إيران تدعم الصحوة الإسلامية كما تسميها قناة العالم، لا صحوة كروبي و خاتمي طبعا، و الصحوة عند الساسة الإيرانيين تتأجج في دول عربية ( يناصبها النظام الإيراني العداء حكما) خاصة في دول كالبحرين و السعودية و اليمن و الكويت، إنه المنطق الطائفي الذي يجعل من وصاية إيران على مذهب معين، سبيلا للرؤية المختلفة من قطر إلى قطر. هذه الوصاية نفسها هي من فرضت على النظام الإيراني و على قنواته السكوت إزاء ما يحدث في العراق مثلا و في إيران نفسها.
البحرين و بحكم التاريخ و الطبيعة السكانية، تغري ساسة إيران للتدخل في شؤونها، و لم لا حيازتها، اليوم قد تجد طهران سببا في التدخل و تصعيد نبرتها اتجاه النظام البحريني، فقد وجدت لذلك عذرا، دخول قوة سعودية بدعوى حفظ الأمن، و إعتبار المعارضة الشيعية التدخل الخليجي إعلان حرب و إحتلال سعودي للبحرين. طهران تلقفت الخبر ليتحدث وزير خارجيتها على أن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين". ولعل المعرضة البحرينية و في خطوة قادمة ستقوم بدعوة إيران للتدخل لحماية الشيعة من عنف سعودي سني.
هنا نقف عند القرار البحريني بقبول تدخل خليجي في الأزمة الداخلية، هل هو قرار صائب ؟ ألا يؤدي إلى غياب الثقة بين النظام و محاوريه من المعارضة؟ ألا يسبب هذا التدخل في شرخ كبير داخل المجتمع البحريني المنقسم عقائديا على نفسه؟ هل يريد النظام حفظ الأمن أم حماية نفسه؟ و ماذا لو حاولن الحكومة الإيرانية تصعيد المسألة و تنفيذ تهديداتها، وذلك إما بمساعدة المعارضة ماديا وسياسيا و بتشييج الشارع الشيعي لدعمها، أو التدخل مباشرة في المملكة الواقعة في الخليج العربي؟
حقيقة يبدو النظام البحريني في تخبط، فبينما يتحدث ولي العهد عن لا سقف للبنود المتحاور عليها، و أن أي إتفاقية يتوصل إليها مع المعارضة و تخص صلاحيات الملك و الحكومة و محاربة الفساد سيتم الاستفتاء عليها، تقبل الحكومة بدخول قوات سعودية، مع معرفة حساسية الموقف و نظرة المعارضة للجارة الرياض.
عموما البحرين دخلت منعطفا صعبا، و العنف لن يزيد المعارضة الشيعية إلا تعنتا و رفعا في سقف المطالب، والهاجس الآن هو أن يتحول الأمر من مجرد مطالب سياسية و اقتصادية إلى حرب طائفية، فالإعلام لا يتحدث عن معارضة تشمل جميع طوائف الشعب، إنها معارضة شيعية ضد نظام قبلي عربي سني.
التعليقات (0)