مواضيع اليوم

ماذا بعد السنغال ....الى أين يافتح ؟!

علي المطيري

2008-06-14 12:40:15

0

على ذمة دنيا الوطن ...الى أين يافتح .....؟!
 
   وَرُبَّ   أخ  وَفيت  لَهُ  بِحقٍّ  _____ ولكن لايَدُومُ  لَهُ  وَفـــــــاءُ
   وَكُلُ  جراحَةٍ  فَلهـــا  دواءٌ _____  وسُوءُ  الخُلق  لَيس لَه دَواءُ
 
شرُ الإخوان مَن تُكَلٍّفَ لَهُ .
 
حركة فتح  وتأريخها  المشوب , وخروجها عن بيت الطاعة الإسلامي , إزدادت حولها الشبهات في الآونة الأخيرة , ربما بعد أن تكشفت أوراقها جليا , لم تعد تلك الشبهات ذات أهمية , لأن كل شئ بان وإنكشف , وثمة من يقول, أنها من المحتمل أنها قد وقعت مع الكيان الصهيوني على ما لايحمد عقباه , وهذا لو حصل فعلا, لعمري هو الشر بعينه ,( لنفترض أنه لم يكن ونتمنى ذلك) , وكنا نتمنى على فتح في يوم ما, أن تبدد هذه الشكوك, وتزيح الغمامة التي لفت تحركاتها المشبوهة , أن تبادر الى لم الشمل والتسامي فوق الشبهات , من اجل إثبات الذات في العمل الجاد من اجل القضية , والرجوع الى جادة الصواب التي خرجت عنها, مستغلة بعض الحلحلة الواضحة في مواقف الشركاء في الوطن , نتيجة  بعض الوساطات التي بذلت من الأطراف التي لها في الحقيقة مصلحة في ترتيب البيت الفلسطيني , لأنها تريد بالنتيجة أن تأكل وتشرب وتنام على ريش النعام وتذهب لللإستجمام والتنعم بالأموال لكي لاتنشغل بهموم الأوطان  , المهم أنها توسطت , لكنها يبدو , أما انها أرادت ان تبعد الشقة بين الإخوان في الوطن,  أو أنها فعلا ارادت أن تتخلص من هذا العبء , حتى يصفو لها الجو .
 
من الطبيعي والمنطقي أن الطرف الذي يتوسط لحل أمر ما , لابد وأنه مصدر ثقة , وإنه طرف محايد يعول عليه من أجل التوفيق بين الأطراف المتنازعة , وبما أن القضية الفلسطينية هي الهم الإسلامي الأكبر , فإن العالم الإسلامي معني بشكل أو بآخر بها, ولا يمكن التنصل من الواجب الشرعي إتجاهها ,وكل عمرنا نسمع عتب أشقائنا في فلسطين , على قلة الدعم الذي نقدمه لهم , وهذا يعني أننا معنيون , لا بل واجبنا الشرعي يفرض علينا, أن نحمل السلاح ونقدم انفسنا وأولادنا واموالنا من أجل فلسطين , لأنها وطننا جميعا دون إستثناء أحد , من هنا نشعر بالأم والحسرة لما وصل إليه الأشقاء في الداخل , ونزداد ألما وحسرة بل نذرف الدموع , لأننا لم يحالفنا الحظ في التوصل الى أي حل يتوافق من خلاله اشقاؤنا , على صيغة معينة تتلاقى فيها الأطر السامية, من أجل التحرير الكامل لفلسطين, وطرد هذا العدو الغاصب المجرم من أرضنا الى غير رجعة .
 
قبل أيام إنبرى الأخ الرئيس السنغالي عبد الله واد مشكورا , على توجيه الدعوة الى حركة حماس , وحركة فتح , للحضور الى السنغال , من أجل جمعهما على الأخوة في الله أولا , ولرأب الصدع الذي حصل بينهما لخلاف في الرؤى لطبيعة العمل المقاوم , أو من أجل تحديد وجه العلاقة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني , على الأقل في هذه المرحلة الحرجة من تأريخ الأمة , ورغم تقدمه في السن , إضافة الى أن السنغال, تقع في قارة هي محط تنازع فيما بينها أولا , وما بين الدول الشيطانية التي تريد سرقة خيرات هذه القارة وحرمان شعوبها من التقدم الى الأمام , لكنه لم يألُ جهدا في هذا السبيل , لشعورة بان واجبه الشرعي يحتم عليه القيام ذلك , ويريد الرجل أن يقوم بفريضة خلق من أجلها , وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وإصلاح ذات البين , لكن يبدو أنه إختار طرفا لم يكن أهلا للنصيحة , وإنقلب الناصح الى إرهابي ومحتال وخرف ومنافق وبائع , في نظر ذلك الطرف .
 
أولا :: من خلال التصريحات التي أدلى بها الأخ السنغالي , أن المهندس حكمت زيد ممثل حركة فتح للمصالحة , كان متعنتا للغاية ؟! ولا ندري لماذا , ماذا تريد فتح من الشعب الفلسطيني ؟ هل الذل والخنوع والتخلي عن السلاح وترك الصهاينة على هواهم , ؟! حتى وصل به الأمر أنه يأبى أن يعرف العالم الإسلامي أنهما جلسا سوية وجها لوجه , وتبادلا وجهات النظر , وهو يتهم الوسيط أنه فرض عليه الحوار مع حماس , ونسأل هنا , إذن لماذا ذهبتم اصلا الى هناك , أليس من أجل  الحوار للتوصل الى وضع نهاية لهذه المهزلة ؟! وما هو السر من وراء هذا لاندري ؟! وأمام هذا الإنكار للحوار الثنائي وحصوله بين الطرفين , إنتفض الرئيس  الوسيط بوجه ممثل فتح , لتماديه في التعنت وإخفاء الحقائق عن العالم الإسلامي عامة والشعب الفلسطيني خاصة , كما ان الوسيط وأمام هذا الإصرار الغير مبرر من قبل المفاوض الفتحاوي , لم يجد بد من القول بأنه كاذب ومفتري ومزور , لأن المعطيات الظاهرة والتصرفات الغير لائقة التي صدرت منه, كان لابد ان تصل الأمور الى هذا النحو , كذلك ومن أجل إحقاق الحق , سأل الوسيط ذلك المفاوض , ماذا تريدون من حماس , ماهي طلباتكم قولوها صراحة ,هل المطلوب أن الشعب الفلسطين يلقي سلاحه , ويسلم الى الصهاينه أمره وينسى كل ماجرى له على مدى كل هذه السنين التي ذاق فيها العلقم من الصهاينه , هل قصرت حماس بحق الشعب , ألم تجعل من سلاحها وصواريخها وعملياتها الإستشهادية ودمائها الزكية , قوة رادعة تعيد من خلالها التوازن المطلوب في ميزان القوى , ونحن نسمع كل يوم صيحات وولولات المستوطنين من ضربات المقاومة , ماهو المطلوب أخبرونا , وبما ان الوسيط ومن مصدر قوة , لأن بحوزته من الوثائق التي تدين ذلك المفاوض , إضطرمعها الوسيط للتوقيع على محاضر الحوار الذي جرى بينهما .
 
وإستنادا للفضائح التي  تعرضت لها فتح, تمخضت  بعض ردود الأفعال ,وهي في الحقيقة من السذاجة أن نعتبرها كذلك , لكننا نريد أن نبين ماوصلت له هذه المنظمة الخرفة, والتي فرطت بالمكاسب التي حققها الشعب الفلسطين, من خلال حكومته الشرعية المنتخبة شعبيا والتي دعمها العالم كله , لولا الحركة التآمرية التي قامت  فتح  ,وبأوامر من حكام المنطقة العدائيين لتطلعات الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه من رجس اليهود الصهاينة الكفار , وحيث أن ردود الأفعال هذه في أغلب ماجاء فيها , لاتنم عن حسن الخلق والأدب , حيث ذكر هذا المفاوض الفتحاوي , أن الرئيس الوسيط رجل بسيط وساذج , وهذا لعمري تهمة يستحق عليها التوبيخ إن لم نقل التجريم , وإتهمه أيضا أنه يريد أن يسوق بعض الأكاذيب على الشعب السنغالي , وهذه فرية أخرى , لاندري إذا كان الشعب هناك غير راغب بهذا الرئيس , وإلا كيف إنتخبه ؟! , التهكم والسخرية الأخرى التي لاتنسجم مع الأدب والخلق الإسلامي , هو أن الوسيط رجل كبير بالعمر ومتقدم في السن , وهذا يعني ان الفتحاوي , يرى في الوسيط الخرف والهذيان أو حتى الهجر , وهذا خارج كل أنواع الأدب والإحترام , وهنا نسال , أيعقل أن مثل هذا الرجل يدير شؤؤن دولة هي في أخطر منطقة صراع ومن كل الأشكال والأنواع ؟! , ثم لماذا لم نسمع هذا التهكم على حاكم مصر مثلا الذي عمره 80 سنة , هل لأنكم من نفس الفصيلة العملائية مثلا ,؟ ثم لماذا لم نسمع مثلها إتجاه حاكم نجد والحجاز والذي عمره متساوي مع عمر الوسيط , والأدهى من ذلك والأمر والعجيب أنكم قبلتم وساطة العجوز الخرف والشيطان الأكبر والذي ذبح الشعب الفلسطيني, ذلك  الأمريكي الصهيوني الوقح الوسخ ( جيمي كارتر ) والذي هو اكبر من الوسيط,؟ لعمري هذا قمة التخلف والسذاجة والإبتعاد عن جادة الصواب .
 
القضية الفلسطينية هي المحور الرئيسي في الصراع الإسلامي اليهودي والصليبي على حد سواء , إذن من حق بل من الواجب الشرعي , كما أسلفنا على كل مسلم مهما بعد عنها أو قرب , لابد له من ان يؤدي مايستطيع عليه أزاء ماتتعرض له من حيف وظلم , فبأي حق يجوز للفتحاوي أن يقلل من تأثير وأهمية السنغال كدولة إسلامية يمكنها ان تقدم أي شئ للقضية الفلسطينية , ويعتبرها دولة مضيفة , أي أنها لاتملك الحق بالتعاطي مع الشأن الفلسطيني , وهذه هي الإزدواجية في المواقف والثنائية في العلاقات , مرة أن فلسطين مركز الصراع الإسلامي الصهيوني , وواجب على كل مسلم الدفاع عنها , ومرة لا هذه قضيتنا ونحن أدرى بمداخلها ومخارجها , ولا أحد غيرنا مطلع على تفاصيلها , وحيث أن الفتحاوي يتقول , أن حيثيات النزاع بين الشرعية المنتخبة , وبين الإنقلابيين في رام الله , لاأحد يعرفها , لذا لايمكن لأحد التدخل بيننا , وهذا لعمري هو قمة الخوف والهرب من أن يعرف العالم الإسلامي , بمشروعهم الإنهزامي التخاذلي , من هنا فإن الوسيط ليس ممن يلمون بذلك ,وهو هنا نسي أن العالم كله يعرف الصغيرة والكبيرة وحتى مافي النفوس .
 
عملية النفاق التي مارسها الفتحاوي بين وفد حماس والوسيط , هي إتهامه للوسيط بالتحايل على حماس لذا أبدى نوع من الضغط على فتح, من اجل تليين موقف حماس والقبول ببعض التنازلات , والقفز على الثوابت الفلسطينية التي هي أس الصراع , ويدعي أن الوسيط يؤيد ويدعم موقف فتح ومحمود عباس ومشروع التسوية القائم بين فتح والكيان الصهيوني حصرا , وهنا نسأل مرة أخرى , إذا كان الوسيط لايعلم شئ عن فلسطين والصراع القائم , فلماذا توسط بينكما , وإذا كنتم تطالبون المسلمين باداء واجبهم تجاه القضية , فكيف تطلب أن لايتدخل أحد من المسلمين بينكم , ولماذا يسمح لبعض الضفادع الناعقة بالتدخل , هل الشهادة التي ينطق بها أولائك غير تلك التي يشهد بها الضفادع , أم رب أفريقيا هو غيره رب العربان الجربان , ؟ ! أين أنتم من العقل والمنطق , وتاليا يقول أن الوسيط يحب الظهور أما شعبه , وكأنني به يريد ان يفهم العالم أن الوسيط لاحظوة له بين شعبه , وهذا تدخل سافر ووقح بين رئيس وشعبه .
 
خاتمة ::
 
نحن نعتقد أن هناك اطرافا قريبة جد من فتح لها مصلحة في تعكير الأجواء بين الأطراف الفلسطينية , تعتقد أن من جراء إطالة أمد الصراع بين تلك الأطراف هو قطعا إطالة امد حكمهم وسر بقائهم في السلطة , والإستمرار في الضحك على العالم الإسلامي , من خلال الإهتمام الظاهري بفلسطين وشعبها , حيث تقدم له الفتات من أجل فقط أن يستمر بالوجود حتى يذبح بالآلة الحربية الصهيونية , وهم يتفرجون متخذين القضية مادة دسمة لأطلاق التصريحات وعقد المؤتمرات .....الخ , مثلما وصفوا المقاومة البطلة في لبنان بالمغامرة , وكادوا لها علنا مرة وخفية اخرى , لكنهم أوركسوا على اعقابهم وبالوا على خلفياتهم , وإخرست السنتهم في قعر حلوقهم العفنة , نعتقد أن الصراع في لبنان وفلسطين متشابه الى حد ما , فكما هناك في لبنان الصراع قائم بين مشروعين سياسيين , مقاوم وعميل , فهو في فلسطين كذلك , وكما ان المشروع المقاوم في لبنان قد  نجح وبكل المقاييس , وإندحر العميل , فإن ذات المشروع نجح في فلسطين وبكل المقاييس أيضا , وإندحر العملاء ومشروعهم .
 
علي المطيري
13 = 6 = 2008





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !