د . أزهار رحيم
ــــــــــــــــــــ
حين يوجه السؤال الأتي (ماذا تريد من الحكومة) في لقاءات مع المواطنين على الشاشة او في الشارع، في المجالس العائلية في كل محفل خاص او عام.. قائمة الإجابة واحدة وان اختلف تسلسل الأولويات وهي (الأمان، فرص عمل، كهرباء، وو) مطالب مشروعة من حق مواطن في أي دولة في العالم المطالبة بها، لأنها حق مشروع اكتسبه من وجوده على هذه الأرض وإسهامه في بناء حضارتها.. قبل كل ذلك علينا أن نسال أنفسنا ماذا قدمنا نحن للحكومة لمساعدتها في توفير ما نحتاجه..؟؟ خاصة في ما يتعلق بالأمان.. ابسط ما يمكن تقديمه للمشاركة في حفظ الأمن والسلام هو التبليغ عن بؤر الإرهاب والخطف والعصابات المنظمة من مخططين وجامعي معلومات ومنفذين وكل ما يثير الريبة والشك، على الأقل في حدود مناطق سكننا وعملنا. لو نظرنا حولنا لرأينا ان كثير من عمليات الاختطاف والسلب والسرقة قد حدثت وتحدث في وضح النهار وأمام جمهرة من الناس لوحظ مؤخرا ان هؤلاء المخربين القتلة تجاوزا كل الحدود في جرائمهم مثل الدخول لحديقة منزل وخطف طفلين يلعبون أمام ذويهم او الدخول لعيادة طبيب وسوقه تحت تهديد السلاح أمام مرضاه والدخول لصيدلية وخطف صيدلاني وزوجته أما المراجعين او التنكر بزي الشرطة في أثناء قيامهم بمثل تلك الجرائم البشعة.. عشرات مثل تلك العمليات حدثت ولم يحرك احد ساكنا سوى التفرج على ما يجري كمشاهدين لمسرحية يغادرون المكان بعد انتهائها ويكتفون بنقل إحداثها ورأيهم فيها للآخرين.. روت سيدة حادثة تسليب سيارة وقتل صاحبها حدثت في حيها وأمام أنظار الجميع عندما أوقف رجلان سيارة بهدف توصيلهم.. ما ان توقفت السيارة حتى شهر احدهما السلاح. وبكل برود أطلق الرصاص على صدر السائق ورأسه وقام الأخر بسحل السائق الشاب من السيارة ورماه على حافة الطريق بكل فجاجة كأنه كيس قمامة.. حدث كل ذلك أمام مجموعة من شباب الحي وأمام بيتها لم تك تملك من وسيلة سوى الصراخ والطرق على أبواب الجيران لطلب المساعدة والتوسل بالجميع لإيقاف ما يحدث.. الكل تفرج على الواقعة.. هرولت السيدة نحو الشاب الجريح لإسعافه وظلت تستصرخ المارة والجيران لربع ساعة بعد انصراف القتلة.. الى ان لفظ الشاب أنفاسه الأخير بين يديها.. ظلت تلك السيدة طوال أسبوع توقد الشموع كل ليلة في المكان الذي لقي فيه ذلك الشاب حتفه وتبكي فجيعته مع أهله.. كانت تعلم ان معظم الجيران يملكون أسلحة شخصية لحماية منازلهم ولكن لم يكلف احدهم نفسه حتى إطلاق عيارات نارية لتخويف القتلة.. رجل أخر يعمل موظفا في إحدى مؤسسات الدولة، قتله مسلحون بإفراغ عدة رصاصات في جسده وسحله خارج السيارة ليثقب جسده بالحراب ويشوه وجه أمام أنظار جيرانه، لم يجرؤ احد على الاقتراب من القتيل الا بعد ان جاء ذووه.. ان ما حدث لأولئك المواطنين يمكن ان يحدث لي، ولك وللجميع فكلنا مشاريع ناجحة للخطف والقتل والإرهاب ما دام هناك من يجز ويفتي من بعض أئمة الضلالة والوثنية المتلبسة بثوب الدين في خطف وقتل كل من يؤدي عملا (لقوات الاحتلال)، ويشجع الإرهابيين من مختلف دول العالم للقدوم للعراق ومساعدة إخوانهم القتلة لمقارعة الاحتلال وخاصة ان حكوماتهم تغرق ابناءها بالديمقراطية وتتخمهم بالحرية لحد تصديرها الينا..
علينا التآزر مع بعضنا للقضاء على أعشاش الإرهاب وبؤر الشر بالتبليغ عنها، في محاولة لوضع حد لمثل تلك الحوادث الدامية التي أصبحت وجعا مزمنا يرافق تفاصيل حياتنا اليومية ويذبح أحلامنا بقسوة والتوقف عن إلقاء اللوم كله على ذلك المسئول او الحكومة وتوجيه الاتهامات لمختلف الجهات، علينا مواجهة تقاعسنا والاعتراف بتقصيرنا في مد يد المساعدة لبعضنا، لكبح جماح العنف الذي أصبح برنامجا يوميا فرض علينا المشاركة فيه، وبعد كل هذا نتساءل عن ما هية العنف الذي يغزو حياتنا بوتيرة متصاعدة ويصر على تحويل أيامنا لسلسلة من الإحباط واليأس او الخوف من الأتي ثم نسب ونشتم ونلقي باللائمة على الآخرين..
كاتبه وصحفية عراقية
التعليقات (0)