مواضيع اليوم

ماذا قال نتنياهو لأوباما ؟؟؟ ....

طارق عويدان

2009-05-25 19:09:44

0

 

ماذا قال نتنياهو لأوباما ؟؟؟....

بقلم ... يوسف بحصاص

بعد أن تصافحا وتبادلا الصور التذكارية في البيت الأبيض , أخذ الرئيس الأمريكي ضيفه ( الكبير ) رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى حديقة البيت الأبيض ليتحدثا في كافة الأمور المتعلقة بالمساعدات الأمريكية لإسرائيل وقضايا المنطقة الكثيرة , من موضوع السلام مروراً بموضوع الإرهاب ( المقاومة ) وصولاً إلى الموضوع النووي الإيراني .

وخلال احتساء الشاي من الفناجين البيضاء الأنيقة بدأ الحوار

أوباما : أرجو أن يكون وصولك إلى رأس القرار في إسرائيل بداية الحل لمشكلة الشرق الأوسط التي استعصت على الحل عبر عقود ست ماضية .

نتنياهو : وأنا آمل ذلك سيادة الرئيس , وسأعمل ما بوسعي لتحقيق السلام في المنطقة .

أوباما : ولكن ألا ترى أن التصريحات التي بدأت بها ولايتك والسيد وزير خارجيتك ليبرمان , لا تشجع على تحقيق هذا السلام , بل أكثر من ذلك أثارت تلك التصريحات مخاوف دول المنطقة

نتنياهو : سيادة الرئيس إن تلك التصريحات هي الأساس لأي عملية سلام في المنطقة , وقد بنيت على وقائع واستقراء لماضي يمتد لأعوام ستين ماضية , رأيت من خلالها ما يمكن لدولتنا أن تصل إليه مع شركائها المقبلين من العرب .

أوباما : عن أية رؤية تتحدث , فالماضي لم يعد له علاقة بما نحن فيه الآن , فهناك خارطة طريق والتزامات على عاتق كافة الأطراف في المنطقة , ولا بد من تنفيذ تلك الالتزامات وأولها التزام حكومتكم بحل الدولتين.

نتنياهو : حل الدولتان له عدة رؤى , ويمكن أن نصيغه كما تم صياغة قرارات الأمم المتحدة من قبلنا , والتي قبل بها العرب جميعها قانعين أو مضطرين , ويمكن بعدها تغيير ما جاء في خارطة الطريق وما تم إقراره في أنابوليس , كما تم تغيير الكثير من المقررات .

أوباما : ولكن هناك تعهدات مقطوعة للجانب العربي عامة والفلسطينيين خاصة بإقامة دولة فلسطينية بجانب دولتكم اليهودية , ولم يعد في الإمكان تسويف الحلول وخاصة أن العرب بدؤوا يتململون من طرح مبادرتهم حول عملية السلام.

نتنياهو : ( مبتسما ) يتململون ؟ هذه كلمة جديدة اسمعها لأول مرة ... يا سيدي الرئيس العرب لا يتململون بل يتنازلون فهذه الكلمة الصحيحة والمناسبة.

سيادة الرئيس منذ ستون عاماً ونحن نمارس مع العرب لعبتنا الوحيدة , التي لم يدركوها حتى الآن , ولا أعتقد أنهم سيدركونها مستقبلاً .... سيادة الرئيس يحكى أن يهودياً كان يعيش في غرفة صغيرة مع زوجته ووالدته وثلاثة أطفال , وقد ضاقت حاله بهذا العيش فذهب إلى الحاخام يلتمس منه حلاً لحالته الصعبة . فاقترح عليه الحاخام بأن يربي في نفس الغرفة خنزيراً , يُذهب كربهم ويلهو معه الأطفال . وبالفعل عمل اليهودي بنصيحة الحاخام, ولكنه بعد ثلاثة أيام عاد إليه يطلب حلاً لمشكلته المتفاقمة التي سببها الخنزير من الروائح والأوساخ والأذى . فاقترح عليه الحاخام أن يطرد الخنزير من الغرفة , ففرح اليهودي , وتخلص من الخنزير . وبعد يومين مر الحاخام ببيت اليهودي وسأله عن حاله فقال له " شكرا لك إننا في أحسن حال , لقد ارتاح البال " ...

لقد عملنا طوال ستين عاماً على وضع الخنزير وسحبه , و في كل مرة نحصل على شيء , لأن العرب كانوا في كل مرة يدركون أنهم أحرزوا انتصارا بعد سحب الخنزير .

أوباما : ولكن هذه المرة أعتقد أن العرب مصممين على تطبيق خارطة الطريق ومقررات أنابوليس , وخاصة بعد المخالفات التي ارتكبت من قبل جيشكم في غزة , التي سببت لنا ولحلفائنا في المنطقة الكثير من الإحراج .

نتنياهو : سيادة الرئيس العرب لا يصممون أبداً , فبالنسبة إليهم التاريخ شيء لم يحدث , والمؤرخ رجل لم يكن هناك , لأنهم لا يقرؤون التاريخ القريب ولا يعتبرون به , هم أبناء لحظتهم الحالية , ولكثرة ما يعيشون في الماضي فهم لا يرون الحاضر أبداً.

تحدثني عن المخالفات التي ارتكبت في غزة , ولكني سأسألك ماذا عن المخالفات التي اعتقد العرب أنها ارتكبت في ديرياسين , وكفر قاسم , وبحر البقر , وصبرا وشاتيلا , وقانا المزدوجة ..... ؟ ألا ترى سيادة الرئيس أنها صارت في غياهب النسيان ؟ لقد حبى الله العرب بنعمة النسيان , فهم ينسون بسرعة , وكنت أتمنى لو منٌ الله بها علينا فننسى المحرقة النازية بحقنا , ولا نبيع ونشتري بها.

سيادة الرئيس تتحدث عن إحراج حلفاءكم , وها أنت تقولها – حلفاءكم – وهل تعتقد أن الحليف يحرج لعمل يعتبره من مصلحته القومية العليا.

سيادة الرئيس لقد تبدلت المواقف والمصالح والآراء في المنطقة , وما كنا نظنه ضرب من ضروب الجنون قبل أعوام أصبح الآن حقيقة . من يصدق أن مصر الدولة التي احتضنت العروبة والمقاومة وناضلت لأجل العرب , أصبحت الآن حليفا استراتيجيا لنا , وأصبحت تعتقل من يؤيد المقاومة , كما يعتقل الأوروبيون أولئك المشككين بالمحرقة , وتفضل أن ترمي المعونات المقدمة إلى غزة في البحر على أن تقدمها لهؤلاء الذين يدعون الجوع والمرض . ويتوعد رئيسها العرب بغضبها وشعبها , في الوقت الذي لم يحرك ساكناً إبان حربنا على الإرهابيين الغزاويين

سيادة الرئيس في زيارتي الأخيرة إلى القاهرة , كانت دعوة الرئيس مبارك لي بالموافقة على قيام دولة فلسطينية مزعومة من قبيل رفع العتب ليس إلا , ولكن جوهر الزيارة كان الاتفاق على إقامة سياج عازل مع الحدود المصرية من جانبنا, وتقوم مصر بتطبيق خطة من أربعة مراحل لتدمير ما تبقى من الأنفاق التي يستعملها إرهابيو حماس من جانبها, لتشديد الحصار عليهم .

أوباما : هل تعتقد أن بمقدوركم الالتفاف على الرباعية , وإقناعها برؤيتكم للحل في المنطقة حسب الخطة التي تطرحونها في وسائل إعلامكم وتروجون لها؟ .

نتنياهو : سيادة الرئيس وهل تشك أن الرباعية لا تدرك رغبات إسرائيل ؟ إن الرباعية لا تقف حائلاً بوجه تنفيذ مشاريعنا ومخططاتنا , وهي تدرك – الرباعية – أن كل مخططاتنا يلزمها الوقت لكي تتحقق على أرض الواقع . لقد تخلصنا من عرفات لأنه لم يبد مرونة في المفاوضات مع باراك , فبينما كان يصر على ( حق عودة ) اللاجئين في كل خطاباته ودعواته , نرى عباس اليوم يطالب ( بحل عادل ) لقضية اللاجئين , وقد لزم الانتقال إلى هذا التنازل وقتاً ليس بقصير , ولكي نحصل على تنازل بشأن قضية القدس , وقضية استبدال الدولة الفلسطينية بالحكم الذاتي للفلسطينيين , يلزم عقداً من الزمن إن لم يكن أكثر , ولقد حققنا تقدما في موضوع مستوطنات الضفة الغربية الرئيسية , بحيث تُضم إلى أراضي دولتنا , وهذا لم يكن مقبولاً في الماضي بأي حال من قبل السلطة الفلسطينية .

سيادة الرئيس كنا يوما تحت المقاطعة العربية , وهانحن اليوم خارجها . كنا يوما خارج التطبيع , وها نحن اليوم لنا موطئ قدم في معظم البلاد العربية . كان هناك لجنة القدس برئاسة ملك عربي , وها نحن بدون تلك اللجنة. كنا محاصرين من قبل الدول العربية , فأصبحنا نحاصر بقايا الإرهاب شمال وجنوب حدودنا , بالتعاون مع من كان يحاصرنا يوماً . كنا بنظر العرب عدوهم الأول والوحيد , فأصبحنا حليفا استراتيجياً لهم .

سيادة الرئيس . إن حل الدولتين المرفوض من قبل حكومتي سيتبدل بحل دولتنا وحكم ذاتي للفلسطينيين , وما يرفضه العرب الآن سيقبلونه بعد سنوات قليلة كما رفضوا يوما قرار التقسيم وقبلوا بأدنى منه بعد حين , وخلاف الفلسطينيين سيفيدنا كثيرا في كسب الوقت .

أوباما : ولكن للمضي قدماً في أي نوع من أنواع المفاوضات مع الفلسطينيين , لابد من وقف الاستيطان في الضفة الغربية كحسن نية , ولنعط عباس حافزاً ولو شكلياً.

نتنياهو : سيادة الرئيس في عهد جورج بوش الأب , نشأ سوء تفاهم صغير بين إدارتكم والحكومة الإسرائيلية السابقة بشأن المستوطنات , وأوقف وقتها الرئيس بوش ضمانات قروض بقيمة عشرة مليارات دولار , وأوقفنا حينها بناء الجديد من المستوطنات , ولكننا في الواقع لم نفعل ذلك بل بدلنا الكلمة من بناء مستوطنات , إلى توسع المستوطنات , ومنذ اتفاقية اوسلو حتى الآن ( توسعنا ) أكثر مما لو قررنا بناء مستوطنات جديدة , وللأسف يهود الايباك استهجنوا تصرف بوش الأب فلم ينجح في الانتخابات الثانية , وكذلك اسقطوا منافس كلينتون روبرت دول في الانتخابات الثانية , فقط لأنه كان صاحب فكرة إيقاف ضمانات القروض . ومن الحكمة الآن أن تعلن الإدارة – كالعادة – موقفها العلني من المستوطنات وحل الدولتين , ولكن دون أن تتدخل في القرار الإسرائيلي على الأرض .

أوباما : وصلت الفكرة . إذن تريدنا أن نستمر في سياستنا القديمة , التي تعارض في الظاهر نهجكم في المنطقة , ولكنها في المضمون تؤيد وتدعم ما تقومون به .

نتنياهو : تماماً سيادة الرئيس . نعلن عن استعدادنا للتفاوض مجدداً , ونضع الخنزير مراراً وتكراراً ونسحبه , وفي كل مرة نأخذ ما نستطيع أخذه , وسيكافؤنا العرب على ذلك بتصعيد العداء لإيران , ونشكل حلفاً ضد أطماعها في المنطقة , ويعدل العرب ما يسمونه مبادرتهم , فيطلبون دولة بحكم ذاتي بدون سلاح , وبدون أية مقومات للدولة , إلى أن تأتي حكومة ( معتدلة ) جديدة تبدأ مفاوضات جديدة , تحصل على تنازلات جديدة ...

 

أوباما : ما رأيك سيد نتنياهو بمتابعة الحديث بعد العشاء ....

 

 

ملاحظة : هذا الحديث لم يجر , والراوي لم يكن هناك . ولكنه – الحديث السفر – التي تعمل بموجبه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ حكومة بن غوريون حتى الآن , والإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ إدارة ترومان حتى الآن .

 

المصدر :

http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=95574






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !