الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سبق لي نشر مقالين تناولت في أولهما مجريات التشريعيات الجزائرية وتأثيراتها على الساحة المحلية على الأقل، وتناولت في ثانيهما أهم مظاهر وأسباب انحسار نتائج الإسلاميين في هذه الانتخابات مع اقتراح أهم حلول العلاج، غير موصد الباب في وجه اقتراحات أخرى قد يجل نفعها أكثر من مقترحاتي، ولكن لأن سيل مجرى الحياة قديجر معه ما علق بجوانبها، وقد يستعصي عليه ثوابتها، وقد يفيض على الضفاف بسبب هدير وجد مضايق فيهلك الزرع والنخل، وقد يهدأ بعده فيضيع على ضفاف مستقبلة قطرات الري فيجف الأخضر ليصبح يابسا ينحسر عنه النفع، مثله مثل الوادي الذي ينتفع بعذوبة مائه، وإلا استسقينا بملوحة البحر فينكمش الأخضر واليابس، فإذا فرط القائم عليه أوحتم عليه هلك الناس باضطرارهم إلى المالح الذي لا كسب يبتغى منه.
هذا حال حركة الإسلاميين التي فاءت غايتها هذه في أيامها هذه قدرا أوإرادة ، وهي التي آلت على نفسها العمل على إعادة السعادة إلى الشعوب المقهورة بالاحتلال ثم بالتشريع العلماني الغربي، باحتلال أراضيها وسلب خيراتها من قبل مدمرين، ثم بانتهاز استقلالها من قبل خارمي الوطنية.
عاهدت نفسها على تحرير الشعوب من كل ذلك، قبل الاستقلال بجهاد الأعداء، فقدمت شهداءها قرابين الحرية، ثم تحملت الأمانة عربون حب للأوطان، فأنشأت الجمعيات التي فرجت بها على الجم الغفير من الناس في شتى الحالات، واستقطبت الفاسدين ورواد الملاهي الليلية ومدمني المخدرات والخمور إلى المساجد فأصلحت أحوالهم بالتوبة وربطت علاقتهم بالله، وأصلحت ذات البين بين الأفراد والعائلات والأزواج، ونشرت المعارض وعرفت بالإسلام، ونظمت الرحلات والمخيمات، فأشغلت الشباب وربتهم على الخير والأخلاق، حتى عمت الفضيلة وغيضت الرذيلة إلى أضيق حالاتها.
خيرها لا ينكره مراقب، ومن الإنكار في حدود تقديري تواصل محاربتها بكل السبل والأساليب والوسائل المتاحة، ومنها مضايقتها في مختلف الاستحقاقات الانتخابية.
هذه الاستحقاقات التي ما لبث يتقهقر حيالها الإسلاميون بالتدرج، يخيل للملاحظ تدبير أمر بليل، إلى أن بلغت مستوياتها التي لا تسمح لها بالأغلبية المانحة حق تشكيل الحكومات ولو بالتحالفات باستثناء مجريات الأمور في المغرب وتركيا وغيرهما القليل.
هذا والشعوب غافلة عما فاتها جراء ذلك، والأعجب أنها دوما تندب حظها إذا أدركت واقعيا تدني مستويات المعيشة، والتضييق على الحريات، وانتشار مجالات الفقر، وضعف المستوى الدراسي التعليمي، وخطورة الأوضاع الصحية، وانخفاض معدلات العدل والمساواة، وتدهور قيمة العملات، وانهيارات في احتياطات الصرف الداخلي والخارجي، واختلال الميزانيات التجارية بين الصادرات والواردات، وشح الموارد الداخلية ومنها المورد الفلاحي بالأخص، وتخالف استغلال المكنونات الباطنية ومنها البترول الثروة الثمينة للأمة الإسلامية،،، وغيرها من ألوان الشطط التي تعاني منها الأمة.
فما الذي يمكن أن تكون قد خسرته الشعوب بعجز الإسلاميين عن الوصول إلى الحكم؟
1 / خسرت الصدق والإخلاص: لا ينكر أحد أن تأسيس الجماعات الإسلامية ــ ليس المقصود الجماعات التي تعتقد في حل القتال ــ قام على أسس روحية متينة شديدة الصلابة ومنها على الخصوص الصدق والإخلاص لله تعالى في التعامل مع كل نواحي الحياة، بل وعبادة الله بكل عمل مشروع ، وهي الأدبيات العقدية الأساسية لها، فهذه القاعدة الراسخة في قلوبهم لبنة بناء ثابتة فقدتها الشعوب في غيرهم، وبالتالي في طريقة حكمهم.
2 / خسرت الأمانة: قال الله تعالى على لسان إحدى ابنتي الرجل الصالح من أهل مدين{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)} سورة القصص.
إن مما دام غراسه في أفئدة هؤلاء الناس مسألة الأمانة من أبسط القضايا إلى أعقدها، ولذلك مما وجدنا فيما ارتاضوا عليه الاستئمان حتى في المبالغ المالية الحقيرة التي لا يلقي غيرهم لها بالا، ومنها مسألة الأمانة في الحكم، حتى رأينا التنافس الشديد على المسؤوليات والمناصب عند غيرهم والنأي عنها بينهم، حتى صعب في كثير من المناسبات اختيار مترشحين للمناصب لتعفف أفرادهم عنها، ومنها تمثلهم دوما حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري "إِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَخِزْيٌ، وَنَدَامَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا " رواه الإمام أحمد
لا أظن أن هذا المعنى ستجده الشعوب في ظل غيرهم.
3 / خسرت الكفاءة: أعلم من مخالطاتي الدائمة للإسلاميين عدم رضاهم عمن يقدم غير الكفء لأي منصب أومهمة، حتى تداول الأفراد فيهم حديث {عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»} رواه البخاري وغيره.
إن الكفاءة في نظرهم أمر يقوم عليه الصواب في كل مهمة، فكم من مجال لم يحسم إسناده عندهم إلا لمن يكافئه فقط.
4 / خسرت العفاف: كم من مناصب، وكم من مهام أدوها دون تقاضي مليم أوسنتيم عليها اكتفاء بما أولاهم الله من رزق، وتحرزا عن أكل مالايحل ولو تجنبا للشبهة.
5 / خسرت الثقة: إن كثيرا من عناصر تنظيمات الإسلاميين تتميز بعنصر الثقة، كثير منهم إذا وعد وفى، وإذا أخبر صدق، وإذا ائتمن صان، كل ذلك حملا لأدبية : "في سبيل الله"
6 / خسرت الوطنية: كل التضحيات التي قدمها الإسلاميون عبر التاريخ منذ تأسيس أول جماعة أخذت على عاتقها التمكين للشرع واستعادة الخلافة الضائعة كانت مليئة بالروح الوطنية وحبا في الأوطان، حتى بعد انقساماتها دوليا، كل فصيل في بلد يعشق وطنه، رغم تشكيك غيرهم في وطنيتهم بما رأوه منهم من معارضتهم سياسات السلط المسيرة لبلدانهم، محاولة منها إيهام الشعوب أن المعارض لها غاش لوطنه، رابطة الانحياز إلى السلطة بحب الوطن، فإذا ابتلي الوطن بالشدائد تقدم الإسلاميون لشد أزره دون المتشدقين بها من غيرهم بحكم التسلط.
7 / خسرت العدل والمساواة: العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه ولو دون مساواة، أما المساواة فهي إعطاء الحقوق المتساوية لأصحابها متماثلة، فكل مساواة عدل، وليس كل عدل مساواة، فبينهما خصوص وعموم مطلق كما يقول علماء الأصول.
إن هذه القيمة أصيلة في أدبياتهم الفكرية ، وعليها يناضلون، ولذلك يبدأ العدل والمساواة فعليا ميدانيا بداية بأولادهم إلى أقاربهم إلى جيرانهم إلى من يكفلونه من فقراء أومستخدمي العمل، قد يتضايق بعض الناس من مسؤول إسلامي لحرصه على العمل وانضباطه وصرامته فيه، لكن لا يخشون حيفه، لتمسكه بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات.
8 / خسرت الشورى: إن الشورى قيمة ثابتة في أدبياتهم ووثائقهم وواقعهم، مستلهمة من قوله تعالى{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)} سورة الشورى
ولذلك قلما تقع بينهم النزاعات في التسيير ولو كان بسيطا بسبب تحمل الكل للتبعات جراء الشورى.
9 / خسرت الحرية: إن الحرية في فكر الإسلاميين من مقومات الحكم العادل الموفق، إذ يرون في انعدامها صورا للتجبر وهو المنافي للقيم العقدية التي يبنون عليها التنظيمات المختلفة، يعتقدون أن من تمام الحكم المسدد منح الناس حرياتهم الفردية والجماعية، في الرد على المخالف، في الإعلام والصحافة، في التسيير، في المساجد، في كثير من دواليب الحياة.
10 / خسرت استقلالية القرار: إن القرار السياسي الآن للبلدان الإسلامية عموما مرهون في كثير من جوانبه بيد القوى الكبرى المسيطرة على الصناعة والتكنولوجيا العالمية، ومع ذلك يمكن للقرار الاستقلال إذا لم يتورط حاكم الدولة بما يكبل تسييره لبلده، والعناصر السابقة المتوفرة في غالبية الإسلاميين تمنح للدولة استقلالية القرار في كل جوانب الحكم.
11 / خسرت المواطنة: إن حق المواطنة عندهم مستمد من وثيقة المدينة التي أملاها النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إليها، وهي لون من ألوان الدساتير بالمصطلح المعاصر.
إن تلك الوثيقة أسست لحق المواطنة لكل من يقطن البلد، خاصة إذا ولد فيه بغض النظر عن دينه أولونه أوجنسه.
ومن مواثيق المواطنة عندهم وثيقة خطبة حجة الوداع {عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ...........} رواه الإمام أحمد
فلا منع للجنسية عن أحد ولو بسبب مخالفته الدين.
هذا التقديس لوثيقة حجة الوداع يضمن الأمان في العيش لكل قاطن البلد.
خسرت الشعوب هذه القيمة فاندلعت النزاعات العرقية في بلداننا حين أحست طوائف من الشعوب الرغبة عنها، فتطاولت فئات منها بطلب الاستقلال الذاتي والانفصال.
إلا أن ذلك لن يكون مع حكم الإسلاميين رجوعا إلى وثيقة المدينة المنورة، ورجوعا إلى قيمة العدل بين كل ساكني البلد، فتتحقق الوحدة الوطنية حتما.
12 / خسرت الابتكار: لأن العلم قدسه الله تعالى في أول تنزيل.
أفراد الحركة الإسلامية متمسكون بالعلم إلى آخر رمق من نفس أحدهم، والنصوص من القرآ والسنة التي تعتبر أهم مصادر مواثيقهم عامرة بالحرص على العلم والدعوة إليه ورفع شأن صاحبه وازدراء تاركه، وهو ما يقود إلى البحث والابتكار.
إنه حين كانت الكنيسة في العصور الوسطى تحرم العلم والاختراع خشية زوال ملكها وقبضتها على تابعيها كان العلم والكشف والابتكار سيد الأيام عند المسلمين، لذا يمكننا القول إن انحسار الإسلاميين في الانتخابات ضيع على الشعوب فرصا لا تعوض، إلا بعودتهم للبحث وابتكار كل ما يعين على حياة مستقلة في غير حاجة إلى غيرهم.
13 / خسرت القواعد الأخلاقية: إن كثيرا من الدول المعاصرة لا تراعي جانب الأخلاق في الحكم والتسيير لأن القاعدة لديها هي المصالح التي تدور معها القيم وجودا وعدما، فالأخلاق مع هوى المصالح، أما عند الإسلاميين فعكس ذلك، في تربيتهم وتكوينهم ونشاطاتهم المختلفة، نجد التركيز على المبادىء الأخلاقية، وتوظيف المصالح للأخلاق، المصالح تتبع استقامة الأخلاق وجودا وعدما، ونصوص القرآن حاثة على ذلك، بما في ذلك الحرب مع العدو، قال تعالى{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)} سورة الأنفال
{إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)} سورة التوبة
{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) } سورة التوبة.
كما منع الاعتداء أثناء القتال {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)} سورة البقرة
فإن القواعد الأخلاقية من الثوابت في كل مجال، لذا تأسست الحركة الإسلامية نضالا لتثبيتها في المجتمع.
14 / خسرت القوة الاقتصادية{ترك الربا وتشجيع الاستثمار}: لقد كبلتنا النظم الغربية والعلمانية التابعة لها بالربا وكل أنواع الفساد المالي والاقتصادي، فكانت دعوة الإسلاميين دوما إلى تشجيع الاستثمار باقتسام فوائد الأرباح عوض اقتسام فوائد رؤوس الأموال الربوية.
لقد خسرت الشعوب المسلمة موردا اقتصاديا كبيرا بعدم انتخابها عليهم، الذين كانوا في رأيي سيخلصونها من قبضة الربا والمشاريع الفاسدة الأخرى.
15 / خسرت الاستقلال الاقتصادي: إن الاقتصاد عند الإسلاميين يعني الحرية في التنظيم والنفيذ، لا إملاء من الغرب أوالشرق، إلا ما كان من قبيل المشورة للاستفادة من الخبرات والعلوم الخادمة لمقاصد الشرع ومصالح المسلمين، خاصة وأن أراضي العالم الإسلامي تعج بالتربة الفلاحية الخصبة والبترول وكثير من المعادن على رأسها الذهب، ولينظر الملاحظ الآن إلى اقتصادياتنا المرهونة، فوضى في الفلاحة، شح في التنظيم، الأراضي السهبية يغزوها الإسمنت المسلح للبناء عوض الزراعة، البترول مرهون بمزايدات الغرب والشرق ، تتحكم في أسعاره ثم في تكريره مصالح غير المسلمين.
16 / خسرت الاكتفاء الذاتي: وهذه هي النتيجة، الاكتفاء الذاتي، لن تحتاج الشعوب في ظل حكم الإسلاميين إلى الشحذ على موائد غيرهم، لأن المرجع في ذلك هو كل ماسبق من الصدق والأمانة والكفاءة والثقة والأخلاق والوطنية والعدل والتمسك بالحرية واستقلالية القرار والتنظيم والتنفيذ وغيرها من الأصول والثوابت المستمدة من النصوص والمواثيق الروحية للحركة الإسلامية.
نستطيع القول أخيرا إن الشعوب ضاعت عليها فرصة النجاة بنفسها من التبعية الخارجية والتنمية المتدرجة والرفاه الاقتصادي والحرية والأمن والاستقرار بعدم اختيارها أوبعضها أوانحسار الإسلاميين في مختلف المناسبات الانتخابية.
أعلم أن قارئا قد ينبهنا إلى ثغرات في هذا المقال، فنعلن موافقتنا له في كثير من الجوانب ومنها:
1 / أن هذا لا ينطبق على كل الإسلاميين، لأن فيهم نقصان التزام بما سبق، ولو على المستوى الفردي.
2 / ليست كل التجارب ناجحة تماما، بما في ذلك التجربة التركية والسودانية والمغربية والماليزية وغيرها لأنها تحتاج إلى عنصر الثبات والاستقرار على المناهج المقررة عندها.
3 / أن الإسلاميين لهم يد فيما ضيعته الشعوب بانقساماتهم وحرص بعضهم على الزعامة والرياسة وغيرها من المفاسد التي يمقتها الإسلام.
4 / أن الإسلاميين ليسوا هم الإسلام، فالتدين ليس هو الدين كما أراده الله تعالى.
5 / أن العوامل الخارجية لها تأثيرها في وصولهم من عدمه كما حدث لتركيا في أوقات مضت حين وصل نجم الدين أربكان ثم انقلبوا عليه وقبله علي مندريس الذي أعدم لأنه خدم الشعب التركي بالإسلام ،ومصر التي انقلبت فيها الدولة العميقة على الدكتور محمد مرسي بعد انتخابات لم تشهدها من قبل بفعل أمريكي غربي عربي.
6 / أن الإسلاميين ينقصهم الكثير من التكوين في مختلف الجوانب ومنها الاقتصاد على الخصوص وكيفية تنظيم وتنفيذ مصطلح الاقتصاد الإسلامي، والسياسة والعلاقات الدولية.
7 / أن معوقات وتحديات الوصول إلى حكم إسلامي راشد هو التفكك الفكري الرهيب، فهذه جماعات على قناعة القتال كحل لأزمة التشريع والحكم به، وهي على انقسام ، فمنها المنطلق ذاتيا، ومنها المستخدم، وهذه جماعات على قناعة فكرية بعدم جدوى التنظيم الحركي والاكتفاء بمجرد الدعوة وترك الحكام الحاليين إلى أن يهديهم الله لتنفيذ الشرع، وهذه جماعات مشتغلة بمجرد الوعظ فقط ولا يهمها التحزب والتسيس، وغيرها كثير.
لكن حتى وضع حكومات اليوم ليس أحسن حالا مما ذكرنا، فالشعوب سئمت الوعود بالخروج من الأوضاع المزرية كل مناسبة حتى مناسبات الانقلابات، وبقيت تناور على حساب مصالح الأمة إرضاء لغير شعوبها ومراعاة لاعتبارات جلها تبعية خارجية، فهل تندم الشعوب يوما على تهميش الإسلاميين أم تراعي مزيدا من الصبر على لأواء غيرهم؟
التعليقات (0)