إن مجرد الاشتراك في أي مسابقة كانت
يعني الالتزام بقوانين المسابقة واحترام نتائجها أيا كانت
وما حدث في قناة الكوثر وبرنامج (ملتقى الشعراء ) به أمور لا أعترض عليها ومنها النتائج النهائية
وخصوصا تأهل الشاعر الجميل محمد المرهون
كما لا يحق لي الاعتراض على من أعجب أو لم يعجب بالقصيدة وصورها
من وجد أنها جميلة لولا الهنات العروضية
ومن وجد أنها صوفية ومغرقة في المصطلحات الصوفية
ومن وجد أنها حداثية ((وكأنها سبة )) واعتذر عن التعليق على النص
فالقراءة المتباينة أمر اعتيادي ملازم للنصوص الشعرية الحديثة
ولكن لي الحق أن اعترض على الإساءة الشخصية
وحجم الأخطاء النقدية التي صدرت من الإخوة وإن كان بصورة عتب أرسلتها إلى ذات القناة وتجاهلها البرنامج بعدم الرد رغم ان ذات البرنامج حدثني تلفونيا اكثر من45 دقيقة ليقنعني بضرورة المشاركة والمساهمة في دعوة الشعراء الآخرين لها
عموما
كان لدي
1-عتب على الطريقة الجافة بنقد أستاذنا الفاضل الشاعر مطر لمجرد كون النص كما يراه حداثي متأثر بالغرب ولكونه لم يعي موضوع القصيدة ...رغم أن البرنامج من المفترض أن يحترم شخصيات المشاركين الذاتية بغض النظر عن مذاهبهم الكتابية
2-وعتبي الأكبر على ناقدنا وأديبنا الحسيني
لأنه رغم امتداحه لشاعرية النص اعتبر أن به هنات عروضية كثيرة تضعفه رغم عدم وجود أي خلل عروضي
ولو تكرم وقطع النص بشكل متأن وتخلص من نسقية شعر التفعيلة المعتاد لوجد
أن النص مبني على ثلاث بحور لا بحر واحد كما اعتقد أن الناقد مطر فهم
ولا بحرين كما توهم ناقدنا السوري الفاضل الحصني
والمطلع على القصيدة المرفقة أسفل الموضوع يجد أن النص عبارة عن 9 مقاطع
وهناك اشتغال على الموسيقى باعتماد ( فاعلن )في المقاطع
(1,4,7)و (علن فا = فعولن ) في المقاطع (2,5,8)
و ( فافاعلن = مستفعلن) في المقاطع (3,6,9) وبالتالي فالبحور موزعة بالترتيب والتراتب
ولكنها تجربة موسيقية تختبر موسيقية أذن المتلقي وتخلق في نظري لديه حالة من الصدمة النثرية الموزونة عند بداية المقطع قبل أن ينسجم مع الموسيقى الجديدة المشابهة
فالنص يبدأ ب ( فاعلن ) في المقطع الأول لا ( فعولن ) كما توهم أستاذنا الحسيني . ..
واعترض حسب قوله منذ البدء على كلمة ( التباشير ) لأنها ليست على وزن فعولن ....وذلك لأنها ببساطة على وزن فاعلن
3- على العموم هذه صدمة أولى من النقاد لم أتوقع أنهم لم يجهدوا أنفسهم أو بالأحرى لم يهتموا بمحاولة تقطيع النص
وبالتالي فقد خففت هذه الصدمة
صدمة استخدام مصطلح ( الحداثة )والذي يعني في ما يعنيه : الآنية والعقلية والواقعية رغم أن النص كما يقول ذات من استخدام المصطلح شاعرنا اللبناني مليء بالغيبية ..أو ما يشير له الأخوين الآخرين من كونه مليء بالغيبية التي ليس بها تماس مع الواقع ..وكنت أتمنى أن يكون النقاد أدق في استخدامهم لمصلحاتهم النقدية ..
4- وبالطبع ليس لي أن أعترض على أن الإخوة الثلاثة لا يزالون ملتزمين بنقد الشعر التفعيلي على آراء نازك الملائكة رحمها الله ... من وجوب وحدة البحر الصافي ووحدة حرف الروي في القافية ...رغم تجاوز الشعر الأصولي الحديث لهذه الإشكاليات والتزامه بالإيقاع ولا كونهم لم يدركوا موضوع النص رغم أن النص يصنف حديثا
ضمن النصوص المناسباتية الحديثة
وهو يعج بإشارات طافحة يستطيع أي مبتدئ في النقد البحث عنها أو استرجاعها من ذاكرته إذا كان مطلعا على الإرث القرآني والإسلامي.... فقد علمت مؤخرا أن أحد نصوص المسابقة كان يتحدث عن (ميرزا كوجاك خان الجنكلي) صاحب ثورة الغابة وأحد رموز النضال الاسلامي ضد الوجود الروسي في إيران واعتبر شخصية غير معروفة مع انه من الممكن البحث عنه في القوقل أو الوكيبيديا بضغطة زر فإذا اعتبر ميرزا كوجك شخصية غير معروفة لدى النقاد في قناة ايرانية فلابد أن ما قصدت به(المريد) دون ذكر اسمه لن يعرف فيها
بالطبع لن أحاول هنا أن أشرح النص فهو ملك المتلقي يشاركني بثقافته في بنائه .. ولكن الصدمة هي أن لا يعي المتلقي النوعي ما نكتب ..
سأكتفي بذكر بعض الكلمات المفاتيح في نصي والتي من المفترض ان يعيها من لديه ثقافية قرآنية أو إسلامية
وهي على سبيل المثال لا الحصر
سبعا في مثانيه
تدور مع الغرام الحقِّ
كيف يدور
( نفي المثال المطابق)
وكشف الغطاء وعدم الازدياد يقينا
والبزوغ سجودا من رخام العقيق(الأحمر )
و (جراب الرغيف )
مرج البحرين
اللؤلؤ والمرجان
....
في الختام أترككم مع رابط الحلقة
موجود باسم ( ملتقى الشعراء ) هنا
http://www.alkawthartv.ir/Arshive-alkawthartv/01-2010/SHANBE/2jan/2jan.htm
و النص ...
محبة قلب
رائد أنيس الجشي
........................
بشارة من رحم العقيق
1
التباشير
فضفاضة العشق
من قبل كون النشوء
إلى آخر النَهَر المستفيض
ببعث المصاديقِ
من رحم المستحيلِ
بطي الكتاب
2
ففي البدء كان المريدُ
المشكَّل بالنور
يكتب إلياذة الضوء خطا
يعلم قلب الملائكِ
كيفية النبض ذكر انفرادٍ
يوزِّع ريش التسابيح في كل جَنْحٍ
ويعقد في الزغب المرتضى
حرز روحا
لينمو في وهج الاصطفاء
3
كان المريد يأصِّلُ العرفان
في شوق القناديل
ال نمت صبحا
إلى قدسية المشكاة
حين تطوف سبعا
في مثانيه التي انفلتت
تدور مع الغرام الحقِّ
كيف يدور
4
نافيا
للمثال المطابق
قد نزع الملكوت غطاء
وما ازداد ذرة ترب يقينا
فعيناه مهد البصيرة
قد أشبعت ملحها
باليقين
5
وشيء لإحبائه
يسلك النور في النور
من إلف باب
إلى ألف باب
فتمزق كل الحجارة أضلاعها
حين يبزغ من بقعة
في رخام العقيقِ
سجود عروجٍ
الى أصله في انتفاء المثال
6
بات العقيق
رماد ذاكرة الصلاة
وقبلة لرماده الـطاغي
على قدر الوفادة
متخما
يمتد من وحي القنوت المرمري
الى انزياحات الفؤاد
وما تناثر لثغة
من قاصدي لغة الاشارة
في معاني نثره
الغضِّ الموشى بالألئ
حد مرجان
يقولبه استلاب العطر
من نسق البخور
7
حينها أتبع النصف بالنصف
طيفا تخلق صلصاله طينة
ينبت الورق المستهام
على جانبيها
وكنت
بقايا فسيلة نخل
تراقب فلسفة الشجر النابع
الماء من عذقه
دون حد
وفي خافقي ينبض الاضطرابُ
مسافة كون على ضفتينا
ولكنني أرشف العطر
أنمو نخيلة بوح
برغم استلاب النخيل
وهتك الجراد
مواثيق عشب القلاع
8
لماذا أجف
وقد مرج الزيت بحرا ببحرينِ
والماء مائي
وجدي
تجذر في الترب
حد انحناء المرايا
وكيف أجف
وكان المريد
يمد أصابعه الماء
ألف رغيف جرابٍ
ويمسح عن ناظري
ما تقوس قبل انفلات
علامات ترقيم
ذل السؤال
9
كان المريد
وكنت أرجف
في ثنايا الماء إيثارا
أجسد
حلم لثغتي الحنونة
علمتني كيف أعقد
كالتفات الضوء هامة خافقي
وأرتب الشعر المأمل
بانتظار الصمت
حين أخطُّ أقدامي
على آثار ذكرى
مر قرب نقائها
طيف المريد
.....
التعليقات (0)