مواضيع اليوم

ماذا ترك الأتراك العثمانيين ببلاد العرب

Riyad .

2021-10-13 00:46:03

0

ماذا ترك الأتراك العثمانيين ببلاد العرب 

منذ مدة وهناك صوت نسمعه يبشر بعودة الأمجاد العثمانية في الوطن العربي وكأننا بحاجة لعودة تلك الحقبة التاريخية القديمة السيئة الذكر، تعاظم ذلك الصوت بعد وصول رجب طيب أردوغان لسدة الحكم فأخذ الوعاظ أصحاب التوجه الحربي تضخيم ذلك الشخص وتضخيم أعماله وتبشير الناس بقرب عودة الخلافة على مناهج العثمانيين!
من بوابة الربيع العربي دخلت تركيا مستخدمة القوة الناعمة مستغلة العواطف فكان ماكان بليبيا ومصر وسوريا وتونس، لو ابتعدنا عن التاريخ القريب قليلاً واستدعينا التاريخ القديم وطرحنا سؤال على من يتمنى عودة الخلافة العثمانية، ماذا قدم العثمانيين للعرب ابان حكمهم للعالم العربي والإسلامي واجزاء من أوروبا؟
قبل أن نجيب نيابةً عن المؤمنين بتلك الخلافة الدموية، لابد أن نذكر ما تركه المستعمر الأجنبي بالوطن العربي من معالم وأثار، على الرغم من مرارة الاستعمار وما خلفه من قيم وتوجهات وافكار إلا أنه ترك شواهد على رقي ذلك العقل، فنابليون ترك بمصر المعهد المصري بأقسامه ا (الرياضيات – الطبيعيات – الاقتصادي السياسي – الأدب والفن) في 21 أغسطس 1798، وجلب معه المطبعة الفرنسية فضلاً عن المباني ذات الطراز الفرنسي والتي تعتبر شواهد على رقي ذلك العقل، أيضاً ابان الاحتلال الانجليزي لمصر ترك الانجليز سكة الحديد التي انشاؤها وجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) وجامعة الملك فاروق، ونقابة الصحفيين ومدرسة الطيران الخ المظاهر ذات الطابع المعماري والتي لا تخفى على كل من زار مصر في العصر الحديث.
هذا ما تركه الأجنبي بمصر فقط ولم نعرج على لبنان وسوريا والمغرب العربي وعدن، قد يقول قائل تتضاءل الإيجابيات أمام السلبيات فالاجنبي طمس الهوية ونهب الخيرات وقمع البشر، من يقول ذلك لا ينظر إلا بعين واحده فقط تلك العين يصيبها العمى إذا سؤل ماذا ترك الأتراك عندما كانوا أصحاب السيادة! 
في العام ١٥١٦م تقريباً بدأ العثمانيين بدخول البلاد العربية كفاتحين كما يطلق عليهم بعض المؤرخون، فكيف يفتح المسلمين بلاد المسلمين؟ 
في الأصل العثمانيين قبائل تركية رعوية لا حضارة لها كانت تعيش بشمال غرب الصين تصادمت وتقاتلت مع التجمعات البشرية حتى استقر بها الوضع في آسيا الصغرى كما يقول المؤرخين، ومع احتدام الصراع بين اباطرة الدولة البيزنطية تمت الاستعانة بجيش عثمان " مؤسس الدولة العثمانية" ليقف مع أحد اباطرة البيزنطيين فدخل العثمانيين منطقة البلقان وذلك في منتصف القرن الثالث عشر تقريباً ومن هناك كانت البداية لتلك الدولة.. 
في القرن الخامس عشر بدأت جيوش العثمانيين تدخل بلاد العرب فأسسوا الحاميات وعاثوا في البلاد فساداً، دموية العثمانيين وعنصريتهم لا ينكرها باحث مستقل فهل ينكر المؤمنون بتلك الحقبة التاريخية ذلك؟ 
في الحقيقة أن المؤمنين بتلك الحقبة التاريخية ينكرون دموية العثمانيين وعنصريتهم ويرون أن تلك الحقبة حقبة ذهبية سادها التشويه؟ 
لو عدنا إلى السؤال السابق ماذا ترك العثمانيين في بلاد العرب من آثار؟ 
الإجابة بسيطة لقد تركوا خط الحجاز الحديدي والذي استخدم للدعم العسكري وتهجير سكان المدينة المنورة فيما يعرف تاريخياً بسفر بك، وتركوا العنصرية فالتقسيم المذهبي والقبلي وتهميش أصحاب المهن والحرف وإطلاق الألفاظ القاسية عليهم سلوك لم تعرفه الجزيرة العربية إلا في الحقبة العثمانية، لم يترك العثمانيين مدرسة أو جامعة أو عادة طيبة أو معلم يدل على حضارتهم ورقيهم؟ 
لم يتركوا أي شيء يدل على الرقي تركوا الدم والشتات والهدم وفكرة الغزو والانتصار على الأخ بالقوة. 
العثمانيين قبائل همجية وورث أتراك اليوم تلك الهمجية ووجدوا في بعض المنهزمين جسراً للعودة إلى البلاد العربية من جديد، لكن لم يتعلم الأتراك الدرس جيداً فكما قاومت الدولة السعودية وقبائل الجزيرة العربية العثمانيين في تلك الحقبة التاريخية القديمة سيقاومون المد التركي وبقوة فالعربي خصوصاً شعب الجزيرة العربية لا يقبل الإهانة والتهميش والتبعية، فليكن أتراك اليوم على قدرِ عالي من الحكمه وإلا ستكون قبورهم بجانب قبور اجدادهم الأوائل... 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات