مواضيع اليوم

مات صدام عاش صدام: هذا هو العراق!

نزار جاف

2010-07-25 06:56:17

0

تمر الشهور تترى من دون أن يکون هنالك في الافق ولو مجرد بارقة أمل في حسم و إنهاء الازمة السياسية في العراق بتشکيل الحکومة الجديدة، وعلى الرغم من ان جميع الاطراف(سيما القائمتين الرئيسيتين تحديدا)، تبدي حسن النية و عزمها و إصرارها على الاسراع في تشکيل الحکومة، بيد الان الامر المرجح و الغالب، هو ان الجميع من دون إستثناء يشارکون بصورة او بأخرى في إضفاء المزيد من التعقيد و التأزم على القضية، وان کل طرف يغني للقضية مواله الخاص الذي لا ولن تستسيغه او تستمع إليه الاطراف الاخرى.
المشکلة الرئيسية تتجلى في ان جميع الاطراف السياسية تطرح رٶيتها الخاصة للازمة من دون أن تديف في هذه الرٶية ولو نزرا يسيرا من رٶى و افکار و توجهات الاطراف الاخرى لحلحلة الازمة و إنهاء تداعياتها بأسرع وقت ممکن، والحق ان کل طرف بالاماکن تشبيهه بجهاز راديو معد للبث فقط من دون أي إستقبال، وان هذا الامر بات صفة لازمة لمختلف القوى العراقية من أقصى اليسار الى أقصى اليمين.
الکلام عن التدخل و التلاعب الاقليمي في الازمة العراقية، وکذلك التلکٶ و التقاعس و القصور و عدم الفهم الامريکي لجوهر القضية، و الاستبداد بالرأي و السعي لفرضه عبر مختلف الطرق(المتاحة و غير المتاحة) من جانب معظم القوى السياسية العراقية(شيعية أم سنية، عربية او کوردية او ترکمانية، علمانية ام دينية، يسارية او يمينية)، بات يمثل الطابع الاساسي للأزمة العراقية و يلقي بظلاله الداکنة و بالغة السلبية على آفاقها المستقبلية سيما المنظورة منها، کلهم، وحتى اولئك الذين يطلقون على أنفسهم المقاومة العراقية، يشترکون في التراجيکوميديا العراقية التي باتت تثير القرف و الاشمئزاز لدى مختلف أطياف و شرائح الشعب العراقي وتدفعه لليأس و القنوط من اداء و فعالية و جدوى هذه الاحزاب المتفرعنة بآرائها و المصرة على طروحاتها الاحادية الجانب کمنفذ وحيد لحل الازمة القائمة.
السيد نوري المالکي، و الدکتور أياد علاوي، و غيرهم من کبار الساسة العراقيين الذين کانوا للأمس القريب مقارعين للنظام الدکتاتوري الشمولي الاستبدادي القمعي لحزب البعث، والذي کان کل منهم يذرف دموع التماسيح على الحرية المسلوبة و الرأي المکبل للآخر و کانوا يدعون ليل نهار عبر وسائل الاعلام المتاحة لديهم الى ضرورة قيام نظام ديمقراطي تعددي يٶمن بالآخر و يجعله شريکا اساسيا في العملية السياسية، نراهم اليوم جميعا ومن دون إستثناء، يلبسون حلة نظام صدام حسين بطريقتهم الخاصة و يسعون لفرضها على الجميع و جعلها امرا واقعا لامناص من القبول به و الرضوخ لتداعياته و أبعاده.
قضي صدام حسين، وتبعثر حزبه شتاتا و انتهى کالمشروع الاوحد للعراق، لکن، نهج صدام و أفکاره و قيمه و اسلوبه و طرقه في ادراة الحکم، مازالت للأسف قائمة من خلال الاداء السلبي و المخيب للآمال لمعظم هذه الاحزاب و القوى السياسية العراقية القائم اساسا على التمسك المطلق بالرأي و رفض الرأي الآخر او حتى السعي لإقصائه عبر طرق تمرس بها النظام السابق، وان إنتظار الامريکيين و الاوربيين و معظم الاطراف الدولية الاخرى لحل الازمة العراقية من خلال هذه القوى، هو امر عبثي و لاطائل من ورائه سوى هدر الوقت و الجهد وان الطريق و الاسلوب الامثل الوحيد للأسف البالغ لحل هذه الازمة و إنهائها هو عن طريق(إصدار اوامر)لقادة الاحزاب و القوى السياسية العراقية و إرغامها على القبول بنهج او خيار وسط قادم أيضا من خلف الحدود، ويقينا سيبقى هذا الاسلوب هو الافضل لتسيير العملية السياسية في العراق طالما بقيت القوى السياسية العراقية(بدون إستثناء)تجسد أطروحات و قيم و مثل نظام صدام حسين في إدارة الحکم و تمشية أمور الشعب!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات