أنا القاضي فلان........أمامي ألف قضية ...مطلوب أن أحكم فيها في غضون شهر واحد....إذا قرأت القضايا أحتاج إلى شهرين وإذا قلت لا أقضي حتى أقرأ لن ترضى بعملي وزارة العدل....فقررت أن أجمل القضايا في مجموعات ...هذه (أخبط) فيها بصيغة واحدة (شهر حبس مع غرامة مائة جنيه مع تسديد الدين) وهذه سنتين حبس وألف جنيه غرامة...... وهذا يوكل إلى المشكو فيه لأنه رئيسه في العمل والقرار للجهة الإدارية التي يتبعها....(الجهة الإدارية وشأنها)...أنا لست راضيا عن عملي ولكن ماذا أفعل إن تركته؟ ومن الذي يعذرني إن أتقنته على حساب الوقت وطول مدة التقاضي؟ وماذا أفعل في قضية رفعها أحدهم ليحصل على علاج لو تأخر شهرا لمات المريض؟ قولوا لي هل أتقن العمل وأقرأ القضايا جيدا أم أعجل الأحكام حتى أنتهي من القضايا المعروضة على؟....أنا في حيرة من أمري ولم أقرر بعد ماذا أفعل؟ قولوا لي هل تقضون بين أبنائكم في مشاكلهم اليومية بالعدل؟ وهل تسمعونهم جيدا ليكون حكمكم عادلا منصفا؟ هل تجدون الوقت لسماع حججهم والاقتناع بطلباتهم وحاجاتهم؟ هل تضجرون إذا طلبوا حذاء أو قميصا لأن ما يملكون قد أصبح باليا؟ إذا كنتم تقصرون في دراسة مشاكل الأبناء فهل تطلبون مني دراسة قضايا الناس؟....لو كنتم عادلين فيما بينكم كان استراح القاضي واسترحتم أيها الناس ....أنتم مصدر المشاكل وترهقون القاضي وتشغلونه بأتفه القضايا رغم أكوام ملفات القضايا الكبرى التي دمر فيها المتهمون اقتصاد دولة وأفسدوها ....وتغضبون من حكم بسيط بحبس متهم تافه شهرا واحدا؟ لن تهتز الأرض ولن تمطر السماء وترعد لو ظلمنا شخصا في قضية بسيطة..... واعذروني....
التوقيع:
القاضي: مظلوم عادل عبد المنصف
التعليقات (0)