مواضيع اليوم

ماذا بعد ؟

احمــد الكناني

2011-02-21 19:20:45

0

  

ماذا بعد ؟

 

ثورة التغيير تحققت .. ثورة الشعب انتصرت .. انتهت فترة بكل ما فيها ، لم تعد الأسماء نفسها تتصدر صفحات الصحف اليومية .. لم تعد نشرة الأخبار تبدأ بالديباجة اليومية الثابتة !!!

هذا بفضل الله ورحمته .. بث في روح المصريين ثباتاً واخلاصاً وتحدي .. وخلق معجزة جعلها بايدهم وسيلة من أجل أنبل الغايات .

شكراً للرجال .. رحم الله من نحتسبهم في رحمته شهداء .. بارك الله في مصر وسدد خُطى مخلصيها .

 

ماذا بعد ؟

ثار الثوار .. ثم نظفوا من بعدهم المكان .. ثم عادوا وتجمهروا .. ثم عادوا لترتيب المكان .. التحرير الدولة الصغرى .. المؤسسة الشعبية الصغيرة المحدودة المستوى .. فيها الجميع صاحب مكان .. الجميع فيها يطمع في أن يكون البطل الكامل .. وقد كان .

ماذا بعد ؟

ستتغير الوزارة مرة جديدة .. وبعد أن يرحل الحكم العسكري ستتغير مرة أخرى ، وستتغير معها قيادات جديدة .. وستتغير بعض القانون وآليات العمل على كل حال " الغربال الجديد له شدة " سواء بثورة أو بدونها .. الفرق أن الشدة هذه المرة ستكون حماسية أكثر .

ماذا بعد ؟

تعالت أصوات النفاق والمنتفعون وظهرت الوجوه على حقيقتها .. واتضحت معادن الجميع الأصيل منها والمعطوب .

ماذا بعد ؟

الحماس اشتعل في كل المنطقة العربية ، تشبعت النفوس والقلوب بالأمل ، تمنى الجيران انتفاضة مماثلة ، تشجع من كان متردد بشأن خطوة الصرخة الأولى .

ستتغير الخريطة في المنطقة العربية .. ستختفي وجوه وستظهر فضائح وحقائق وستختفي أسماء .. وسيذكر التاريخ كل شيء إلا المتسلقين .

 


 

ماذا بعد ؟

لم نتحدث عن الضمائر ؟ هل تغيرت الضمائر ؟بل هل استيقظت كل الضمائر ؟؟  هل ستختفي الآليات المتأخرة السيئة المتأصلة في أغلبنا المتعلقة بالروتين والدوائر الحكومة ؟

هل ستختفي العادات المؤذية التي انتشرت في العشر سنوات الأخيرة في الشارع المصري والتي وصل بعضها لمرحلة الظاهرة  ويأس أغلب من تناولها بالطرح والدراسة من إيجاد حل لها !!

هل سيُقضى على التحرش الجنسي ؟ التدخين في المكاتب والمواصلات العامة ؟ الألفاظ الاباحية ؟ تعطيل المصالح ؟ الوسطات ؟ المجاملات ؟ الرشاوي ؟  

" لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " هل تغيرنا ؟ هل سنتغير للأفضل ؟ هل سيتحسن السلوك ؟؟

كل ما حدث حتى الآن هو الخطوة الأولى فقط .. ومازال أمامنا الطريق الطويل ، الطريق يحتاج لضمائر متيقظة .. وعقول متفتحة ، ونفوس تتبع نهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل الرحيم .. وتدرك معنى " الدين المعاملة " في كل تعاملاتها اليومية .. لتتطبق معاني الانسانية السامية لندرك معنى المواطنة الحقيقية .

أخشى أن تكون ملاحظاتي في خلال الاسبوع الاخير ستتحول لظاهرة .. لاحظت أن المعاملات بين الناس بعد أن كانت الروح متوحدة والصف واحد والألفة مبدأ .. احتلت الحدة والتحدي والصوت العالي والتهديد بتكرار الثورة والاصرار العنيد على مطالب لا يمكن إلا أن تكون فردية !!

 هل هذا ما كنّا ننتظره من الثورة الشعبية الهادفة للاصلاح الشامل في كل أنحاء البلاد ؟

أن تُبنى البيوت على المساحات الخضراء ضاربة بالقوانين عرض الحائط ويتحدى أصحابها أي قرار بالهدم أو بالتعويض مهددين بأذية من سيتعرض لهم  هل هذه من توابع الثورة ؟ أن انها طبيعة فئة معينة من البشر لابد من جودهم في كل الأزمان !!

بالطبع لم ترحل الشياطين لتُستبدل بالملائكة ! ومن الرومانسية البلهاء أن نتصور أننا سنعيش في الجنة والمدينة المثالية . ومن الخيال المفرط أن ننتظر العدل التام في الأرض .. والذي إن تحقق كاملاً قامت القيامة ! .

جل ما أخشاه أن تفلت منّا الثقة الزائدة وأن يُستغل صوت الحق العالي في أن يسلب غير حقه بالتخويف والترهيب .

 

حمى الله شعب مصر وأرضها .. وبارك لهم في أنفسهم .. وأمدهم بكرمه من أجل غدٍ أفضل بحق .

 

أمل صلاح عيسى

21-2-2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !