ماذا بعد حادثة قلعة هــود العسكرية؟
نضال مالك حسن
(ضحية في ثياب جــلاد)
بعد حادث إطلاق النار الفردي العشوائي الذي قام به الجندي الأمريكي (الفلسطيني الأصل) الميجور نضال مالك حسين تصاعدت أصوات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة للتنديد بالمسلمين الأمريكان ووصفهم بعدم الولاء للوطن وطرح تساؤلات عديدة حول رفضهم الاندماج في المجتمع الأمريكي ومغبة توظيفهم في الأجهزة الأمنية والوظائف الحساسة إلى غير ذلك من أطروحات جوبه بها في فترات سابقة كل من الهنود الحمر وكذلك الأمريكان من أصول أفريقية أو الزنوج بوجه عام لتبرير سياسة الإبادة الغير إنسانية البشعة وتكريس العنصرية البغيضة... وقد تلقت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرا سيلا من الرسائل البريدية الألكترونية تتساءل حول ما إذا كان من الحصافة إرسال جنود مسلمين لقتال مسلمين أمثالهم في العراق وأفغاستان؟
وآخر ما استجد من أخبار تصب في خانة الضغوط التي يشنها اليمين المتطرف على الأقليات المسلمة هو قول بعض شهود عيان إطلاق الضابط نضال مالك للنار بأنه ردد قبل إطلاقه النار عبارة (الله أكبر) .
وبالطبع فإن في رصد مثل هذه العبارة وطرحها في أجهزة الإعلام أمام الرأي العام المفعم بمشاعر الحزن والأسى والغضب في هذا الوقت بالذات دون تمحيص أو تدقيق من صحة ذلك أو عدمه إنما يراد به شحن المشاعر السلبية ضد الإسلام والمسلمين الأقلية في الولايات المتحدة وعلى نحو لايجني ثماره سوى تحالف المحافظين الجدد واليهود.
لو كان مرتكب حادث إطلاق النار في قلعة هود العسكرية أمريكي غير مسلم من أصحاب البشرة البيضاء أو غيرها لكانت ردود الأفعال مختلفة بمعدل 180 درجة بالطبع. ولجرى تحويل المشتبه به إلى مستشفى الطب النفسي لا غير .... ولكن بسبب أن نضال مالك حسن مسلم الديانة ومن أصول عربية فلا شك أن الوضع سيكون مختلفا تماما.
إن نتائج التحقيقات الموضوعية الأولية تشير بوضوح إلى أن هذا الحادث لم يكن جراء مسلمات ودوافع دينية أوعرقية ؛ بل كان تصرف فردي من عسكري يعمل طبيبا نفسيا في القاعدة ومنهمك في المعالجة النفسية للعديد من الجنود الأمريكان العائدين من العراق وأفغانستان . وبالتالي تكونت لديه عقدة نفسية جراء إطلاعه على هول وفداحة ما يجري هناك في هذه الحروب الجائرة الغير ذات جدوى سوى للصهاينة والمهووسين من المحافظين الجدد وتجار وأصحاب مصانع السلاح ولوازم الحروب من الرصاصة وحتى ملابس وأحذية الجنود والضباط ، مرورا بالحانوتية وصنّاع التوابيت.
وبعد إطلاق النار عليه خلال الحادث فإن الميجور نضال مالك طريح الآن في حالة إغماء في المستشفى حيث يتمنى كل المترصدين للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة أن يظل على قيد الحياة حتى يعدون له محاكمة العصر المسرحية لتفريغ أحقادهم الدفينة على الإسلام والمسلمين وبالطبع العرب. وذلك على الرغم من أن نضال مالك حسن قد فعل فعلته من باب رفضه الشخصي لفكرة أن يتم إرساله للعراق وبدون أية مسببات عرقية أو دينية.
وبرغم كل هذه الحقائق التي تم طرحهات أعلاه ؛ نتوقع إذن خلال الفترة القادمة المزيد من ردود الأفعال الغاضبة الجائرة ضد الأقليات المسلمة والعرب المقيمين والمجنسين في الولايات المتحدة على غرار ما جرى بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م. وربما راح ضحية ردود الأفعال هذه العديد من العرب والمسلمين الأبرياء.
شاهد قبر لأحد الجنود الأمريكان المسلمين الذين راحو ضحية الحرب في أفغانستان ... لماذا يتجاهل اليمين المتشدد تضحيات أمثال هؤلاء وكأنهم مجرد أغنام عجاف ماتت حتف ظلفها ورمي بها في قارعة الطريق؟؟
مدخل قاعدة (قلعة هود) العسكرية .. بيت كل الفيالق الأمريكية المسلحة
الجندي الأمريكي (ويللي بيل) الجار اللصيق لغرفة مسكن نضال مالك حسن في بالقاعدة .. روى أن نضال دعاه إلى غرفته صباح يوم الحادث ليودعه ويشكره على حسن جيرته
يوقدون الشموع على أرواح الضحايا الثلاثة عشر لحادث إطلاق النار الفردي العشوائي .... ترى من يوقد الشموع على أرواح الملايين من الضحايا الأفغان والعراقيين المدنيين العزل قبل الجنود؟؟؟
دموع أمريكية بيضاء على قريبٍ لها أو عزيز .... فرصة سانحة للتعرف على مقدار الدموع التي سكبت من مآقي ملايين أخريات في العراق وأفغانستان جراء القصف الجوي العشوائي والاغتصاب والإذلال والمهانة للزوج والولد والأب والشقيق والعزيز.
حـزن ودموع أمريكية سوداء تجلس على مقعـدٍ خلفي وثير في سيارةٍ فارهة .... فرصة للتعرف على مدى أحزان ملايين أخريات من ثكالى وأرامل يتامى ومغتصبات جلسن وبكين على الرمال الساخنة تحت الشمس الحارقة حزنا على أنفسهن وشهداء وأبرياء في العراق وأفغانستان
الإحساس بالألم فرصة لمراجعة النفس والإحساس بآلام الغير لاسيما إذا كان هذا الغير من الأبرياء
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده كبار القادة العسكريين في القاعدة بعد حادث إطلاق النار ... من هو المستفيد الفعلي من مداخيل وأرباح هذه الحروب الغير مبررة؟؟؟
التعليقات (0)