مواضيع اليوم

ماذا عن الجدار في فلسطين؟

احمد خليفة

2010-04-20 17:51:21

0

 

ماذا عن الجدار في فلسطين؟


GMT 2:50:00 2009 الخميس 12 نوفمبر


الشرق الاوسط اللندنية


رانيا العبد الله

سقوط جدار برلين: شهادة على قوة الثورة السلمية. بحر من العواطف والشعور بالنصر فاض، وغرق العالم بدموع الفرح، حتى أنا.. طالبة في الثانوية في الكويت شاهدت سقوطه على التلفاز فتأججت في داخلي مشاعر إنسانية لجمع شمل الأحباء؛ أصدقاء وإخوانا وعوائل فصل بينها جدار.

حلو مذاق انتصار المشاعر الإنسانية أو بالأحرى انتصار الإنسانية؛ مرّرت مذاقه في حلقي وحلق كل عربي غيرة على إنسانية لم تسقط لأجلها الجدران. بل لا يزال الجدار يعلو مع علو كل صرخة ساخطة عليه.
ذكرى سنوية يحتفل بها العالم.. ذكرى سقوط جدار برلين. لكن ماذا عن الجدار في فلسطين؟!
الحكومة الإسرائيلية تدعي أنه شيد ويشيد لحفظ أمن إسرائيل ولفصلها عن فلسطين. وبينما هو «يحمي» مستوطنات غير شرعية، توغلت أناكوندا الكونكريت عميقا في فلسطين، فاصلة بين الجار وجاره، والفلسطيني وأخيه، والفلاح وحقله، والطفل ومدرسته، والشابة وجامعتها، والكهل وابنه وحفيده. أناكوندا التفت على حياتهم فخنقتهم.
حتى باعتراف منظمة «بيتسليم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، يعزل الجدار نصف مليون فلسطيني عن باقي الضفة الغربية. مجتمعات تتمزق كلما ازداد عصر أفعى الكونكريت. ماذا نقول لهم؟ كل عام وذكرى سقوط جدار برلين بخير في ذاكرتنا!
ها هو الجدار في فلسطين اليوم..
خمسة أعوام مضت على إصدار محكمة العدل الدولية حكمها القاضي بوقف إسرائيل تشييد الجدار وتفكيك ما شيد وتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي تسبب بها. أربعمائة كيلومتر من الفصل، ازداد طوله الضعف منذ وقت صدور الحكم! لا مبالية بحكم العدل الدولي تعلن إسرائيل أن ثلثيه شيدا والثلث الأخير مشروع جار تنفيذه.
انقسام عميق.. والجدار ما هو إلا أحد تصدعاته الجانبية. رمز للحقد والكره وانعدام الثقة. صدع لا يصلَح وظلم لا يمكن تبريره.
وحتى تسقط جدران الفصل وتزال الحواجز والأسلاك الشائكة لن يلتئم شمل الإنسانية.
اليوم يحتفل العالم بالذكرى العشرين على سقوط جدار برلين؛ والعام القادم سيحتفل بالذكرى السادسة عشرة لسقوط نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. جميعا نحتفل لأن هذين الحدثين علمانا أنه عندما تسقط الحواجز سواء العرقية أو القانونية أو التي نشيدها في قلوبنا تصبح الأرض مستوية وقابلة لزراعة بذور السلام. في الشرق الأوسط.. نتوق إلى يوم نحتفل فيه بذكرى سقوط جدار الفصل. وما من طريقة أفضل لإحياء ذكرى هذه المناسبات من جعل مأساة، ذكرى..
ملكة الأردن
نشر في صحيفة «هفنغتون بوست» الأميركية
 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !