هل سيكسر الحصار، جملة أصبحت اليوم لسان حال كل مواطن فلسطيني في قطاع غزة، كونه هو من يعيش تحت الحصار ويكتوي من لهيبه.
منذ منتصف يونيو حزيران/2007م، وهو تاريخ سيطرة حماس العسكرية على قطاع غزة، وحتى يومنا هذا دأب المجتمع الدولي لرسم نموذجين الاول للضفة الغربية والثاني لقطاع غزة، النموذج التنموي الاقتصادي في الضفة الغربية يقودة رئيس الحكومة الفلسطينية هناك السيد سلام فياض، ويغدق عليه المجتمع الدولي مليارات الدولارات.
والنموذج الثاني وهو نموذج الحصار والدمار في قطاع غزة، وتقوده الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة ويقوده السيد اسماعيل هنية.
لم يكن ليوم من الأيام المال المقدم من الغرب هو من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وانما يدخل ضمن نظرية المال السياسي، ويرتبط بالسلوك الأمني والسياسي والاقتصادي للسطة الفلسطينية ومدى محافظتها على المصالح الغربية في المنطقة، ومن أبرز مصالح الدول الغربية هو الحفاظ على أمن دولة اسرائيل كما جاء في خارطة الطريق، والتي أعلنت السلطة انها نفذتها بالحرف الواحد.
لم يغلق الغرب أبوابه أمام الحكومة الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة كي تنعم بالمال السياسي، ومنذ فوزها بالانتخابات الأخيرة فرضت الرباعية الدولية شروطها الثلاث، الاعتراف باسرائيل، نبذ العنف، الالتزام بالاتفاقيات الموقعة، ولو وافقت الحكومة الفلسطينية على هذه الشروط لحصلت على أضعاف ما تحصل عليه السلطة الفلسطينية من أموال وامتيازات لتثبيت حكمها في الاراضي الفلسطينية.
واختارت الحكومة بأن تقاوم هذه الشروط ودفعت أثمان باهظة مقابل ذلك، ولكنها نجحت في تعزيز ثقافة الصمود، وعملت على توفير الحد الأدنى من احتياجات قطاع غزة الكثيرة، حتى بدأت قضية غزة تتربع في قلوب أحرار العالم وأبناء أمتنا العربية والاسلامية، فبدأت قوافل المتضامنين تتوافد الى غزة براً وبحراً، وكان آخرها أسطول الحرية والذي تعرض للقرصنة الاسرائيلية، فكان لذلك تداعيات سياسية كبيرة، ومنها نجاح مشروع الصمود والتحدي والمقاومة، من كسر الحصار، بل تجاوز ذلك بأن حاصرت غزة محاصريها...
هنا تبدأ القراءة الاستشرافية للمستقبل القريب، فهل سيكسر الحصار؟ متى؟ وكيف؟
هذا السؤال هو حديث الساعة، فالمواطن يتمنى ان تكلل هذه الهبة الجماهيرية مع قطاع غزة الى كسر الحصار، وأن ينعم بالحرية التي تنعم بها شعوب الكرة الأرضية، ولكن ما تحمله لنا الأسابيع والشهور القادمة هي صورة قاتمة، لأن هناك تقدير عند بعض الجهات بأن الحصار إذا تم كسره في ظل حكومة حماس الحالية فإن ذلك سيسجل نصراً مؤزراً لنموذج الصمود والمقاومة، ولذلك نجد أن هناك حراك سياسي كبير تشهده المنطقة، تتقاطع أفكاره ورؤاه بضرورة أن لا يزيد سقف رفع الحصار عن الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل وأهمها اتفاق المعابر 2005، فهذا السقف الأعلى من وجهة نظرهم، لأن أي تجاوز لسقف اتفاقية المعابر هو انتصار ايضاً لحركة حماس وحكومتها، وهنا نجد في المرحلة الراهنة كثرة الحديث عن المصالحة وعن ربط كل الملفات بالمصالحة حتى ملف الإعمار خلع ثوبه الانساني، ولبس ثوباً سياسياً مرتبطاً بالمصالحة الفلسطينية، والتي نؤكد على أهميتها وضرورة البدء العملي بالعمل على انهاء الانقسام، ولكن مع مراعاة آلاف الأسر ممن يكتون بحرارة الشمس العالية وهم يجلسون في خيامهم، وهذا ما شاهده الأمين العام السيد عمرو موسى.
في الختام، لا بد من العمل بصمت في موضوع المصالحة الفلسطينية، ويبدو ان هناك أخبار ايجابية ترد لنا بقرب تحقيق المصالحة، ولكن يجب البدء الفوري بالعمل على تطبيق كل المقررات الدولية والعربية المنادية بكسر الحصار، وأن تستمر الأساطيل البحرية والبرية، لأن بدون عمل لن يتم كسر الحصار.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)