلمة ابني في فقرات الأناجيل السابقة لماذا جعلتها الكنائس على الحقيقة؟
قد يقول بعض الطيبين لان يسوع ولد من غير رجل وكان يعمل المعجزات.
وأما ولادة يسوع من غير أب فهو ليس بأعظم من خلق آدم من دون أب ولا أُم, وأما المعجزات فيسوع ليس الوحيد الذي قام بالمعجزات فالانبياء السابقين قاموا بمعجزات تساوي في القيمة معجزات يسوع بل وبعضها أعظم منها كما ظهر ذلك عند الحديث عن شخصية يسوع.
وأما كلمة سررت به فهي أيضاً مما لم يتميز بها يسوع وحده, فقد ذكر في العهد القديم في عدة مواضع من ان الرب يسرّ بالكثيرين من الناس وليس الأمر مقصوراً على يسوع وفيما يلي بعض تلك النصوص:
- خلصني لأنه سرّ بي,
يكافئني الرب حسب بري,
حسب طهارة يدي يرد عليّ,
لأني حفظت طرق الرب ولم أعص الهي,
لان جميع أحكامه أمامي وفرائضه لا أحيد عنها,
وأكون كاملاً لديه,
وأتحفظ من اثمي,
فيرد الرب عليّ كبرّي وكطهارتي أمام عينيه. (صموئيل الثاني22/4-25)
هذا النص يتحدث عن داؤد وان الرب لأنه سرّ به خلصه, وباقي النص يتحدث فيه داؤد عن نفسه كعبد للرب وانه يلتزم بوصايا الرب ويتحفظ من إثمه مع أننا قرأنا فيما مضى النص الذي يتحدث عن داؤد انه ابن للرب, ومع هذا فداؤد يُقرّ ويؤمن ويخضع للرب وانه عبد للرب وليس ابناً على الحقيقة كما تقول الكنائس المختلفة عن يسوع!
- ولكن الرب قال لي لا تبني بيتاً لاسمي,
لأنك أنت رجل حروب وقد سفكت دماء,
وقد اختارني الرب اله اسرائيل من كل بيت أبي لأكون ملكاً على اسرائيل الى الأبد,
لأنه إنما اختار يهوذا رئيساً,
ومن بيت يهوذا بيت أبي,
ومن بني أبي سرّ بي,
ليملكني على كل إسرائيل,
ومن كل بنيّ, لان الرب أعطاني بنين كثيرين,
إنما اختار سليمان ابني ليجلس على كرسي مملكة الرب,
على إسرائيل,
وقال لي ان سليمان ابنك هو يبني بيتي ودياري,
لأني اخترته لي ابناً,
وأنا أكون له أباً,
وأُثبت مملكته الى الأبد,
اذا تشدد للعمل حسب وصاياي وأحكامي, كهذا اليوم,
....
والآن يا سليمان ابني اعرف اله أبيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة,
لان الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الأفكار,
فاذا طلبته يوجد منك واذا تركته يرفضك إلى الأبد. (الأيام الاول28/3-9)
في هذا النص نجد توضيحاً لما قلته سابقاً من ان الرب يُسرّ بالناس الذين يعملون بوصاياه, كما نجد فيه إشارة إلى ان سليمان كما قيل انه ابن الرب ومع هذا فداؤد يطلب منه ان يعبد إلهه مما يدل على ان هذه الكلمة استعملها كتبة العهد القديم وهم لا يقصدون معناها على الحقيقة كما فعلت الكنائس مع يسوع.
- خلصني لأنه سُرّ بي, يكافئني الرب حسب برّي, حسب طهارة يدي يردُّ لي, لأني حفظت طرق الرب ولم أعص الهي. (مز18/19-22)
وهنا يتكرر ذات الموقف من داؤد ويعلن ان الرب سرّ به لأنه حفظ طرق الرب ووصاياه ولم يعص الرب إلهه, وداؤد قال كتبة العهد القديم انه ابن الرب وان الرب سرّ به ومع هذا فهو يصرح هنا وفي عشرات المواضع في العهد القديم انه عبد للرب.
فوجود جملة ابني الحبيب وسررت به لا تكفي وحدها لإثبات ما كتبته قوانين إيمان الكنائس عن يسوع والروح المقدس وخاصة ان العهد القديم مليء بالنصوص التي تتحدث عن وحدانية الرب, لا بل ان العهد القديم قائم أصلاً على تبيين وإظهار ان الرب واحد وليس معه احد وليس مثله شيء وانه عز وجل لا تسعه السموات ولا سماء السموات وانه لا يسكن في الأرض ولا يقدر عليه إنسان.
فكيف استطاعت الكنائس وكتبة الأناجيل القول بالأقانيم الثلاثة الذين هم واحد ومن نفس الجوهر مع وجود كل هذا الحقائق عن وحدانية الرب, والقول ان آلهتها الثلاثة تمثل الرب المذكور في العهد القديم؟!
وأما الجملة الثانية التي قال كتبة الأناجيل ان أب يسوع قالها فهي تحمل في مضمونها عدة مسائل تنقض قوانين إيمان الكنائس المختلفة من جذورها.
أولها قول يسوع الآن نفسي اضطربت, ماذا يعني ان نفسه اضطربت؟
هل اضطراب نفس يسوع تدل على صفة إلهية؟!
ان هذا القول وغيره من الأقوال المبثوثة في الأناجيل التي تتحدث عن الاقانيم الثلاثة تؤكد ان هذه الاقانيم الثلاثة لا علاقة لها بالرب خالق السموات والأرض إلا كعلاقة باقي المخلوقات به سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
المسألة الثانية القول انه سُمع صوت من السماء مجدت وأُمجد, وهذا القول يؤكد قولي السابق عن الفرق بين الرب والأقانيم الثلاثة, فالأناجيل والكنائس تقول ان تمجيد أب يسوع كان بتعليقه على الصليب وقبلها محاكمته وما تم فيها من ضربه وجلده والاستهزاء به والبصق عليه وتعريته من ملابسه, والإنسان, أي إنسان في هذا العالم, يعلم أن هذه الصفات صفة إذلال واحتقار ولا مجال للمجد فيها إلا إذا قلبنا عقولنا وقلوبنا وحتى أجسادنا لنتقبل هذا القول, وإلا فمن يقول أن كل ما فعل بيسوع في المحاكمة وما بعدها من صلب وموت يدل على المجد والعظمة؟
وإذا كان هذا يدل على المجد والعظمة فلماذا صرخ يسوع وهو معلق على الصليب إلى إلهه إلهي إلهي لماذا تركتني؟
فاذا كان يسوع هلعاً وجزعاً وهو يواجه مصيره فأين هو مجد أبيه؟
وهنا لا بدّ لنا من ذكر مجد الرب الواحد الإله الحق وكيف انه لا يستطيع احد من الناس القول أو التشكيك في انه مجد عظيم, فالذي خلق السموات والارض وما فيهن هو أهل لكل المجد والعظمة وهنا سأذكر موقفاً واحداً عن مجد الرب الواحد وهو كما يلي:
- فأتمجد بفرعون وكل جيشه بمركباته وفرسانه,
فيعرف المصريون أني أنا الرب حين أتمجد بفرعون ومركباته وفرسانه. (خروج14/17-18)
هذا هو المجد العظيم ان يخلص الرب بني إسرائيل من فرعون فيفلق البحر ويجعلهم يسيرون على ارض البحر التي أصبحت يابسة ثم يبيد فرعون وجنوده ويغرقهم في البحر, هذا هو مجد الرب الواحد, فأين مجد أب يسوع وقت الصلب وهو يصرخ إلهي إلهي لماذا تركتني من مجد الرب؟!
المسألة الثالثة قول يوحنا كاتب الانجيل ان الجمع قالوا انه قد حدث رعد وآخرون قالوا قد كلمه ملاك, فهذا القول يشير الى ان الجمع لم يسمعوا الكلام مباشرة ولا فهموا معناه وإلا فمَن مِن هؤلاء يعرف لغة الرعد أو كلام الملائكة؟!
وهذا الافتقاد لأب يسوع وكلامه في الأناجيل هو بعكس حالة الرب في العهد القديم, اذ نجد ان الرب في العهد القديم له عشرات المواضع بل مئات المواضع تتحدث عنه, سواء ما قاله مباشرة كما يكتب قال الرب ويقول الرب أو أمر الرب وغيرها من الأقوال التي تنسب له مباشرة, أو ذكر أفعاله كعمل الرب كذا أو صنع الرب كذا...
وهذا الفارق بين ما كتب في الأناجيل وما هو مذكور في العهد القديم عن الرب جعل الكنائس المختلفة تستشهد بالعهد القديم عند الحديث عن أب يسوع وتنسبه للرب مع ان العهد القديم لا يتحدث مطلقاً عن وجود أبناء للرب على الحقيقة كما هو حال الكنائس وقوانين إيمانها, لا بل اننا نجد ان العهد القديم قائم على ان الرب واحد لا شريك له سواء ابن أو غيره من الآلهة المزعومة حتى ان كتبة الأناجيل كتبوا عدة فقرات على لسان يسوع يُقر فيها ان الرب واحد!
ومع وضوح صورة التوحيد في العهد القديم الا ان كتبة الأناجيل والكنائس المختلفة سعوا بكل الوسائل للقول ان الرب هو أب يسوع, ومن هذه الوسائل الاستشهاد ببعض النصوص التي تتحدث عن وجود أبناء للرب, مع ان هذه النصوص عند تأملها لا تتحدث عن أبناء حقيقيين بل عن معان معنوية كما هو واقع تلك النصوص, وكما فهمها اليهود نتيجة لدراستهم لها عبر التاريخ, كما قامت الكنائس بالسعي لإثبات ان الرب هو أب يسوع بالاستشهاد بالفقرات التي تتحدث عن الرب بصيغ الجمع في العهد القديم والقول انها تدل على التعدد وليس على جمع التفخيم والعظمة المستخدم في اللغة العبرية وكذلك العربية.
وهنا لا بد من التوقف قليلاً مع هذه الطريقة وإثبات أنها لن تستطيع هدم التوحيد الأساس الأعظم الذي قام عليه العهد القديم, وذلك بقراءة بعض نصوص الأناجيل التي تستخدم صيغ الجمع مع أنها في الواقع تتحدث عن أعداد أقل من الثلاثة مما يدل على أن استخدام صيغ الجمع في العهد القديم لا يعني القصد منه ما تزعمه الكنائس من حديث عن الثالوث.
- وصلبوا معه لصين واحد عن يمينه وآخر عن يساره,
فتم الكتاب القائل وأُحصي مع أثمة. (مرقس15/27-28)
في هذا النص نقرأ أن يسوع أُحصي مع أثمة وهي جمع لكلمة أثيم والأناجيل تقول ان من صلب معه كانا رجلين وليسوا جماعة, فالأناجيل تستخدم صيغة الجمع مع أن المقصود هو أقل من ثلاثة التي يبدأ الكلام بها بصيغة الجمع!
- أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب, قد قام, ليس هو ههنا,
هو ذا الموضع الذي وضعوه فيه. (مرقس16/6)
في هذا النص يتحدث الشخص الذي ظهر للنساء في القبر فيقول هذا هو المكان الذي وضعوه فيه, مما يعني أن من وضع يسوع في القبر هم جماعة ولكن الأناجيل تقول ان من دفن يسوع كان رجلاً واحداً هو يوسف الذي من الرامة, ولو أضفنا له الرجل الآخر الذي تحدث عنه يوحنا في إنجيله وهو نيقوديموس لحصلنا على رجلين, ولا تطلق صيغة الجمع على أثنين, فاستخدام صيغة الجمع في النص السابق تدل على امكانية استخدامها دون أن يكون المقصود بها الجمع كما تحاول الكنائس القول عن صيغ الجمع المستخدمة في العهد القديم.
- فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا الاسخريوطي لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويعط للفقراء, قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه, فقال يسوع اتركوها, إنها ليوم تكفيني قد حفظته,
لأن الفقراء معكم في كل حين وأما أنا فلست معكم في كل حين. (يوحنا12/4-8)
في هذا النص يستخدم يسوع صيغة الجمع اتركوها مع أن المقصود بذلك هو يهوذا وحده, وهذا يعني أنه يمكن استخدام صيغة الجمع دون أن تعني الحديث عن جماعة.
- وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. (يوحنا20/2)
في هذا النص تتحدث مريم المجدلية عن نفسها بصيغة الجمع فتقول لسنا نعلم أين وضعوه! فكلامها يدل على أن صيغة الجمع تستخدم دون الحاجة لوجود جمع فعلي.
وفي هذه النصوص كفاية للرد على ما تقوله الكنائس عن صيغ الجمع المستخدمة في العهد القديم التي تتحدث عن الرب.
ونحن في هذا الفصل سنعتمد على ما كتبه كتبة الأناجيل عن أب يسوع من صفات وأفعال, وما كتبته الكنائس في قوانين إيمانها لدراسة هذه الشخصية لنرى إن استطاعوا أن ينجحوا في صياغة هذه الشخصية وأنها تحمل صفات إلهية أم لا.
- في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك أيها الأب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال,
نعم أيها الأب لان هكذا صارت المسرة أمامك,
كل شيء قد دفع إليّ من أبي,
وليس أحد يعرف الابن إلا الأب ولا احد يعرف الأب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له. (متّى10/35-37)
في هذا النص يقول متّى على لسان يسوع انه يحمد الأب ويصفه بأنه رب السماء, وهنا لن أتحدث عن الفرق بين أب يسوع والرب ففيما سبق ما يكفي ولكن ما يهم هنا هو مدى صدق هذه النص بما يحتويه من معلومات, لأن أي انسان يستطيع ان يقول ما يشاء وان يصف نفسه بما شاء من صفات ولكن الذي يحكم عليه هو صدق المعلومات كلها التي يقولها ومدى مطابقتها للواقع, فلو قال انسان انه خالد لا يموت ثم بعد فترة وجدناه ميتاً لعلمنا ان قوله كان خاطئاً أو لو قال انه يملك أموالاً كثيرة ثم بعد ساعة وجدناه يستعطي الناس ليطعموه لعلمنا انه كاذب وهكذا في كل الأمور فالذي يقول قولاً ويطلب منا ان نصدقه فيجب ان يكون كلامه كله صادقاً حتى نصدقه.
وفي هذا النص يقول يسوع ان أباه هو رب السماء وانه يحمده على انه أخفى دعوته عن الحكماء وأعلنها للأطفال!
هل حقاً انه لا يفهم دعوة يسوع إلا الأطفال؟!
واذا كان الاطفال وحدهم الذين يفهمونه فلماذا توجه بدعوته الى الرجال والنساء؟
ولماذا لم نجد له أي تلميذ من الاطفال؟
ولماذا هو نفسه لم يبدأ دعوته أو كرازته وهو طفل؟
وأما قوله انه لا يعرف الابن الا الأب ولا يعرف الأب إلا الابن أو من أعلن له الابن هذا الأمر!
فهذا العهد القديم بين أيدينا ولم نجد أي إشارة فيه عن الابن فلماذا أخفى الرب هذه المعلومة عن الناس كل تلك السنين, وهل حقاً إن العهد القديم لا يعرف أب يسوع هذا إذا كان المقصود بأب يسوع هو الرب خالق السموات والأرض؟
نعم لا احد يعرف الأب إلا الابن ولا احد يعرف الابن إلا الأب, لأنني كما قلت سابقاً انه لا علاقة للأب والابن بالرب خالق السموات والارض ولهذا لم يتحدث العهد القديم عنهما ولم يعرفهما أحد قبل كتبة الأناجيل والكنائس!
نعم ان الأنبياء كلهم لم يعرفوا الأب ولا الابن لأنهم كانوا يعبدون إلهاً واحداً لا شريك له حتى جاء كتبة الأناجيل والكنائس وبدءوا يتحدثون عن آلهة لم يعرفها أحد من الأنبياء السابقين ولا الأنبياء اللاحقين.
فهذه الجملة تكون في موضعها الصحيح اذا قلنا انها لا تتحدث عن الرب الواحد خالق السموات والارض سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
- لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالإله فآمنوا بي,
في بيت أبي منازل كثيرة,
والا فاني كنت قد قلت لكم انا امضي لأُعد لكم مكاناً,
وان مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم اليّ حتى حيث أكون انا تكونون انتم أيضاً, وتعلمون حيث انا اذهب وتعلمون الطريق,
قال له توما يا سيد لسنا نعلم أين تذهب,
فكيف نقدر ان نعرف الطريق,
قال له يسوع انا هو الطريق والحق والحياة,
ليس احد يأتي الى الأب إلا بي,
لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً,
ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه,
قال له فيلبس يا سيد أرني الأب وكفانا,
قال له يسوع انا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس,
الذي رآني فقد رأى الأب,
فكيف تقول أنت أرنا الأب,
ألست تؤمن اني انا في الأب والأب فيّ,
الكلام الذي أُكلمكم به لست أتكلم به من نفسي,
لكن الأب الحالّ فيّ هو يعمل الاعمال,
صدقوني أني في الأب والأب فيّ,
والا فصدقوني لسبب الإعمال نفسها,
الحق الحق أقول لكم من يؤمن فالإعمال التي انا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها,
لأني ماض إلى أبي,
ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الأب بالابن,
وان سألتم شيئاً باسمي فاني أفعله. (يوحنا14/1-14)
في هذا النص يشير يوحنا على لسان يسوع الى ان إيمان التلاميذ بالإله يستدعي إيمانهم به ومن ثم يبدأ في الحديث عن أبيه, فيقول ان في بيت أبيه منازل كثيرة وانه متى مضى فانه سيأتي ويأخذهم معه, وهذا القول ثبت على الأقل خطأ الجزء الثاني منه فهو لم يعد ولم يأخذهم إلى بيت أبيه.
وهنا قد يقول بعض الطيبين من أتباع الكنائس ان هذا سيحدث متى جاء في اليوم الأخير, ولكن لو قرأنا النصوص التالية سنجد انه حدد لهم موعداً قريباً وانه سيكون قبل ان يموتوا جميعاً وقبل إنتهائهم من التبشير في مدن إسرائيل وقبل ان تسقط من رؤوسهم أي شعرة.
- الحق أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان آتياً في مملكته. (متّى16/28)
- وقال لهم الحق أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله قد أتت بقوة. (مرقس9/1)
- وحقاً أقول لكم ان من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا مملكة الإله. (لوقا9/27)
- ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا الى الأُخرى,
فاني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الانسان. (متّى10/23)
ففي هذه النصوص يقول يسوع انه سيعود قبل ان يموت جميع تلاميذه ونحن الآن بعد أكثر من ألف وتسع مائة سنة من موت جميع التلاميذ ولم يَعُدْ, ولم يأخذ تلاميذه الى بيوت أبيه الكثيرة.
- فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ,
فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال. . .
وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت. . .
الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله,
السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول,
واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا أبي. (متى24/15-16)
- فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي, ليفهم ألقارئ,
فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال. . .
الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله,
السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول,
واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء والا الابن إلا الأب. (مرقس13/14)
وفي انجيل لوقا حديث عن الأمور التي ستحدث في المستقبل شبيه بما هو موجود في انجيل متّى ومرقس الا انه لم ينسبها الى رجسة الخراب التي ذكرها دانيال وقال خلال النصّ مخاطباً تلاميذه ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك,
وقال مُعقباً على ذلك بالقول لان هذه أيام انتقام ليتمّ كل ما هو مكتوب,
ثم قال الحق أقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل,
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (لوقا21/5-33)
في هذه النصوص يقول يسوع (أو بمعنى أدق كتبة الاناجيل) ان كل أحداث آخر الزمان ستكون قبل انقضاء الجيل الذي عاش فيه, وان شعرة من رؤوس تلاميذه لن تهلك, ومع هذا فذلك الجيل قد انقضى وشعور تلاميذه كلها هلكت بوفاتهم جميعا ولم تأت الأحداث التي أخبر عنها ولم يأت ليأخذ تلاميذه الى منازل أبيه!
وقضية عودة يسوع قبل وفاة جميع تلاميذه كانت مطروحة بشكل جدي عند تلاميذه فهذا يوحنا يقول:
- قال له (أي لبطرس) إن كنت أشاء انه (أي يوحنا) يبقى حتى أجيء فماذا لك, اتبعني أنت,
فذاع هذا القول بين الإخوة إن ذلك التلميذ لا يموت,
ولكن لم يقل يسوع انه لا يموت,
بل إن كنت أشاء انه يبقى حتى أجيء فماذا لك. (يوحنا21/22-23)
فعدم موت التلاميذ قبل عودته وأخذه للتلاميذ الى منازل أبيه كانت من المسلمات عندهم ولهذا نجد يوحنا في رسالته الأُولى يقول:
- أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة,
وكما سمعتم أن ضدّ المسيح يأتي قد صار الآن أضداد المسيح كثيرون,
من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة. (1يوحنا2/18)
فموت التلاميذ كان يثير المشاكل بين أتباعه حتى اضطر بولس الى التخفيف من اثر موت التلاميذ فقال:
- ثم لا أُريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين (الأموات) لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم,
لأنه ان كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الرب أيضاً معه,
فاننا نقول لكم هذا بكلمة الرب,
إننا نحن الأحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين,
لأن الرب نفسه بهتافٍ بصوت رئيس ملائكة وبوق الرب سوف ينزل من السماء, والأموات في المسيح سيقومون أولاً,
ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء,
لذلك عَزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام. (تسالونيكي4/13-18)
ومع هذه التعزية الا ان الأمر لم يحدث كما قال بولس وبقي الأتباع يموتون إلى هذا اليوم!
فمتى سيأتي يسوع ليأخذ تلاميذه إلى منازل أبيه وهم كلهم أموات؟
ثم نقرأ الحوار الغريب بين يسوع وتوما وفيلبس الذي يثير الكثير من الريبة والشك في النص كله, إذ أن هذا كان في ليلة القبض عليه ومع هذا فإن توما لا يعرف أين سيذهب يسوع ولا يعرف الطريق إليه! ومع أن يسوع يبين له الطريق ويعرفه بأبيه إلا أنه لم يؤمن بأن يسوع قام من الأموات إلا بعد أن وضع يده واصبعه في جراح يسوع! وكذلك الحال مع فيلبس فهو كباقي التلاميذ لم يصدق أن يسوع قام من الأموات مع أنه قال له ان من رآه فقد رأى أباه!
وأما قول يسوع ان من رآه فقد رأى أباه فهذا يدل بلا أدنى شك على أن أب يسوع هو إنسان, وإلا فما هو الفرق بين من ينظر إلى يسوع ومن ينظر إلى أي إنسان آخر, هل كان يسوع بمنظر غير منظر أي إنسان؟!
ثم يطلب من تلاميذه ان يصدقوه انه في أبيه وان أباه فيه, وانه حال فيه! وان أباه هو من يعمل المعجزات, ونحن هنا سنصدقه حتى نسمع باقي كلامه.
ثم يكمل كلامه فيقول الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالإعمال التي انا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها, فهل حقاً ان من يؤمن به يعمل الإعمال التي عملها؟!
نحن نسمع ان يسوع كان يحيي الموتى فمن من المؤمنين به يستطيع ان يحيي الموتى؟! فاذا كان هذا القول غير صحيح فكيف سنصدق انه في أبيه وان أباه فيه, وانه حالّ في يسوع؟
ثم يكمل كلامه قائلاً ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الأب بالابن, وان سألتم شيئاً باسمي فاني أفعل, فهل هذا الكلام صحيح في واقع الحياة؟
انا لن اضرب أمثلة كثيرة على عدم صدق هذا الكلام ولكن سأكتفي بمثل واحد وهو ألم يطلب احد من أي كنيسة من الكنائس المختلفة من يسوع ان يوحد هذه الكنائس ويزيل العداء من بينها؟
لماذا لم تتوحد الكنائس, أو لماذا انقسمت هذه الكنائس, اذا كان يسوع سيفعل كل ما سألوه ليتمجد أبيه في اتحاد هذه الكنائس وعدم انقسامها, فاذا كان من الصعب ان نصدقه في أقواله هذه فكيف سنصدقه في قوله انه في أبيه وان أباه فيه وانه حال فيه؟!
- أجاب يسوع ان كنت أُمجد نفسي فليس مجدي شيئاً,
أبي هو الذي يمجدني,
الذي تقولون أنتم انه إلهكم,
ولستم تعرفونه,
وأما أنا فأعرفه,
وان قلت اني لست أعرفه أكون مثلكم كاذباً,
لكني أعرفه وأحفظ قوله. (يوحنا8/54-55)
في هذا النص يكتب يوحنا على لسان يسوع انه قال ان أباه سيمجده, الذي هو إله اليهود والذين لا يعرفونه, وهذا الكلام صحيح ان اليهود لا يعرفون أب يسوع ولكن هل أبوه الذي قال عنه انه هو إله اليهود مجده, ولماذا ما زالت صرخاته إلهي إلهي لماذا تركتني تملأ آذاننا وهو معلق على الصليب؟
ولماذا لم يمجده أبوه واليهود صلبوه تنفيذاً لشريعة إلههم الذي قال عنه يسوع انه أبوه كما في النص التالي:
- فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن, وانا أعمل,
فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه,
لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال ان الإله أبوه معادلاً نفسه بالإله. (يوحنا5/17-18)
اذاً اليهود صلبوا يسوع لأنه قام بالتجديف على الرب إلههم وعادل نفسه به, فلو كان ما قاله يسوع صحيحاً من ان الرب هو أبوه لمجّده ولأظهر هذه الحقيقة ويسوع معلق على الخشبة ويصرخ إلهي إلهي لماذا تركتني, قد يقول بعض الطيبين من أتباع الكنائس انه مجده بالقيامة من القبر, ومسألة الصلب والقيامة تحدثت عنها في فصل شخصية يسوع, ولكن ألم يكن إنقاذ يسوع وهو معلق على الصليب وإرسال ملائكة لرفعه عن الصليب هو المجد الصحيح, هذا اذا لم نقل انه كان الأولى به ان لا يُصلب أصلاً, والقضاء على من صلبه أولى من ترك اليهود ان يهينوه هذه الإهانات المنكرة والكريهة؟
- فقال لهم يسوع لو كان الإله أباكم لكنتم تحبونني,
لأني خرجت من قبل الإله وأتيت,
لأني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني. (يوحنا8/42)
في هذا النص يقول يسوع لليهود لو كان الرب أباهم لأحبوه, ولكن من قال ليسوع أو ليوحنا بن زبدي أو الروح المقدس ان اليهود يقولون ويؤمنون ان الرب أباهم, وهم لم يصلبوه إلا لأنه قال ان الرب أباه معادلاً نفسه بالرب كما في النص السابق؟!
وهل يؤمن اليهود ان الرب أب أحد من مخلوقاته وهم يقرئون عشرات بل مئات النصوص في العهد القديم التي تقول ان الرب إله واحد وليس معه آلهة أُخرى وانه لا يساويه شيء منها وانه لا يسكن في الأرض لان السموات لا تسعه ولا سموات السموات فكيف يقول اليهود ان الرب أباهم؟
- ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للأب بالروح والحق,
لان الأب طالب مثل هؤلاء الساجدين له,
الإله روح. (يوحنا4/23-24)
في هذا النص يقول يسوع ان الإله روح! وهذا القول ينقض قوانين إيمان الكنائس كلها التي تتحدث عن يسوع باعتباره شخصاً إلهياً لان الجميع يعلمون ان يسوع جسد مما يدل على انه لا علاقة له بالإله إلا كباقي المخلوقات, كما أن الحجة التي أثبت فيها لوقا قيامة يسوع من القبر أو الأموات هي قوله ان يسوع لحم وعظم كما في النص التالي:
- انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو,
جسّوني وانظروا,
فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. (لوقا24/39)
وبالتالي فهو ليس روح مما يؤكد ان يسوع لا علاقة له بما كتبته قوانين إيمان الكنائس عنه.
- فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يُعطيكم الخبز الحقيقي من السماء,
لان خبز الإله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم,
فقالوا له يا سيد أعطنا في كل حين هذا الخبز,
فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة,
من يُقبل اليّ فلا يجوع ,
ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً. (يوحنا6/32-35)
في هذا النص يقول يسوع ان الرب هو أباه وانه أعطاهم خبز الحياة, يقصد نفسه, وان من يقبل إليه فلا يجوع ومن يؤمن به فلا يعطش الى الأبد, وهذا النص تحدثت عنه فيما مضى ولكن في هذا المقام أتساءل إن كان من يقبل إليه ويؤمن به لا يجوع ولا يعطش أبدا؟!
وعدم الجوع والعطش سأحمله على المعنى الحرفي والمعنوي, فأما على المعنى الحرفي فهو ظاهر الخطأ لان أتباع الكنائس الطيبين يعلمون ان هذا الكلام غير صحيح ولو حاول احد منهم ان يجرب قبوله وإيمانه بيسوع عدة أيام دون أكل أو شرب لمات من الجوع والعطش بعكس كلام يسوع هنا.
وأما على المعنى المعنوي, أي ان الإيمان به يكفي ليمتلئ الإنسان بالطمأنينة والراحة والسلام فهذا مما ينقضه الواقع وسأكتفي بمثل واحد وهو هذه الانشقاقات الكثيرة والتي أودت بحياة ملايين البشر نتيجة للحروب التي شنتها الكنائس على بعضها البعض, ألا يدل هذا على أن ما كتب في الأناجيل لا يشبع ولا يروي أرواح البشر بحيث يبقوا في حيرة وجوع وعطش لمن يرشدهم على الطريق الصحيح الذي يوصلهم الى رب العالمين.
وهناك عدداً من النصوص تتحدث عن الأب الذي في السماء أو الأب السماوي وان كانت لا تصرح مباشرة بأنه الرب إلا أنني سأذكر بعضها حتى نلم بغالبية النصوص التي تربط بين الأب والرب الذي جاء ذكره في العهد القديم وفيما يلي بعض منها:
- فكل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضاً به قدام أبي الذي في السماء,
ولكن من ينكرني قدام الناس أُنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السماء. (متّى10/32-33)
في هذا النص يقوم يسوع بهدم قوانين إيمان الكنائس, هذا اذا كان قد سمع بها, التي تقول أنهم واحد فإذا كانت الاقانيم متحدة ومتكونة بشخصية واحدة فأي معنى انه سينكرهم أمام أبيه إذا كان هو وأبوه واحد.
- فان كنتم وانتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الأب الذي في السماء يُعطي الروح المقدس للذين يسألونه. (لوقا11/13)
في هذا النص يتحدث يسوع عن أبيه الذي في السماء وانه سيعطي الروح المقدس للذين يطلبونه, وهنا لا بد من وقفات مع هذا النص, الأولى وهي هل حقاً إن أب يسوع الذي في السماء أعطى الروح المقدس لمن طلبه وهل هو موجود في كل الكنائس المختلفة التي ترفض بعضها البعض وتحرم بعضها بعضاً!
الثانية وهي لماذا لم يعط أب يسوع الذي في السماء ما طلبه منه هو شخصياً قبل الصلب بليلة واحدة وهو ان لا يصلب, فاذا كنا ونحن أشرار نعطي أبناءنا عطايا جيدة فلماذا لم يعط أب يسوع ما طلبه منه؟!
- انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار,
لأني أقول لكم إن ملائكتهم في السماء كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماء.....
هكذا ليست مشيئة أمام أبيكم الذي في السماء أن يهلك أحد هؤلاء الصغار. (متّى18/10-14)
هذا النص لمن يتأمله يجد فيه أعظم دليل على ان أب يسوع لا علاقة له بالرب خالق السموات والأرض لأنه يقول انه ليست مشيئة أمام أباه الذي في السماء ان يهلك احد هؤلاء الصغار, ومع هذه المشيئة إلا أن مشيئة الرب خالق السموات والأرض غلبت مشيئة أب يسوع, فمشيئة الرب قضت بان يهلك كل من على الأرض من المخلوقات فهذا النص يثبت ليس فقط ان أب يسوع لا علاقة له بالرب بل وان مشيئة الرب أعظم من مشيئة أب يسوع!
- وأقول لكم أيضاً إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماء,
لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم. (متّى18/19-20)
في هذا النص يتحدث يسوع عن أبيه الذي في السماء فيقول إن أباه الذي في السماء سيعطي أتباعه كل ما يطلبونه! حتى لو طلب منه اثنان فقط شيئاً فانه سيعطيهما ذلك الشيء لان يسوع يكون في وسطهم.
وهذا الأمر يعلم أتباع الكنائس الطيبين انه غير صحيح, والواقع يشهد على انه غير صحيح.
فبطرس سأل يسوع عن الأشياء التي سيأخذونها مقابل إتباعهم له ومع هذا لم يعط يسوع ولا أبوه شيئاً منها للتلاميذ كما في النصوص التالي:
- فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا,
فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل ألاثني عشر,
وكل من ترك بيوتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو إماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من اجل اسمي,
يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. (متّى19/27-29)
- وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك,
فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أُماً أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل, إلا ويأخذ مئة ضعف ألان في هذا الزمان بيوتاً وإخوة وأخوات وأُمهات وأولاداً, مع اضطهادات,
وفي الدهر الأتي الحياة الأبدية. (مرقس10/28-30)
- فقال بطرس ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك,
فقال لهم الحق أقول لكم ان ليس أحد ترك بيتاً أو والِدَين أو إخوة أو امرأة أو أولاداً من أجل مملكة الرب, إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعافاً كثيرة,
وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية. (لوقا18/28-30)
ولو كان هذا القول صحيحاً لاجتمع التلاميذ وطلبوا من أب يسوع الذي في السماء ان لا يصلبه وهم الذين امضوا الليلة الأخيرة يغطون في نوم عميق ثم تركوه وحده يلاقي مصيره الذي كان كارهاً له مما استدعاه في آخر الأمر أن يصرخ وهو معلق على الصليب إلهي إلهي لماذا تركتني.
فعدم تلبية أب يسوع لمطالب التلاميذ والأتباع من بعدهم ألا يشير الى ان هذا الكلام غير صحيح سواء فيما يتعلق بالحديث عن أبيه أو بما يتعلق بالحديث عن كونه سيكون في وسطهم وخاصة بعدما رأيناه من انقسامات بين الكنائس.
فأين يسوع من منع هذه الانقسامات, وهل هو في وسط كل هذه الكنائس والتي نشأت نتيجة لاختلافها على صفاته شخصياً؟
- وغضب سيده وسلمه إلى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه,
فهكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته. (متّى18/34-35)
في هذا النص يتحدث يسوع عن أبيه السماوي وهو من النصوص التي تحمل معان جيدة ولكن أين هذا النص في حياة الكنائس التي قامت بشن الحروب على بعضها البعض مما أودى بحياة الملايين, ولماذا لم تغفر زلات بعضها البعض؟
- ولا تدعو لكم أباً على الأرض لان أباكم واحد الذي في السماء. (متّى23/9)
في هذا النص يطلب يسوع من تلاميذه وأتباعه أمراً يناقض طبيعة الناس بقوله لأتباعه ان لا ينتسبوا لآبائهم, وهذا الأمر لم يلتزم به كتبة الأناجيل انفسهم فالأناجيل مليئة بأسماء التلاميذ المنتسبين إلى آبائهم بل انهم وضعوا له شخصياً نسبين متناقضين مع انه ولد من غير رجل! وكذلك الحال فيمن جاء بعد التلاميذ فانهم ينتسبون الى آبائهم ويخالفون هذا القول, إلا أن بعض الكنائس حاولت ان تطبق هذا القول وذلك بإطلاق ألقاب على زعمائها بعد ان يتبوءوا مناصبهم ونسيت الكنائس ان الحديث لم يكن موجهاً للتلاميذ وحدهم أو لبطرس فقط بل هو موجه للتلاميذ وأتباعهم.
كما يوجد عدة نصوص تتحدث عن الأب مباشرة دون ذكر صفاته ان كان هو الرب أو الأب الذي في السماء أو السماوي, وسأذكر بعضها لنعلم ان كانت تتحدث عن الرب أم لا.
- ليس ان أحداً رأى الأب إلا الذي من الإله,
هذا قد رأى الأب. (يوحنا6/46)
في هذا النص يقول يسوع انه لم يرَ احد الأب إلا الذي من الإله وفي النص التالي يقول ان كل من رآه فقد رأى الأب:
- فنادى يسوع وقال الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني,
والذي يراني يرى الذي أرسلني. (يوحنا12/44-45)
أي ان كل من رأى يسوع في زمانه فقد رأى أباه سواء آمن أم لم يؤمن فهذه الأقوال كما نرى ينقض بعضها البعض, وهي تكون صحيحة إذا قرأنا النص وحده ثم أقفلنا الأناجيل!
- كما أرسلني الأب الحيّ وأنا حيّ بالأب,
فمن يأكلني فهو يحيا بي. (يوحنا6/57)
في هذا النص يقول يسوع انه حيّ في أبيه, وان من يأكله فانه سيحيى به!
فكيف سيأكله تلاميذه وأتباعهم؟
هنا قامت الكنائس الكاثوليكية والأُرثوذكسية بعمل سرّ التناول أو الافخارستيا وهو عبارة عن طقس يُحضر فيه بعض الخبز والنبيذ ويقوم رجال الكنائس ببعض الصلوات فيتحول هذا الخبز والنبيذ الى جسد ودم يسوع ويحلّ يسوع بجسده ودمه فيهما, ومن ثم تسجد الكنائس لهذا الخبز والخمر باعتباره يسوع, ومن ثم يبدءوا بأكله وشرب دمه تنفيذاً لهذا القول, وهنا لا بد من التذكير بأنه يمكن للكنائس ان تؤمن بما تشاء وتعمل ما تشاء ولكن عليها ان تعلم انها في حديثها عن أب يسوع فإنها بالتأكيد لا تتحدث عن الرب خالق السموات والأرض الذي لا تسعه السموات ولا سماء السموات ولا يسكن في الأرض ولا يقو عليه إنسان, فالإله الذي يتحول إلى خبز وخمر ويأكله الإنسان هو بالتأكيد ليس الرب خالق السموات والأرض, سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
- لهذا قلت لكم انه لا يقدر أحد ان يأتي اليّ ان لم يُعط من أبي. (يوحنا6/65)
في هذا النص يقول يسوع انه لا يقدر ان يقبل إليه أحد إن لم يُعط من أبيه, ولكننا لو قرأنا تاريخ الكنائس المختلفة فمن منها هو الذي أُعطي من أبيه وكلها تقول انها أعطيت من أبيه, وكلها تحرم بعضها البعض وتقول عن بعضها البعض انها لا تتبع يسوع, وتقتل بعضها البعض وتلعن بعضها بعضاً؟!
- أجاب يسوع وقال لهم ان كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق,
لأني أعلم من أين أتيت والى أين أذهب,
وأما انتم فلا تعلمون من أين آتي ولا إلى أين أذهب,
انتم حسب الجسد تدينون,
وأما أنا فلست أدين أحداً,
إن كنت أنا أدين فدينونتي حق,
لأني لست وحدي بل أنا والأب الذي أرسلني,
وأيضاً مكتوب في ناموسكم ان شهادة رجلين حق,
أنا هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الأب الذي أرسلني,
فقالوا له أين هو أبوك,
أجاب يسوع لستم تعرفونني أنا ولا أبي,
لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً. (يوحنا8/14-19)
هذا النص يعبر بشكل واضح عن التناقض والغرابة في الأناجيل, فهو يقول انه يشهد لنفسه وان شهادته حق وفي النص التالي يقول ان شهادته لنفسه باطلة:
- ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً,
الذي يشهد لي هو آخر, وأنا أعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حقّ. (يوحنا5/31-32)
ثم يقول انه لا يدين احداً وفي النصوص التالية يقول انه سيدين الناس:
- كما اسمع أدين, ودينونتي عادلة. (يوحنا5/30)
- لأن الأب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن. (يوحنا5/22)
- وأعطاه سلطاناً ان يدين أيضاً لأنه ابن الانسان. (يوحنا5/27)
فكيف ستوفق الكنائس بين هذه الأقوال, هو لا يدين أحداً وهو أيضاً يدين كل الناس؟
ثم يقول قولاً غريباً جداً عندما يتحدث عن قبول شهادة رجلين في الناموس ويعقب على ذلك بالقول انه هو وأبيه يشهدان له, مما يشير الى انه يعتبر أباه رجلاً, وهو نفس قول كتبة الأناجيل الذين كتبوا له نسبين وقالوا انه ابن يوسف النجار!
وهذا يشير الى ان أب يسوع لا علاقة له بالرب خالق السموات والارض, وإلا فما معنى قوله هذا؟
وأما قوله الأخير من أنهم لا يعرفونه فهو يتناقض مع النص التالي الذي يقول فيه أنهم كانوا يعرفونه:
- فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا تعرفونني وتعرفون من أين أنا. (يوحنا7/28)
ان قراءة نصوص الأناجيل كاملة وبتمعن هي التي تظهر كل الحقائق وهذا النص مثال لها, فكما ظهر لنا من خلال عدد من الفقرات كم هي التناقضات, فكم سيظهر لنا لو قرأنا الأناجيل الاربعة بهذه الطريقة؟
- لهذا يحبني الأب لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً...
هذه الوصية قبلتها من أبي. (يوحنا10/17-18)
في هذا النص يقول يسوع انه قبل الوصية من أبيه وهذا القول ينقض قوانين إيمان الكنائس التي تقول إنهما واحد ومن نفس الجوهر, إذ لو كانا واحد لما كان لهذا القول معنى, فالذي يقبل الوصية هو بالتأكيد غير الذي يُعطي الوصية!
- أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل,
ولا يقدر أحد ان يخطف من يد أبي,
أنا والأب واحد. (يوحنا10/29-30)
في هذا النص يقول يسوع انه وأباه واحد وانه لا يقدر احد ان يخطف من يد أبيه شيء, ومع هذا القول إلا ان الأناجيل تقول إن الشيطان خطف يهوذا الاسخريوطي من يده ومن يد أبيه, ولم تكتف بهذا حتى قالت ان جميع التلاميذ قد أنكروه وشكوا فيه ولم يصدقوا انه قام من القبر وهذا يعني أنهم قد خطفوا من يده ومن يد أبيه اللذين هما واحد!
- من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه,
الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير,
لأني لم أتكلم من نفسي,
لكن الأب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم,
وأنا اعلم ان وصيته هي حياة أبدية,
فما أتكلم به أنا به فكما قال لي الأب هكذا أتكلم. (يوحنا12/48-50)
في هذا النص يقول يسوع انه يتكلم بما قاله له أبوه مما يعني انهما ليسا واحد كما تقول قوانين الكنائس المختلفة, لأنهما لو كانا كذلك لما كان لهذا الكلام معنى, فإذا كان هو وأبوه واحد بالمعنى الكنسي فكيف يفرق بينه وبين أبيه!
- واما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الأب,
...
يسوع وهو عالم ان الأب قد دفع كل شيء إلى يديه,
وانه من عند الرب خرج والى الرب يمضي. (يوحنا13/1-3)
وهذا النص كسابقه في التفريق بين يسوع وأبيه فهو يقول ان كل شيء قد دفع الى يديه من أبيه!
ومع هذا الدفع لكل شيء الا ان الاناجيل تقول انه بقي يُصلي طوال الليل لأبيه كي لا يصلبه, وعندما علق على الصليب رغم عدم إرادته صرخ مستنكراً هذا الفعل ولكن هذه المرة صرخ إلى إلهه وليس إلى أبيه, مما يعني ان ما دُفع الى يديه من أبيه لم يكن كافياً ليمنع عنه الصلب!
- ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي,
وانا اطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الى الابد. (يوحنا14/15-16)
هذا النص يتحدث عن الروح المقدس والذي سيكون مدار بحث مستقل فيما بعد ولكن في هذا المقام أود أن اسأل هل أرسل أب يسوع هذا المعزي؟
وإذا أرسله فلماذا حدثت كل هذه الانشقاقات في الكنائس؟
وأين يمكث هذا المعزي وفي أي كنيسة من الكنائس؟ أم انه ماكث فيها جميعا وهي التي لا تعترف ببعضها البعض, لا بل وتلعن بعضها بعضاً وتقتل بعضها البعض؟
- في ذلك اليوم تعلمون اني انا في أبي وانتم فيّ وأنا فيكم,
الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني,
والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه واظهر له ذاتي,
....
أجاب يسوع وقال له إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي واليه نأتي وعنده نصنع منزلاً,
الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي,
والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للأب الذي أرسلني. (يوحنا14/23-25)
في هذا النص يؤكد يسوع ان كلامه ليس له, مع ان الكنائس تقول انه هو الكلمة المتجسدة, مما يدل على أنهما ليسا واحد كما تقول الكنائس لأنه لو كانا واحد لما نسب كلامه لأبيه, لأنه وأبيه واحد كما قال سابقاً!
- لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الأب,
لأن الأب أعظم مني,
....
ولكن ليفهم العالم أني أُحب الأب,
وكما أوصاني الأب هكذا أفعل. (يوحنا14/28-31)
هذا النص ينقض قوانين إيمان الكنائس ومجامعها المختلفة كلها, من مجمع نيقية والى الآن, لأنه يقول هنا إن أباه أعظم منه وانه يلتزم بوصايا أبيه فلو كان ما تقوله عنه قوانين إيمان الكنائس المختلفة من انه وأباه واحد ومتساويان في الجوهر والقدرة لما كان لهذا الكلام معنى, فهو يصرح أن أباه أعظم منه, فهل تقول الكنائس إن قوانين إيمانها أخطأت عندما وصفت يسوع انه مساوياً لأبيه أم تقول إن يسوع اخطأ عندما قال إن أباه أعظم منه وخالف بذلك قوانين إيمان الكنائس؟!
- ان ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم,
بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي,
كما أحبني الأب كذلك أحببتكم أنا,
اثبتوا في محبتي,
إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي,
كما أني أنا حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته. (يوحنا15/7-10)
في هذا النص يتحدث يسوع عن تمجد أبيه, ويقول ان التلاميذ ان ثبتوا فيه وثبت كلامه فيهم فان كل ما يطلبون يكون لهم, وهذا القول يعلم الجميع انه ليس صحيحاً فليس كل ما يطلبه التلاميذ يكون لهم كما ظهر لنا في نصوص سابقة عندما طلب منه يوحنا ويعقوب ان يجلسا عن يمينه وشماله في مملكته ولم يعطهما ما طلبا!
وأما قوله عن حفظ وصايا أبيه فهو مما يؤكد أنهما ليسا واحد ولا من نفس الجوهر بخلاف ما تقوله عنهما قوانين إيمان الكنائس المختلفة, فيسوع يقول إن حفظه لوصايا أبيه هي التي جعلته يثبت في محبته, أي أن كل ما قاله عن علاقته بأبيه كانت نتيجة لحفظ وصايا أبيه وليس لأنهما من نفس الجوهر, كما أن الحديث عن وصايا أبيه يؤكد أن أباه ليس الرب خالق السموات والأرض لأن الأناجيل والكنائس رفضت وصايا الرب جميعها وخصوصاً توحيد الرب وعبادته وحده.
- لكي يعطيكم الأب كل ما طلبتم باسمي. (يوحنا15/16)
هذا النص تعلم الكنائس وأتباعها الطيبين انه غير صحيح وان ليس كل ما يطلبونه من أبيه باسمه يعطيهم إياه!
- لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سرّ أن يُعطيكم المملكة. (لوقا12/32)
في هذا النص يقول يسوع ان أباه سرّ أن يعطي تلاميذه المملكة, وهذا القول تعلم الكنائس وأتباعها الطيبين انه غير صحيح, فيسوع الذي قال لهم انه سيأتي قبل ان يموتوا كلهم والذي قال لهم انه سيعطيهم مائة ضعف لأي شيء يتركوه من أجله في هذه الدنيا, ومع هذه الوعود إلا انه لم ينفذ لهم منها شيئاً, ومات التلاميذ ومن جاء بعدهم, فمتى سيسر أبوه بالقطيع الصغير ويعطيهم المملكة؟!
- فان ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله,
الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في مملكته. (متّى16/27-28)
- وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماء إلا أبي وحده. ( متّى24/36)
في هذا النص ينقض يسوع قوانين ايمان الكنائس المختلفة او بمعنى أدق تخالف قوانين ايمان الكنائس المختلفة قول يسوع هنا, الذي يقول ان أباه وحده يعلم اليوم الأخير والساعة الأخيرة, مما يشير إلى انه ليس مثل أبيه ولا مساوياً له كما تقول تلك القوانين!
وهنا لا بد من التذكير بأنني في حديثي عن أب يسوع فانا لا أتحدث عن الرب خالق السموات والأرض, بل أناقش ما هو مكتوب في الأناجيل وقوانين ايمان الكنائس وأُبين انه حتى فيما كتبته فهي تتناقض فيما بينها من حيث ما اتفقوا عليه سواء في الاناجيل او في قوانين الإيمان, وإلا فالرب خالق السموات والارض الإله الحق الذي ليس مثله شيء والذي ليس معه اله والذي لا يقو عليه إنسان والذي لا يسكن في الأرض هو أعظم من القول انه أب يسوع وهو أعظم من يسوع ومن كل المخلوقات في هذا الكون كي نسعى لإثبات ذلك.
- أتظن أني لا استطيع الآن أن اطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة , فكيف تكمل الكتب انه هكذا ينبغي أن يكون. (متّى26/53-54)
يقول يسوع هنا انه يستطيع ان يطلب من أبيه أكثر من اثني عشر جيشاً وهذا الكلام يتناقض مع ما كتبه يوحنا:
- أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم,
لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسلم الى اليهود,
ولكن الآن ليست مملكتي من هنا. (يوحنا18/36)
فقوله انه يستطيع ان يطلب المساعدة ايضاً يتناقض مع صراخه الى إلهه إلهي إلهي لماذا تركتني, فصراخه هذا لا يدل على انه كان يرغب في تكميل الكتب!
وهناك عدداً من النصوص في الاناجيل تتحدث عن الذي أرسله وفيما يلي بعضها:
- كل ما يُعطيني الأب فإليّ يُقبل ومن يُقبل إليّ لا أُخرجه خارجاً,
لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني,
وهذه مشيئة الأب الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أُتلف منه شيئاً بل أُقيمه في اليوم الأخير,
لان هذه هي مشيئة الذي أرسلني أنّ كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير. (يوحنا6/37-40)
هذا النص من أعظم النصوص التي تتناقض مع قوانين ايمان الكنائس المختلفة كلها او ان قوانين ايمان الكنائس المختلفة كلها تنقض هذا النص!
فيسوع يقول انه نزل من السماء ليعمل مشيئة الذي أرسله وهذا القول يدل على ان مشيئته أقل من مشيئة الذي أرسله, مع ملاحظة ان يسوع لم ينزل من السماء بل نزل من بطن أمه كباقي البشر!
ثم يتحدث عن مشيئة أباه الذي أرسله فيقول إن مشيئته ان كل ما أعطاه فلن يتلف منه شيء , وهذه المشيئة لم تتحقق سواء في حياة يسوع او بعدها, فيهوذا تلف منه والنص التالي يبين ان عشرات التلاميذ تلفوا منه ولم تتحقق مشيئة أباه الذي أرسله.
- من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه. (يوحنا6/66)
كما ان التلاميذ كلهم أنكروه وهربوا بعيداً عنه وهذا من الإتلاف الذي لم تتحقق فيه مشيئة أباه الذي أرسله.
- حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا. (متّى26/56)
وبعد ذلك ما حدث من انشقاقات في الكنائس وحروب تدل على أن مشيئة أباه لم تتحقق!
وأما قوله إن كل من يراه ويؤمن به تكون له حياة أبدية فهو ايضاً لم يتحقق بموت جميع التلاميذ, او بارتدادهم عنه وإنكاره والهروب عنه, فأين مشيئة أب يسوع هنا؟ وهل هذه المشيئة تقارن بمشيئة الرب الذي قال ان مشيئته ان يهلك كل بني اسرائيل في البرية ولا يدخل الى الارض المقدسة من ذلك الجيل الا يشوع وكالب والأطفال وهو ما حدث كما قال الرب فأين مشيئة أب يسوع من مشيئة الرب الإله الحق خالق السموات والارض, سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
- لا يقدر أحد ان يُقبل اليّ إن لم يجتذبه الأب الذي أرسلني,
وأنا أُقيمه في اليوم الأخير. (يوحنا6/44)
في هذا النص دليل على ان يسوع ليس مساوياً لأبيه ولا من نفس الجوهر كما تقول قوانين ايمان الكنائس المختلفة, ولا ان مشيئتهما متساوية فهو يقول انه لا يقدر احد ان يُقبل إليه إن لم يجتذبه الأب الذي أرسله ولم يتحدث عن مشيئة واحدة فهذا التفريق بين مشيئتهما يخالف تلك القوانين, أو ان تلك القوانين تخالف ما يقوله يسوع عن أبيه.
- ولما كان العيد قد انتصف صعد يسوع الى الهيكل وكان يُعلم,
فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم,
أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني,
ان شاء أحد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الرب أم أتكلم أنا من نفسي,
من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه,
وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم. (يوحنا7/14-18)
هذا النص يتحدث فيه يسوع عن تعليمه وانه ليس له, مما يدل على انه ليس مساوياً لأبيه, وهو ما نقضته قوانين ايمان الكنائس المختلفة بالقول انهما واحد وان مشيئتهما واحدة ومجدهما واحد فهذا الكلام لماذا لم تلتزم به الكنائس عندما وضعت قوانين ايمانها؟!
- فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلاً تعرفونني وتعرفون من أين أنا, ومن نفسي لم آت,
بل الذي أرسلني هو حق الذي انتم لستم تعرفونه,
انا اعرفه لأني منه وهو أرسلني. (يوحنا7/28-29)
وهذا النص نقضته تلك القوانين كذلك, فهو يصرح بكل وضوح انه لم يأت من تلقاء نفسه بل الذي أرسله هو الذي أرسله وانه يعرف من أرسله, والمرسِل غير الرسول!
- فقالوا له من أنت,
فقال لهم يسوع أنا من البدء ما أُكلمكم أيضاً به,
إن لي أشياء كثيرة أتكلم بها من نحوكم,
ولكن الذي أرسلني هو حق,
وانا ما اسمعه منه فهذا أقوله للعالم,
ولم يفهموا أنه كان يقول لهم عن الأب,
فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون اني أنا هو,
ولست أفعل شيئاً من نفسي,
بل أتكلم بهذا كما علمني أبي,
والذي أرسلني هو معي,
ولم يتركني الأب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه. (يوحنا8/25-29)
هذا النص يتناقض مع قوانين الكنائس او ان تلك القوانين تنقضه فهو يتحدث عن عدم قدرته وانه لا يفعل شيئاً من نفسه ولا يتكلم الا بما يعلمه أباه وانه يفعل كل ما يُرضي أباه!
فهل هذه الأقوال تثبت أنهما واحد وأنهما متحدان مع بعضهما البعض؟
قد يقول بعض الطيبين انه توجد أقوال تتحدث عن اتحاده في أبيه وحلول أبيه فيه وانه وأبيه واحد.
وهذا الكلام موجود كما تقولون ولكن ماذا نقول عن هذا النص وغيره هل هي مدسوسة على الاناجيل ام أنها خطأ, وأي القولين قلتم قبلناه منكم!
وأما قوله انهم عندما يرفعون ابن الانسان يقصد عملية الصلب فسيعلمون انه هو, فهذا القول ثبت عدم صحته لأنهم عندما صلبوا يسوع لم تخبرنا الاناجيل انهم فهموا انه هو, بل أخبرتنا أنهم كانوا يجدفون عليه كما في النص التالي:
- وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك,
ان كنت ابن الإله فانزل عن الصليب,
وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر ان يخلصها,
ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به,
قد اتكل على الرب فلينقذه الآن ان أراده, لأنه قال أنا ابن الإله,
وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه. (متّى27/39-44)
فهم لم يفهموا انه هو عندما صلب, بل ما فهموا إلا عكس ذلك, إذ قالوا إن كان هو ابن الإله أو المسيح ملك اسرائيل فلينزل عن الصليب وكذلك اللصان اللذان صلبا معه, فقوله هذا لم يتحقق, واليهود بعد أكثر من عشرين قرناً لم يفهموا انه هو!
- قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله. (يوحنا4/34)
في هذا النص يقول يسوع ان طعامه هو ان يفعل مشيئة الذي أرسله, فماذا تقول الكنائس لأتباعها الطيبين عن مشيئة يسوع؟
هل يدل هذا القول على ان مشيئة يسوع وأبيه واحدة؟
بعد هذا الحديث الطويل عن أب يسوع والفرق بينه وبين يسوع والفرق بينهما وبين الرب تبقى مسألة بحاجة الى توضيح وهي هل يستطيع احد سواء يسوع أو كتبة الاناجيل أو غيرهم من البشر بمن فيهم رجال الكنائس المختلفة ان يتجاهلوا أعظم حقيقة في هذا الكون وهي وجود خالق واحد لهذا الكون لا يشبهه أحد ولا يساويه ولا يشاركه في صفاته وأفعاله احد؟
الجواب هو لا يستطيع احد في هذا الكون ان يتجاهل هذه الحقيقة مهما حاول ان يتجاهلها أو يشوهها, فهذه الحقيقة تنطق بها كل ذرة من ذرات هذا الكون الواسع, فماذا قال يسوع عن الرب الإله الحق خالق السموات والأرض؟
- فقال له لماذا تدعوني صالحاً,
ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الرب. (متّى19/17)
- فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحاً,
ليس أحد صالحاً الا واحد وهو الرب. (لوقا18/19)
في هذين النصين يقول يسوع أو يكتب متّى ولوقا على لسان يسوع انه قال ليس احد صالحاً إلا الرب, ولم يستطيعوا إلا أن يعترفوا بان الرب هو الصالح استناداً إلى صلاح كل مخلوقات الرب, وكما هو مذكور في العهد القديم في عشرات المواضع, فلو كان يسوع يحس بما كتبته عنه الكنائس المختلفة في قوانينها لتغيرت الصيغة كلها ولما رفض ان يدعوه ذلك الانسان بالصالح, وهذا القول لن تستطيع الكنائس المختلفة التخلص من آثاره طالما ان الاناجيل تطبع ويقرأها الناس, فالرب وحده هو الصالح وليس غيره سواء يسوع أو أبيه أو الروح المقدس, ليس احد صالحاً إلا واحد وهو الرب سبحانه وتعالى عما يقولون ويشركون.
- وقال له واحد من الجمع يا معلم قل لأخي أن يقاسمني الميراث,
فقال له يا انسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسماً. (لوقا12/13-14)
في هذا النص يقول يسوع انه ليس قاضياً في حين ان العهد القديم يقول ان الرب هو القاضي كما في النصوص التالية:
- نحمدك يا رب, نحمدك واسمك قريب,
يحدثون بعجائبك, لأني أُعين ميعاداً,
أنا بالمستقيمات اقضي,
ولكن الرب هو القاضي هذا يضعه وهذا يرفعه,
وكل قرون الأشرار أعضب,
قرون الصّديق تنتصب. (مزامير75/1-9)
- فان الرب قاضينا,
الرب شارعنا,
الرب ملكنا هو يخلّصنا. (اشعياء33/22)
- يقضي الرب بيني وبينك.....
فيكون الرب الديّان ويقضي بيني وبينك ويرى ويحاكم محاكمتي وينقذني من يدك.
(صموئيل الاول24/12-15)
وهذا يدل على ان يسوع لا علاقة له ولا لأبيه بالرب خالق السموات والارض إلا كعلاقة باقي المخلوقات من عبودية وخضوع وصلاة ودعاء, لان الكنائس تقول إن يسوع وأباه واحد وصفاتهما واحدة وقدراتهما واحدة فقول يسوع انه ليس قاضياً يعني فيما يعنيه أن أباه ليس قاضياً وبالتالي يكون الرب هو القاضي المطلق في هذا الكون.
- فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى انه أجابهم حسناً سأله أية وصية هي أول الكل فأجابه يسوع إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد, وتحب الرب من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى, وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك, ليس وصية أُخرى أعظم من هاتين,
فقال له الكاتب جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه الرب واحد وليس آخر سواه, ومحبته من كل القلب والفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح,
فلما رآه يسوع انه أجاب بعقل قال له لست بعيداً عن مملكة الإله,
ولم يجسر أحد بعد ذلك ان يسأله. (مرقس12/28-34) و (متّى22/34-40)
هذا النص ليس بحاجة الى شرح بل الى تطبيق من أتباع الكنائس الطيبين فالرب إله يسوع واحد, ولم يقل يسوع انه إله أو انه أحد الآلهة, فإذا كان يسوع يقول عن الرب انه إلهه ألا يجدر بأتباع الكنائس أن يعبدوا إله يسوع الواحد. آمين
وعند الموت تظهر الحقيقة التي قد تغيب عن بعض الناس لبعض الوقت فلا يجد الانسان مناص من الاستسلام لحقيقة أن الخالق هو الرب وهو الإله الواحد الذي ليس إله سواه ولا إله غيره الذي بيده مقاليد السماء والارض سبحانه وتعالى عما يشركون ويصفون, فنقرأ هذه الكلمات ليسوع وهو معلق على الصليب:
- الهي الهي لماذا تركتني. (متّى27/46)
في النص نجد ان يسوع وهو معلق على الصليب يصرخ الى إلهه ويقول إلهي إلهي لماذا تركتني, وفي هذا المقام لن أتحدث عن النص بتوسع بل سأبقى في جوه العاطفي فكل ما قيل وكتب على لسان يسوع نجده يتبخر في لحظات الموت ولحظات الحقيقة, هل قال هذا الكلام رجاء في رحمة الرب ومغفرته لأنه وصف نفسه ابن الإله وغيرها من الأوصاف في النصوص السابقة؟
واخيراً إذا صرخ يسوع إلى إلهه وإذا كان ليسوع إلهاً يستطيع أن يقبله وان يتركه ألا يجدر بأتباع الكنائس الطيبين أن يعبدوا إله يسوع بدلاً من عبادة يسوع وأبيه والروح المقدس الذين لم يستطيعوا أن ينقذوه مما اضطره إلى الصراخ إلى إلهه, ألا يجدر بأتباع الكنائس الطيبين أن يتوقفوا عن عبادة يسوع وهم في حياتهم بدلاً من أن يصرخوا ويترجوا ويتذللوا لإله يسوع عند الموت, وعندها لا ينفع الندم كما لم ينفع يسوع صراخه؟!
أدعو الرب خالق السماء والارض أن يهدي كل أتباع الكنائس الطيبين إلى عبادته وحده لا شريك له وان ينير قلوبهم وعقولهم لعبادة الإله الحق الواحد الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم, الذي ليس معه إله ولا يساويه إله من الآلهة المزعومة التي تعبد من دونه والتي لا تستطيع أن تخلص نفسها فضلاً عن أن تخلص غيرها.

نادر عيسى




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

المزيد من الفيديوهات