مواضيع اليوم

ماذا تعني البكارة؟ وهل ترميمها ستر للعرض، أم تحايل على الزوج؟

روح البدر

2009-06-21 17:56:56

0

ماذا تعني البكارة؟ وهل ترميمها ستر للعرض، أم تحايل على الزوج؟ (الجزء الأول)
ا

مقدمة
تعتبر البكارة رمزا مهما في حياة الفتاة المغربية، وتعني دليلا للشرف وعدم ممارستها الجنس في أيام عزوبتها، والحفاظ عليها قد ينتج الألفة و التفاهم مع شريك العمر مدى الحياة، وإن فقدتها قد تعيش حياتها كلها نفور وبغض، و البكارة كبيرة في ليلة الداخلة في مجتمعنا المغربي الذي رفقتنا فيه كم هائل من العادات و الطقوس منذ زمن بعيد مضى، والتي لا زالت راسخة في عقولنا وسلوكيات أفراد المجتمع، لكن ترقيع البكارة أو ما يسمى بالموضة الجديدة السائدة بين بنات اليوم لضمان ليلة العمر بدون فضائح، وأيضا لستر الماضي ولو كان فاحشا، إذ من السهل أن يتم ترقيعها في أي لحظة عندما تذهب الفتاة إلى الطبيب وتجري عملية بسيطة لاسترجاع الغشاء بعد فضه كي تتجاوز تلك المعلومة الوحيدة التي حرص عليها المجتمع في أذهان أفراده، أي أن الفتاة التي لا تتوفر على هذا الغشاء بغض النظر عن أخلاقها وسلوكها ما هي إلا عاهرة وساقطة، وقد مارست الجنس قبل الزواج.

ماذا تعني البكارة؟ هل هي شرط أساسي في الزواج؟ وهل فاقدتها فاقدة للشرف؟؟أم الحفاظ عليها دليل على الشرف؟؟ وهل ترميماها ستر للعرض، أم تحايل على الزوج؟؟؟ وما موقف الرجل بصفة خاصة ، والمجتمع بصفة عامة في ذلك؟؟.

أسئلة قليلة التي من كثرتها قد عجز اللسان عن طرحها و القلم عن كتابتها، نبحث لها عن أجوبة تشفي الغليل في وسط المجتمع المغربي، لنفهم أمر الواقع وعواقبه في عصر حداثي والعولمة، في استنطاق المعنيين بالأمر وأيضا ذوي التجربة في الميدان و المختصين قانونيا وشرعا ومهنيا.

رأي ذكوري
البكارة لا تعني أن العروس حفظت على شرفها في أيام عزوبتها، ولا تعني أيضا عدم ممارستها الجنس في حياتها، خاصة وأن سن المراهقة، يكن من أصعب المراحل التي يمر فيها الإنسان، وفاقدة للبكارة ليس أنها فتاة فاسدة وأنها غير صالحة للزواج، هكذا يرى( محمد 42 سنة طبيب) غشاء البكارة ، إذ يقول لا يعني حفاظا للشرف، فسيبقى شرط أساسي في الزواج يضعه العريس بين شروط الخطوبة، لأتها ثقافة تركها الأجداد يجب الحفاظ عليها، مع العلم، أن بعض المناطق المغربية، نموذجا أمازيغ سوس، يرفضون تزويج أبنائهم الغير عذراء، إذ يظنونه مسا بكرامة الأسرة الأمازيغية المغربية، فالبنسبة لترميم البكارة، فالفحص الطبي الذي يثبت العزوبة بإمكانه أن يتبث البكارة المرقعة والبنت البكر، لأن ترقيعها لن يكون إلا قبل الزواج ببضع أيام فقط،حيث لا تستمر كثيرا بعد ترميمها، وهناك نساء متزوجات يقمن بترقيع بكارتهن في بعض المناسبات لتقديمها هدية لزوجها كعيد زواجهما أو عيد ميلاده.

(عادل 25 سنة حلاق) هو الآخر ينظر للبكارة شرط أساسي في الزواج، ويرى أن الشيء الأحلى و الأجمل في الزواج “شهر العسل” الذي يقضيه الزوجان بعد زواجهما، والزواج بامرأة كهاته يعني حرمت نفسك من حقك في قضاء هذا الشهر الذي يحلم به الرجال أكثر من النساء، من جهة أخرى، يرى أن الزواج بفتاة غير بكر ستحس أنك فقدت رجولتك، وليس من الصعب أن تذكرك بأن في الحياة سيدك وقت ما وقع خلاف بسيط بينكما، مع العلم أن المرأة لن يكون لديها أعز الناس في حياتها من الشخص الذي فض بكارتها، لأنه الشخص الوحيد الذي لا ينسى وستبقى ذاكرة لا تمحى رغم مرور الأزمان و القرون، أما بالنسبة لعملية الترميم أنا لا أراها تنفع المرأة في شيء، فقبل أن تكذب على وزجها فإنها كذبت على نفسها أولا.

فيما (عبد الله 24 سنة طالب) لا يرى أي مانع للزواج بفتاة فاقدة لعنوان الشرف دامت إنسانة متفاهمة ومستعدة لبناء حياة جديدة وتنسى الماضي شرط أن تكون لديها سمعة حسنة وبغض النظر عن الطريقة التي فقدت بها البكارة.

أما (حسن 35 سنة عامل) يرى الزواج بفتاة بكر أو غير بكر غير جدير بالنقاش، لأن الله سبحانه و تعالى اختار لنا أزواجنا قبل أن نختار لأنفسنا، فيما ترميم غشاء البكارة يعتبر خدعة تمارسها المرأة على الرجل ليتسنى لها إخفاء ماضيها الغير النظيف، وما دامت البكارة ضمانا ستعاد من جديد، فالعلاقة الزوجية التي ستبدأ بالكذب لن تستمر طويلا، وكما هو معروف لا شيء يصعب على “لمغربيات”، حيث وجدن سبيلا لتبييض سجلهن الجنسي من كل السوابق بإجراء عمليات ترميم غشاء البكارة وهي الظاهرة التي انتشرت بشكل لافت وغريب.

و يرى (خالد 21 سنة مراسل صحفي) مسألة العذرية ليست مهمة عند الكثيرين، فهناك حسب تقارير صحفية عدد من يستعد للزواج بامرأة مطلقة وهناك من يفضل المرأة الثيب على فتاة بكر، فبالنسبة إليه فالبكر والعذرية شيء عادي جدا، لأنها ثقافة و تقاليد وليست من أر كان الزواج، إلا أن ترميم البكارة تعتبر نوعا من تشجيع الفساد وسط مجتمع مغربي له عادته وتقاليده و أعرافه.

وحسب (حميد 41 سنة أستاذ) فالمرأة في مجتمعنا هذا في سجن كبير من المفاهيم الراسخة في عقول الرجال، ولهذا وجدن ملاذا يحفظ أسرارهن أمام أزواجهن وهن يقصدن الطبيب المرقع من أجل تصحيح ما خلفته مرحلة طائشة من مراهقة محظورة أو حب عميق لرجل غير مبال بفض البكارة إذا وقعت المرأة في حبائله الغرامية، وهذا الرجل يعتبر للمرأة “وزير النساء”، فيما يرى (محمد طالب الدراسات الإسلامية) ترميم البكارة شعبتين، لا هذه ولا تلك، والعرض هو الشرف والعفاف، شرط أن يكون في المعاني لا المباني، على حد تعبيره، أما العرض يقول (محمد) شيء معنوي، فليس ترميم البكارة من ستر العرض من هذه الناحية، إنما من ناحية نظرة الآخر وتصوره من جهة أخرى يرى أن ذلك تحايل على الزوج، لأن التحايل يكون بأمور أعظم من ذلك، ولا يرى (محمد) أي مانع للزواج بفتاة فقدت البكارة في الاغتصاب، “فما نفع البكارة في هذه الموضة الجديدة، بالطبع الفتاة في مجتمعنا دائما متهمة وشرفها كالزجاجة، إن كسر لا يلحم، وهذا أمر مرفوض شرعا أن تتهم الأنثى دون الذكر، أنظر إلى حدود الله في الزنا، الذكر والأنثى على حد سواء، ويقول ((لا يجب علينا أن نبحث عن الفتاة العذراء مباشرة ونضعها في قفص الإتهام وننسى ان الأمر قد يكون سببه خلقي او حادثة أو إغتصاب))، لذلك لا يجب ترك هذه الأسباب والاقتصار على الزنا إلا بدليل واضح كالشمس في رابعة النهار”، في ما مسألة العذرية يراها (محمد) جد مهمة لكن بمدلولها الأخلاقي قبل الحسي، ويعتبر البكارة حاجزا يمنع المرأة من تلك العلاقات في حين أن الأمر سواء بين الرجل والمرأة.

أحمد 25 سنة يعتبر غشاء البكارة دليل عفة وشرف العروس ودليل على أنها لم يسبق لها أن مارست الجنس مع رجل أو رجال عديدين خاصة في مجتمعنا هذا، لكن هو المعيار الوحيد لشرف البنت وعفتها، ولا ننسى يضيف (أحمد)، أن البكارة هو شرف العائلة كلها قبل أن يكون شرف الفتاة وحدها، وكل من فقدته فمصيرها معروف، فيما ترميم البكارة يقول أحمد جرم يرتكبه الطبيب ثم المعنية بالأمر يجب على السلطات القضاء عليها.

 


ماذا تعني البكارة؟ وهل ترميمها ستر للعرض، أم تحايل على الزوج؟ (الجزء الثاني)


آراء نسوية
(فاطمة 25 سنة ربة بيت)، لا ترى أي حرج إن فقدت المرأة شرفها، وترى ذلك لا يعني أنها سيئة الخلق وليست مجرمة، و ليتحمل المسؤولية أيضا الفاعل الأساسي الذي هو الرجل، ومن جهة أخرى تقول (عائشة 32 سنة موظفة) كيف ستحتفظ الفتاة على بكارتها وهي أكملت عقدها الثالث وفقدت الثقة في الحياة وترى نفسها قد فاتها قطار الزواج ودستها عجلات العنوسة، وهل ستحافظ عليها في انتطار فارس الأحلام قد يأتي أو لا يأتي، وتضيف (عائشة) أن للمرأة حقها في الجنس كما للرجل، رغم أن الثمن سيكلفها غاليا، “بنادم إدوز حياتو كيما بغاها أما البكارة راها تتشرى”.

إلا أن (ليلى 20سنة تلميذة) وبحكم تجربة مرت فيها أختها، تسأل عن مصير فتاة اغتصبت وعن موقعها في المجتمع، وترى أن البكارة أساس في الزواج، لكن أليس من حق المغتصبة أن تتزوج وبناء الأسرة، أم أن حقها الضياع في مجتمع حداثي لا يرحم، هكذا تركت أسئلتها معلقة في انتظار الجواب عند الرجل.

أما (خديجة 40 سنة أم و ربة بيت) ترى أن الحل الوحيد لدى الفتاة هو زرع بكارة إصطناعية قبل الزواج، وتر أنها الوسيلة الوحيدة للنساء اللواتي أصررن على عيش حياتهن تفاديا لعقاب المجتمع و التقاليد، وترى أن العذرية في زمان قديم كعود ثقاب، ما إن استخدم مرة فلا مجال لإشعاله مجددا، إلا أن العالم العولمة والعصر الحداثي يقول لا، حيث “البريكة” ما تنتهي من الغاز حتى تملأها مجدد “او غير بدرهم واحد أسيدي”.

هذا ما حولنا إستقراءه من خلال شهادة نسائية، حيث صرحت (فاطمة الزهراء 27 سنة متزوجة) أن هذاالنوع من العمليات حرام، وترى أن الفتيات اللواتي يقمن بترقيع بكارتهن اعتقادا أنهن يفعلن الصواب، لكن الواقع ليس ذلك، لأنهن يصلحن خطأ بجرم أكبر منه. “أسماء 20 سنة طالبة) ترى أن هذا النوع من العمليات قد تكون مشروعة ومفيدة في بعض الحالات، لأن لكل فتاة ظروفها الخاصة، ” البنت هي لتستر راسها حيث المجتمع مكيرحمش” رغم أن هذا النوع من العمليات يؤدي إلى مشاكل إجتماعية، أولا: زيادة عدد من الفتيات المنحرفات، إذ يصبح ذلك كالقبلات لا دليل لها و لا اثر، من جهة أخرى أن الشباب سيمتلئ رعبا حين يفكر في الزواج، وبذلك يصبح الزواج فكرة فانية.

غشاء البكارة شيء ضروري لإثبات عفة المرأة وشرفها، وهو الدليل الوحيد على أن الفتاة لم يسبق لها أن سمحت أن يقتحم تلك المنطقة، هكذا تقول (أمينة) وتضيف أن قديما كانت النساء يحافظن على شرفهن و لايسمحن بتدنيسه، إلا أن العصر الحالي غير الموازين، فمعايير التطور والموضة جعلت الفتيات يهملن تقاليدنا الجميلة التي كانت تضمن للفتيات كرامتهن، تحكي (أمينة) عن قصة صديقتها (عائشة) بالديار الأمريكية، بعد مرور سنة على زواجها، كانت (عائشة) حسب ما تحكيه (أمينة)، سعيدة في حياتها رفقة زوجها، إلا أن الأقدار شاءت أن يفترقا بسبب هدية مميزة غير العطور والورود فكرت (عائشة) أن تهديها لزوجها بمناسبة عيد زواجهما، بعد ذهابها عند الطبيب الأخصائي إلى عيادته الخاصة وارتقت غشاء بكارتها وأهدتها لزوجها أجمل هدية، إلا أن الأمر جعل زوجها يتهمها أنها خدعته في ليلة الدخلة، ما أدي إلى خلاف بينهما نتج عنه الطلاق.

سقطة الغرام، ورحلة الألم، في سفر الأحلام
“بنى لي القصور في الرمال، وسافر بي إلى القمر قبل أن يحطم لي كل الأمل”، هكذا علقت (حسناء) على وضعها المر، (حسناء) في منتصف عقدها الثالث، واحدة من الفتيات اللواتي مررن بالتجربة المرة، حكايتها كما قالت، بدأت بالأمل وانتهت بالألم، وهي تعبر عليها بقلب مفتوح، إذ ترى الرجال بعين الكره و الحقد، لأن الرجل سببها في حالتها النفسية التي تعيش عليها، وهي البنت البكر عند أسرتها، البالغة من العمر 26 سنة، بدأت قصتها المرة وهي في الــ 23 من العمر مع شاب يكبرها بثلاث سنوات، الذي تعتبره أبا و أخا وصديقا وتتمناه زوجا قبل أن يكون حبيبا، لكنه خان الصدق والعهد ورمى بها في سلة المهملات وزادها ذاكرة سوداء في سجل الذكريات الأليمة التي ملأت حياتها منذ أن فرق الزمان أبويها وسرق منها قلبها قبل شرفها ليغيب عن الأنظار، لتذكر بمقولة “لا تحب الغرباء فإنهم دائما على رحيل”، لكنها أكدت أنه كما تدين تدان، وكما خدعت ستخدع، “أنا أيضا سـأخدع شابا يوما ما كما خدعت، و الطرقات كلها مفتوحة أمامي والإحتملات كلها ممكنة”.

كيف تتم خداعة الانتقام؟؟؟؟
“أعز الله الأطباء، الذين اختاروا البكارة الإصطناعية، فإن خدعني رجل واحد خدعت أنا عشرة، إن سلب مني عذريتي، أخدعه بالإصطناعية، وذلك سيأتي بعد أن أقضي سنوات العسل بأزواج عدة، وأحرمه من شهره العسل الذي يحلم به منذ ولادته، أما فقدان البكارة كقص الأظافر” هكذا أنهت كلامها، “إيوا حاضي راسك لا تفوز بك حسناء ابن عمي”.

ترميم البكارة في الشريعة: بين مؤيد ومعارض.
“ترقيع البكارة يهدف إلى مساعدة الفتيات المخطئات على التوبة و الزواج، و لا يعد من قبيل الغش والخداع”هكذا أصدرت الفتوى لأحد العلماء بدولة مصر، وتلقت ردودا قوية وضجة إعلامية كبيرة، وكان الرد من طرف رجال الدين أن القيام بهذه العملية يطمس معالم الجريمة و يحاول إخفاءها.

أكد (عبد المنعم إمام مسجد) أن الأمر فيه تدليس على الزواج وخصوصا إذا كانت عملية الإفتضاض قد تمت في ظروف غير شرعية، ويؤكد أن هذا الأمر يعتبر نوعا من تشجيع الفساد وسط مجتمع إسلامي محافظ، وخير دليل قول الرسول “صلى الله عليه وسلم” (من غشنا فليس منا)، إلا أن (الحسين 23 سنة طالب بمدرسة القرآن) يرى ترميم البكارة ستر للعرض وتدخل في قول الرسول(من ستر اخاه المسلم ستره الله)، واعتبر بذلك الطبيب المرقع هو الساتر، إلا أن زميله في المدرسة يرى الطبيب قد شهد زورا لأن ترميم البكارة قصد الزواج وإخفاء الواقع على الزوج يدخل في نطاق شهادة الزور التي هي سبب لزرع الأحقاد و الضغائن في القلوب، لأن فيها ضياع حقوق الزوج و ظلمه و طمس معالم العدل و الإنصاف، ومن شأنها أن تعين الظالم على ظلمه و تعطي الحق لغير مستحقه، و تقوض أركان الأمن، و تعصف بالمجتمع و تدمره.

إلا أن الشيخ (محمد صالح المنجد) وحسب فتواه أصدرها بموقعه الإلكتروني “الإسلام سؤال و جواب” حول حكم إجراء عملية رتق غشاء البكارة، يرى أن المسألة تعتبر من المسائل النازلة في هذا العصر، ولهذا من المناسب ذكر قول العلماء في هذه المسألة وترجيح إحداهما للقول، الأول لا يجوز رتق البكارة مطلقاً ، والقول الثاني، (إذا كان سبب التمزق حادثة أو فعلاً لا يعتبر في الشرع معصية، وليس وطئاً في عقد نكاح يُنظر، فإن غلب على الظن أن الفتاة ستلاقي عنتا وظلما بسبب الأعراف، والتقاليد كان إجراؤه واجباً، وإن لم يغلب ذلك على ظن الطبيب كان إجراؤه مندوباً، ويذهب الحكم الثاني في القول إذا كان سبب التمزق وطئاً في عقد نكاح كما في المطلقة، أو كان بسبب زنى اشتهر بين الناس فإنه يحرم إجراؤه، وإذا كان سبب التمزق زنى لم يشتهر بين الناس كان الطبيب مخيراً بين إجرائه وعدم إجرائه ، وإجراؤه أولى) .

تحديد محل الخلاف
من جانب آخر يقول الشيخ في فتوته (أن رتق غشاء البكارة قد يؤدي إلى اختلاط الأنساب، فقد تحمل المرأة من الجماع السابق، ثم تتزوج بعد رتق غشاء بكارتها، وهذا يؤدي إلى إلحاق ذلك الحمل بالزوج واختلاط الحلال بالحرام، ورتق غشاء البكارة فيه اطّلاع على العورة المغلّظة، وأيضا يُسهّل للفتيات ارتكاب جريمة الزنى لعلمهن بإمكان رتق غشاء البكارة بعد الجماع،لكن يضيف( الشيخ) إذا اجتمعت المصالح والمفاسد فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلن ذلك، وإن تعذر الدرء والتحصيل، فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأن المفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة كما قرر ذلك فقهاء الإسلام، وتطبيقاً لهذه القاعدة فإننا إذا نظرنا إلى رتق غشاء البكارة وما يترتب عليه من مفاسد حكمنا بعدم جواز الرتق لعظيم المفاسد المترتبة عليه، لكن من القواعد الشريعة الإسلامية أن الضرر لا يزال بالضرر، ومن فروع هذه القاعدة : ( لا يجوز للإنسان أن يدفع الغرق عن أرضه بإغراق أرض غيره ) ومثل ذلك لا يجوز للفتاة وأمها أن يزيلا الضرر عنهما برتق الغشاء ويلحقانه بالزوج، لأن مبدأ الرتق غير شرعي لأنه نوع من الغش، والغش محرم شرعاً و يفتح أبواب الكذب للفتيات وأهليهم لإخفاء حقيقة السبب، والكذب أيضا محرم شرعاً، وهنا يفتح الباب للأطباء أن يلجؤوا إلى إجراء عمليات الإجهاض، وإسقاط الأجنّة بحجة السّتر، ورغم ذلك يقول الشيخ (صالح المنجد) إن النصوص الشرعية دالة على مشروعية الستر وندبه، ورتق غشاء البكارة معين على تحقيق ذلك في الأحوال التي حكمنا بجواز فعله فيها، مثلا إذا كانت المرأة بريئة من الفاحشة إذا أجزنا لها فعل جراحة الرتق قفلنا باب سوء الظن فيها ، فيكون في ذلك دفع للظلم عنها، وتحقيقاً لما شهدت النصوص الشرعية باعتباره وقصده من حسن الظن بالمؤمنين والمؤمنات، وبذلك يوجب دفع الضرر عن أهل المرأة، فلو تركت المرأة من غير رتق واطلع الزوج على ذلك لأضرها، وأضر بأهلها، وإذا شاع الأمر بين الناس فإن تلك الأسرة قد يمتنع من الزواج منهم، فلذلك يشرع لهم دفع الضرر لأنهم بريئون من سببه، وقيام الطبيب المسلم بإخفاء تلك القرينة الوهمية في دلالتها على الفاحشة له أثر تربوي عام في المجتمع، وخاصة ما يتعلق بنفسية الفتاة.

إن الستر المطلوب هو الذي شهدت نصوص الشرع باعتبار وسيلته، ورتق غشاء البكارة لم يتحقق فيه ذلك، بل الأصل حرمته لمكان كشف العورة، وفتح باب الفساد.

ماذا يقول القانون والطب المغربي
أما بالنسبة للقانون، أفادت المحامية (ح.ب) أن العميلة لا تعتبر جرما أو مخالفة يعاقب عليها القانون، إذ ليس هناك أي نص قانوني يجرم ذلك، أما بخصوص الجانب الطبي، فقد صرح أحد الأطباء المختصين في أمراض النساء، أن مثل هذه العمليات تجرى كأي جراحة عادية، وتستغرق أقل من 40 دقيقة، وتبلغ تكلفتها ما بين5000 إلى 8000 درهم لكنها لا تدوم طويلا.

العذرية المغربية في المحاكم الفرنسية
أفادت صحيفة يومية مغربية، أن مهندسا مغربي بفرنسا يقاضي زوجته في شهر ماي الماضي إثر اكتشافه أنها ليست بكرا، وأثارت الدعوة القضائية استغراب الرأي المغربي و الفرنسي باعتبار أن الشاب متشبع بالثقافة الغربية ما دام ولد بفرنسا وترعرع بعيدا عن المجتمع المغربي وعن عاداته وتقاليده التي تعطي أهمية كبيرة لمفهوم العذرية، وحسب الصحيفة ذاتها، أن التربية التي تلقاها المهندس في المدارس والجامعات الفرنسية لن تستطيع أن تجعله يتعامل مع الموضوع بتساهل ويتقبل بالأمر الواقع المتمثل في فقدان الزوجة لبكارتها، وأشار المصدر أن المهندس المغربي لقي دعما من المحكمة الفرنسية في القضية، ليس من منطق ديني أو انتمائه إلى مجتمع محافظ، لكن الزوجة خالفت ما جاء في عقد الزواج بعد ادعائها أنها بكر.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !