مواضيع اليوم

ماذا بعد ثورة الشعب المصري؟

ابو زيد السروجي

2011-02-15 09:47:54

0


ماذا بعد ثورة الشعب المصري؟


أخيرا حققت الثورة في مصر بعض أهدافها . وخالفت توقعات المحللين السياسيين والمتخصصين في شؤون الشرق الأوسط. فمن كان يتصور أن يسقط نظام طاغية متجبر تدعمه أمريكا وإسرائيل؟ من كان يتصور أن يسقط نظام فرعوني بعد أسبوعين من الاحتجاج؟ وهل تخيل أحد أن تنجح الثورة بأقل عدد من الخسائر مع أن كل الثورات في العالم لا تنجح إلا بعد أن تخلف الآلاف من الضحايا والشهداء؟ إن الثورة في مصر معجزة بكل المقاييس . معجزة لأن الشعب أراد فكان حتما أن ينجلي الليل وأن ينكسر القيد .
الثورة في مصر خالفت كل التوقعات. وقد صدق أبو تمام العظيم حين قال: السيف أصدق إنباء من الكتب .. لذلك نقول نحن : الشعب أصدق إنباء من كل المحللين والقنوات الفضائية والتقارير الاستخباراتية...
فقد آن الأوان للعرب أن يفخروا .. هم صنعوا ثورتين في شهرين متتابعين : ثورة في مصر وثورة في تونس .. فمن كان يصدق؟
غير أن التفاؤل لا ينبغي أن يذهب بنا مداه. فالثورتان معا لم تصلا بعد إلى كل أغراضهما . ولا زلنا مضطرين إلى أن نحبس أنفاسنا لما قد يحدث في صالح الثورتين أو ضدهما. لا يقدر أحد أن يتكهن هذه المرة فالشعوب العربية أصبحت قادرة على قلب كل التكهنات والتوقعات والتنبؤات . ومع ذلك فلا بد من أن نأخذ بعين الاعتبار عددا من التوقعات نستخلصها من عميق تأمل للأوضاع في مصر وتونس وفي العالم العربي عامة.
ربما تكون الثورة المصرية آخر ثورة يشهدها العصر الحاضر. أقول هذا رغم أن الأوضاع في عدد من البلدان العربية مرشحة للانفجار. وأخص بالذكر اليمن والأردن وسوريا والجزائر دون أن ننسى بلدانا أخرى مثل إيران . أما دول أخرى عربية فلا زالت لحد محصنة إن لم نقل إنها مستقرة بعض الاستقرار.
نذكر هنا المغرب وبعض دول الخليج.


وأبدأ بالدول المرشحة للثورة والتي لا يظهر في الأفق أن بإمكان الثورة أن تنجح فيها ما لم تلقى دعما من جهات ما. فالجزائر مثلا تتمتع بنظام قمعي مستعد لإبادة الشعب بكامله مقابل حماية النظام . وهذه علامة الأنظمة العسكرية القابضة بيد من حديد على كل شؤون الدولة فلا سلطة تشريعية ولا سلطة تنفيذية إلا ما قال الجيش الجزائري. إن جنرالات الجزائر لا يعرفون لغة أخرى غير القتل والإحراق والتصفية الجسدية لكل رموز المعارضة تدعمهم في ذلك دول ذات أطماع في ثروات الجزائر مثل فرنسا وأمريكا.
نفس الوضع ينطبق على اليمن وسوريا والأردن . مع استثناء واحد هو إيران . فأي انتفاضة في الشارع الإيراني لا بد أن تحظى بمتابعة غير عادية من أمريكا وأذنابها . وقد رأينا جميعا كيف تغطي القنوات العالمية تحركات المعارضة الإيرانية في شوارع طهران.

نصل إلى الدول المستقرة نسبيا . فالنظام الملكي في المغرب يحظى بشرعية تاريخية لا يمكن القفز عليها . وأن الملكية مستعدة للمضي قدما في طريق الإصلاحات السياسية . مما يسهم في استقرار هذا البلد . . وكذلك الشأن في الأردن والسعودية وعدد من دول الخليج.
نستخلص من هذا التحليل الموجز أن كل الدلائل تشير إلى أن عهد الثورة قد اختتم بثورة رائعة عظيمة . وهذا وحده يكفي المجتمع العربي في الوقت الراهن ......

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !