ماذا جرى لمنتخب الكِنـَانـَة ؟؟
لا أحب إطلاق لقب "منتخب الفراعنة" على منتخب كرة القدم المصري ........ فقد أغرق الله آل فرعون في اليم لكفرهم واجتث بذلك شأفتهم ... وفرعون وآله من يومذاك يعرضون على النار غدوا وعشيا ويوم القيامة يدخل آل فرعون أشد العذاب ..... فلماذا يجني البعض على أهل مصر المؤمنين الطاهرين ويلصق بهم لقب فرعون وآله وقد قال الله تعالى في حكم تنزيله : "وقد أضل فرعون قومه وما هدى" ؟؟ .... إن أبناء مصر اليوم هم أهل إسلام وعروبة ونخوة وقد أسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرض الكنانة ..... ووصفها بانها "كنانة الله في أرضه".. فلماذا نستبدل الخبيث بالطيب ونلهث نحو الفراعنة في حين أن أهل مصر أخوال العرب المستعربة وأولى الناس بالعروبة ودين الإسلام ولغة القرآن وعقيدة لا إله إلا الله ؟
على اية حال فقد بلغ بنا الألم بالأمس منتهاه ونحن نشهد انقلاب مستوى منتخب كرة القدم المصري راسا على عقب أمام منتخب "ماما امريكا" وهزيمته بثلاثية ما كان لها أن تلج شباكه بعد أن قدم ابناء الكنانة عروضا قوية في مواجهة ملوك كرة القدم العالمية بلا منازع البرازيل و إيطاليا على حد سواء.
وعلى ضوء ما قدمه منتخب ابناء الكنانة من عروض سابقة في هذه البطولة (بطولة القارات) ومن واقع حقيقة ان المنتخب الأمريكي هو منتخب "شذاذ آفاق" و "لحمة راس" عديم الروح واللون والطعم والرائحة لا يجمع بين لاعبيه سوى سيلان اللعاب في مواجهة إغراء الملايين من الدولارات الخضراء .. فقد كنا نظن أن هكذا منتخب على الطريقة الأمريكية لن يكون أمام صناديد الكنانة وفلذاتها أكثر قوة ومنعة من "خط بارليف" الذي جرى اقتحامه في اقل من لمح البصر في اكتوبر 1973 وكأنه قطعة من الجبن الفرنسي الناعم.
واضح أن العقبة الكأداء التي تواجه كافة منتخبات الدول العربية هي تذبذب الأداء وعلى نحو لا يمكن الجزم فيه بتطور المستوى من خلال نتيجة مباراة واحدة ...... وهذه إحدى آفات ممارسة الرياضة كهواية بعيدا عن الاحتراف الحقيقي .... حتى الاحتراف المقنع الذي يمارس الآن في ملاعبنا العربية لم يعد مجديا في عالم كرة القدم .
الحديث عن رعاية شركات تجارية وصناعية واستثمارية وغيرها هو الآخر حديث في الهواء وذلك بسبب ضعف إمكانيات هذه الشركات على ضوء واقع صغر حجم السوق الذي تعمل فيه . وبالتالي لا نستطيع القول بان مثل هكذا رعاية ضئيلة المدخول المالي ستكون كافية للصرف على فريق كرة قدم وتغطية نفقاته بالمقارنة مع ما تدفعه الشركات العالمية ذات المداخيل والأرباح المليارية التي ترعى المنافسات الرياضية والفرق في اوروبا واليابان والولايات المتحدة.
عادة تتدخل الدول في البلدان العربية برعاية منتخباتها القومية من أموال الخزينة العامة .. ولكنها تبقى رعاية وقتية مرتبطة بفترات تشكيل المنتخب وخوضه غمار منافسات ثم تغلق الدفاتر المحاسبية والخزائن بالضبة والمفتاح حالما تنتهي المنافسة التي جرى الإنفاق عليها وينتهي الأمر كأن شيئا لم يكن وإلى حين قرب خوض منافسات تالية بعد فترة قد تقصر أو تطول .....
المشكلة تكمن إذن في غياب رعاية الدولة ودعمها المالي السخي المتواصل للأندية الرياضية التي تشكل في حقيقة الأمر المفرخة الحقيقية لإمداد المنتخب الوطني باللاعبين المجيدين ...
أين يكمن الحل إذن؟؟
من الواضح أن معظم منتخبات الدول العربية الوطنية تتشكل أعمدتها من فريقين رئيسيين أو ثلاثة عادة .... الأهلي والزمالك على سبيل المثال في مصر ..... والهلال والمريخ على سبيل المثال في السودان .... حبذا لو توصلت الأجهزة المعنية في الدول العربية إلى قناعة بوضع خطط للدعم الفني والمالي لأربعة فرق على أقل تقدير يتم تركيز القدر الأعظم من ميزانية الرعاية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها وتحمل أعباء وتكاليف ونفقات تشكيل وتواجد جهاز فني مرموق بها . والاستعانة نظير ذلك بلاعبيها كنواة صلبة لإمداد المنتخب الوطني بلاعبين جيدين مؤهلين بدنيا وذهنيا ونفسيا لخوض غمار منافسات طويلة المدى بمستويات فنية ثابتة تقريبا .... وحبذا لو تسعى الدول لتحويل بعض الأندية الرياضية الكبرى إلى شركات عامة تسهم فيها الدولة بنسبة الثلث غـيـر المعطل في مجالس إدارتها وجمعياتها العامة العادية وغير العادية .. هذا إذا أردنا لكرة القدم في بلادنا العربية ان تتطور وتحافظ على مستوى ثابت او متقارب في الأداء وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية لا ان تكون شبيهة بملح علاج تلبُّك المعدة الطبّي الفَوّار يرتفع فجأة وينخفض باسرع مما يرتفع فجأة ..... وعلى نسق مقولة : "ما طار طائر وارتفع إلا وكما طار وقع"
التعليقات (0)